وأحرق متظاهرون شاركوا في مسيرة مركزية نظمتها قيادة القوى والفصائل الفلسطينية في مدينة غزة، أعلاما أمريكية وأخرى "إسرائيلية"، فيما داس آخرون صورا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تعبير عن حالة الغضب الشعبي على القرارات الأخيرة التي أصدرها تجاه القدس المحتلة.
وهتف المشاركون في المسيرة التي انطلقت من "ميدان السرايا" حتى وسط مدينة غزة ضد الكيان الإسرائيلي، كان من بينها "على القدس رايحين شهداء بالملايين"، كما رفعوا لافتات كتب عليها "القدس في العيون نفنى ولا تهون". ورفع قادة الفصائل الذين تقدموا المسيرة أعلاما فلسطينية، وأكدوا دعم خيار "الانتفاضة والمقاومة" لإسقاط المشاريع التي تهدف إلى "تصفية القضية الفلسطينية".
وقال بسام الفار، في كلمة باسم الفصائل المشاركة في ختام المسيرة، إن قيادة القوى الفلسطينية تدعم استمرار الانتفاضة "بكل أشكال المقاومة". ودعا إلى تأجيج "انتفاضة العاصمة"، وإلى دعمها عربيا وإسلاميا، للتصدي لـ"القرارات الظالمة" التي أصدرها ترامب أخيرا.
وأكد بسام الفار، أن مدينة القدس الموحدة ستبقى عاصمة أبدية لفلسطين، وأن قرارات ترامب وما تلتها من قرارات للكنيست الإسرائيلي "لن تغير هذه الحقيقة".
وشدد على ضرورة فرض الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي "عزلة دولية" على الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي، كما أكد على ضرورة فرض "المقاطعة الاقتصادية" لكل المنتجات والبضائع "الإسرائيلية".
وطالب الفار المجتمع الدولي بالتحرك بشكل سريع من أجل منع تطبيق القرارات الأمريكية الأخيرة، وكذلك منع الكيان الإسرائيلي من تطبيق ما أصدره الكنيست أخيرا من قوانين تجاه القدس والأسرى، محملا الإدارة الأمريكية مسؤولية كل تبعات هذه القرارات.
وطالبت القوى الوطنية والإسلامية في الكلمة التي ألقيت باسمها بضرورة اتخاذ المجلس المركزي لمنظمة التحرير، المقرر أن يعقد جلسة قي 14 يناير/ كانون الثاني الحالي "قرارات تناسب المرحلة"، وإلى تطبيق قرارات المجلس المركزي السابق.
وشددت كذلك على ضرورة الاسراع في إتمام عملية المصالحة الفلسطينية الداخلية، وإلى رفع كامل لـ"الإجراءات الحاسمة" التي اتخذتها السلطة الفلسطينية تجاه غزة.
إلى ذلك أكدت قيادة الفصائل على ضرورة المشاركة في الفعاليات المركزية بعد غد الجمعة، باعتبارها "يوم غضب شعبي".
يشار إلى أن المناطق الحدودية لقطاع غزة مع الأراضي المحتلة عام 1948، تشهد منذ إعلان الرئيس الأمريكي قراراته ضد مدينة القدس قبل شهر، مواجهات ساخنة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، على غرار المواجهات الشعبية التي تشهدها مناطق التماس في الضفة الغربية، رفضا لقرارات ترامب. وأدت تلك المواجهات التي جاءت ضمن ما بات يعرف بـ"انتفاضة العاصمة"، إلى استشهاد 14 فلسطينيا، وإلى إصابة أكثر من 3500 آخرين بجراح، علاوة على حملات الاعتقال الكبيرة التي تنفذها قوات الاحتلال وطاولت مئات الشبان.
وفي سياق متصل، قال القيادي في حركة فتح عبد الله أبو سمهدانة، خلال ندوة سياسية وسط غزة، "إن لا أحد يملك شطب الحق الفلسطيني في مدينة القدس مهما بلغت قوته".
وتطرق أبو سمهدانة إلى ما يسمي بـ"صفقة القرن"، وقال إنها وصفة أعدت لـ"تصفية القضية الفلسطينية"، لافتا إلى أن أولى ملامحها بدأت بقرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال.
المصدر: القدس العربي
25 - 101