قال نائب رئيس «حماس» في غزة خليل الحية، خلال مؤتمر عقد ظهر أمس من داخل مستشفى الشفاء في غزة، حيث يعالج العلمي، إن القيادي في الحركة «أصيب بطلق ناري أثناء تفقده سلاحه الشخصي، وحالته ما زالت حرجة وهو يتلقى العلاج حالياً».
ووفق التحقيقات الأولية وإفادة مصادر في «حماس»، أُصيب العلمي من طريق الخطأ أثناء تفقده سلاحه الشخصي (مسدس)، فيما نفت المصادر أن تكون الإصابة نتيجة محاولة اغتيال أو إشكال عائلي، إذ كان العلمي داخل منزله ومعه عائلته، مضيفة أن «جميع الدلائل والقرائن تؤكد هذا الأمر». وتضيف المصادر نفسها أنه أجريت عملية جراحية عاجلة استمرت أربع ساعات، لكن حالة العلمي «خطيرة وهو يرقد الآن في العناية المكثفة»، فيما توجه عدد من قادة «حماس» إلى مستشفى الشفاء للاطمئنان عليه، وكان أبرزهم رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، وقائد الحركة في القطاع يحيى السنوار، وعدد من أعضاء المكتب السياسي.
وكان العلمي قد أصيب خلال الحرب على غزة عام 2014 بعد سقوط مصعد يقله هو ورئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية داخل أحد الأنفاق، وأدى ذلك إلى بتر ساق العلمي اليمنى. وبعد الحرب، نقل لتلقي العلاج في تركيا، حيث رُكِّبَت قدم صناعية له. لكن القيادي العائد من سوريا قبل عامين من الحرب، رفض خلال السنة الماضية الترشح لعضوية المكتب السياسي في «حماس» نظراً إلى ظروفه الصحية، علماً أنه كان يشغل منصب نائب قائد الحركة في غزة سابقاً.
تكمل المصادر أن العلمي كان يحمل سابقاً ملفاً مهماً في «حماس» يرتبط بالعلاقات الخارجية مع محور المقاومة، وخاصة إيران وحزب الله، ويُنسب إليه دور كبير في الحفاظ على العلاقة التي عادت إلى طبيعتها بعد تشكيل المكتب السياسي الجديد للحركة.
أعلنت «حماس» أن
العلمي أصيب برصاصة
في رأسه بالخطأ
وخلال مدة علاجه، تسلم الملف بالنيابة عنه القيادي في الحركة محمد نصر.
والعلمي من مواليد غزة في 16 شباط 1956، وتلقى تعليمه الأساسي في مدارس القطاع، وتربى دعوياً ودينياً على يد مؤسس «حماس» الشهيد أحمد ياسين، ومنذ ذاك التحق بصفوف الحركة في سن مبكرة، وكان من الناشطين في العمل الإعلامي في مرحلة التأسيس. ثم حصل العلمي (أبو همّام) على شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة الإسكندرية في مصر، وهو متزوج وله ستة من الأبناء.
بين عامي 1988 و1990 اعتقل الرجل بتهمة التنظيم والتحريض عبر اللجنة الإعلامية للحركة، وأبعدته قوات الاحتلال من القطاع عام 1993، لكنه واصل نشاطه في إطار «حماس»، وتنقل بين عدة دول عربية، وكان له دور كبير وفعال في دعم القضية الانتفاضة في مراحلها كافة. ثم انتقل للعيش في دمشق عام 2008 حيث عمل مسؤولاً لملف العلاقات الخارجية، وبنى خلال ذلك علاقات قوية مع الإيرانيين وحزب الله ودمشق مكنته من المحافظة على خيط العلاقة مع الحركة، رغم ضعفها بعد الأزمة السورية وخروج «حماس» من دمشق إلى كل من قطر وتركيا.
كذلك، يُحسب عماد العلمي ضمن ست شخصيات حمساوية صنفتها الإدارة الأميركية «إرهابية عام 2013، لما يمثله الرجل وفق التقييم العام كوسيط رسمي بين «حماس» وطهران، لكنه عاد عام 2012 ليقيم في غزة بصورة دائمة وينتخب نائباً لقائد الحركة في غزة آنذاك إسماعيل هنية. ووفق تقرير سابق لمجلة «فورين بوليسي» الأميركية، زار العلمي إيران مرات لا حصر لها، وساهم في تنسيق الدعم المالي والعسكري للحركة، كما نقلت أنه «كان على علاقة عمل وثيقة ومستمرة مع (الأمين العام لحزب الله السيد) حسن نصر الله لأكثر من 20 عاماً»، مشيرة إلى أنه كان آخر قيادي في «حماس» غادر الأراضي السورية خلال الأزمة الجارية.
الاخبار
24-101