وكانت البداية من منصة “ابن سلمان” الأولى (قناة العربية)، حيث ركزت القناة السعودية في نشراتها وأخبارها الأخيرة على تشويه صورة رئيس وزراء لبنان.
ونشرت القناة عبر موقعها الإلكتروني مقطعا مصورا، يظهر تجمع لعشرات الموظفين السابقين في شركة سعودي أوجيه، أمام منزل رئيس الوزراء سعد الحريري في بيروت للمطالبة برواتبهم وحقوقهم المتأخرة.
وهدفت القناة التي تتبع الديوان الملكي السعودي بشكل مباشر، إلى التحريض على “الحريري” وتشويه صورته، بإبراز هذه المشاهد والمشاكل القائمة بـ”سعودي أوجيه” منذ شهور (وليست وليدة اللحظة) على الساحة، غير أن هذه الأزمة لها أبعاد كثيرة لم تتحدث عنها “العربية” بل ركزت على الإساءة لـ”الحريري” وفقط.
ولفت أسلوب “العربية” المفضوح انتباه عدد من السياسيين والنشطاء على تويتر.
المحلل وأستاذ العلوم السياسية بجامعة “سان فرانسيسكو” “أسعد أبو خليل” علق على خبر قناة العربية في تغريدة له بتويتر بقوله:”النظام السعودي يردّ على مقابلة سعد الحريري مع “وول ستريت جورنال” والتي أثنى فيها على أداء حزب الله”.
وفي صفعة جديدة للنظام السعودي، أكد رئيس وزراء لبنان سعد الحريري إلى أن لبنان لن تتحول إلى ساحة حرب بالوكالة، في إشارة إلى التدخل السعودي الأخير في لبنان وأزمته الأخيرة أثناء احتجازه بالرياض.
وقال “الحريري” في حوار له مع “وول استريت جورنال” سبب صدمة للنظام السعودي، إنه يسعى إلى إخراج لبنان بقوة من الصراع الإقليمي الدائر بين السعودية وإيران، كما أشاد بحزب الله قائلا:”الباب دوما مفتوح أمام حزب الله للمشاركة في الحكومة، التي من المزمع تشكيلها عقب الانتخابات المقرر إجراؤها في مايو المقبل”.
وما تسبب في شن حملة قوية من الإعلام السعودي والذباب الإلكتروني ضد “الحريري”، هو إشارته في حواره إلى أن “حزب الله، عضو في هذه الحكومة، وهي حكومة شاملة، تضم جميع الأحزاب السياسية الكبرى، وتحقق الاستقرار السياسي للبلاد، وهدفي الرئيسي، الحفاظ على الاستقرار السياسي لوحدة البلاد”.
وأكدت “وول ستريت جورنال” أن الحريري سعى خلال الحوار إلى تحدي الضغوط السعودية عليه، من أجل مواجهة “حزب الله”، وبدلا من ذلك أصر على اتباع نهج تصالحي معه.
وقال الحريري عن ذلك الأمر: “لبنان ينبغي أن تكون متعددة الطوائف، وليست ساحة للقتال والصراعات بالوكالة، كما كانت في السبعينيات، ونرفض أي تدخل أجنبي في البلاد.