وعلى اثر استمرار اعتقال الشيخ الزكزاكي تواصلت التظاهرات السلمية المطالبة باطراق سراح الشيخ، حيث اطلقت الشرطة النيجيرية الاربعاء الفائت النار على المتظاهرين السلميين مما ادى الى اصابة الشيخ “سوكوتو” وكيل الشيخ الزكزاكي.
وتأتي هذه المسيرات السلمية التي نظمت بمناسبة مرور السنة الثانية، على اعتقال زعيم الحركة الاسلامية الشيخ ابراهيم الزكزاكي وزوجته مع معتقلين آخرين.
تجدر الاشارة هنا الى ان الشيخ الزكزاكي هو عالم دين شيعي نيجيري وسیاسي ورئيس المنظمة الإسلامية، إضافة إلى كونه زعيم طائفة محبي آل البيت في نيجيريا.
أسس مع زملائه رابطة شباب المسلمين ومنها بدأ نشاطه الحركي الإسلامي. وفي أواخر السّبعينات ترأس الشيخ الزكزاكي حركة شبابية دينية داخل المؤسسات التعليمية والأكاديمية وكانت ذات طابع اسلامي في نيجيريا عبر اتحاد الطلاب المسلمين، في وقت كان الفكر السائد في نيجيريا هو الفكر الشيوعي والرأسمالي وسط غياب الفكر الإسلامي. وانتقلت هذه الحركة مع الوقت إلى الأوساط الشعبية لتلقى قبولاً واسعاً.
استشهد ثلاثة من أبناء الشيخ الزكزاكي بنيران قوات الأمن النيجيرية عام 2014 مع 33 آخرين، عندما هاجمت السلطات تظاهرة سلمية بمناسبة يوم القدس العالمي وفتحت الرصاص الحي باتجاه المتظاهرين دون أي إنذار مسبق، فسقط ثلاثة من أبنائه هم أحمد وحميد وعلي شهداء في سبيل دعم القضية الفلسطينية إضافة إلى 33 آخرين من المتظاهرين.
وقد تم اعتقاله في نهاية العام 2015 عندما هاجم الجيش النيجيري مدينة زاريا وحاصر الحسينية التي كانت تحضر لمراسم ولادة الرسول الأكرم (ص)، واقتحمت منزل زعيم الحركة الإسلامية الشيخ ابراهيم الزكزاكي واعتقلته مع زوجته.
ووقعت مواجهات بين أنصار الحركة والجيش أدت إلى استشهاد أكثر من 300 من المتظاهرين من الرجال والنساء والأطفال، ومن بين الشهداء كان القيادي في مركز “كانو” ونائب الشيخ الزكزاكي الشيخ محمد محمود الطوري، والمدير الطبي للحركة الدكتور مصطفى سعيد، والمتحدث باسم الجماعة إبراهيم عثمان ومسؤولة النساء في الحركة الحركة جومي جيليما.
وانذاك تذرعت قوات الجيش النيجيري في اعتدائها على المدنيين بأن الحركة الإسلامية كانت تعد عملية لاغتيال قائد بالجيش، إلا أن زعيم الحركة الاسلامية في نيجيريا الشيخ ابراهيم زكزاكي، نفى اتهام السلطات النيجيرية للشيعة بمحاولة اغتيال قائد بالجيش، مؤكدا ان حسينية “بقية الله” تعرضت لهجوم مفاجئ من القوات النيجيرية دون سابق انذار. وقال الشيخ الزكزاكي في تصريح لإذاعة هوسا في ذلك الوقت إن القوات العسكرية النيجيرية لجأت مع وسائل الإعلام الموالية لها الى الكذب،واتهمت الحركة بالتخطيط لقتل قائد القوات النيجيرية المشتركة، متسائلاً أنه إذا كان كذلك فلماذا هو على قيد الحياة الآن ولم يهاجمه أحد؟
تدهور وضعه الصحي
وفي سياق متصل تدهور الوضع الصحي للشيخ الزكزاكي بعد استمرار اعتقاله من قبل القوات النيجيرية حيث أشار ابنه الى الوضع الصحي الخطير الذي وصل له الشيخ قائلا:” ان العالم الإسلامي الشيعي في حالة صحية حرجة والحكومة النيجرية لا تولي اهتماما لصحته “.
وأضاف أن ” والدي معتقل من قبل الحكومة وهم لا يسمحون له بالوصول الى الطبيب او المستشفى، وقد شكا يوم أمس من انه يعاني من صعوبة في النطق عند الركوع والسجود في صلاته “.
وتابع أنه ” يعاني من ضعف عام في اطرافه العليا والسفلى، كما لاحظت انه يعاني من مشاكل في النطق اثناء الكلام” مشيرا الى أنه ” اعتقد ان كانت تلك الاعراض جانبية لكن تلك الاعراض بدأت تزداد سوءا وهو يعاني من صعوبة في المشي منذ سبعة أيام”.
وأردف قائلا:” كنت اعتقد ان الاسبرين يمكن ان يجعله يتكلم لكنهم لم يسمحوا له بالحصول عليه او اخذ اشعة مقطعية لجسمه وحتى لو فعلوا ذلك، فلن يسمحوا لنا بمعرفة ما هي النتيجة او انهم قد يكذبون بشأن حقيقة حالته الصحية “.
خلاصة؛ ان جرائم الحكومية النيجيرية لم تعد خفية، ورغم القمع التعسفي للمظاهرات السلمية المطالبة باطلاق سراح الشيخ ابراهيم الزكزاكي، يجدر القول بأن محاولات الجيش النيجيري لطمس الحقائق باءت بالفشل بعد أن شاهد العالم أجمع عنجهيتهم التي حصدت الكثير من الارواح البريئة.
المصدر: الوقت
22/101