بدا هدف القوات المتقدمة منذ اللحظة الأولى لبدء معركة إدلب هو الوصول إلى مطار أبو الظهور العسكري، حيث أصبح الجيش السوري على تخومه ويسيطر عليه نارياً بعد سيطرته فجر اليوم على عدد كبير من القرى.
أهمية المطار، الذي تعني السيطرة عليه أن الجيش السوري بات يسيطر على جميع المطارات المدنية والعسكرية في سوريا، بإستثناء مطار الطبعة في ريف الرقة الجنوبي، تكمن في كونه سيشكل للجيش السوري قاعدة عسكرية متقدمة تتوسط مناطق سيطرة المسلحين، ومنها يمكن التقدم بإتجاه عدّة مناطق، إذ من الممكن أن يتقدم الجيش السوري إنطلاقاً من مطار أبو الظهور بإتجاه ثلاث مدن رئيسية، الأولى خناصر في ريف حلب الجنوبي، والثانية الحاضر في ريف حلب الجنوبي الشرقي، والثالثة خناصر في ريف إدلب (إحدى أهم مناطق سيطرة النصرة).
وترجح مصادر ميدانية أن يكون التقدم الأول للجيش السوري شمالاً بإتجاه مدينة الحاضر، والتي تبعد عن المطار نحو 18 كلم، وذلك بهدف شقّ مناطق سيطرة المسلحين إلى قسمين، قسم شرقي يضم خالبية ريف حلب الجنوبي وجزء من ريف حماة الشمالي، وقسم غربي يضم محافظة إدلب وجزء بسيط من أرياف حماة وحلب.
وتقول المصادر أنه بالوصول إلى الحاضر يمكن فتح جبهة بإتجاه سراقب بهدف الإقتراب من بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين، وفكّ الحصار عنهما، وبعدها يصبح أمام الجيش السوري القدرة على فتح عدد كبير من الجبهات في إدلب، في جنوب المحافظة وشمالها ووسطها، وذلك بهدف تقطيع أوصال المحافظة، والسيطرة على المدن الرئيسية من جسر الشغور وأريحا ومدينة إدلب لاحقاً، كذلك يمكن فتح جبهة من ريف حلب الجنوبي الغربي بإتجاه العيس وأوتوستراد إدلب.
ووفق هذه المصادر فإن مفتاح السيطرة على إدلب يمر بمطار أبو الظهور، وفي مدينة جسر الشغور، لكن سرعة التقدم في المحافظة تنبىء بأن تسوية سياسية سبقت العمل العسكري قد يكون لها علاقة بتقدم القوات التركية بإتجاه عفرين.