الذي تمنى على حسن روحاني ترتيب لقاء سري بينه وبين الرئيس السوري في طهران لأن ما مضى قد مضى، ولأن الخيط الأبيض بان من الخيط الأسود. من غيره، وبذلك المال العربي، مال القهرمانات، استضاف كل مرتزقة الدنيا، كل برابرة الدنيا (بين المعسكرات والمنتجعات) من أجل أن يشقوا أمامه الطريق، ويعلن نفسه، من الجامع الأموي، خليفة على المسلمين؟
تذكروا ما قاله جنكيز تشاندار في عام 2012 من أن رجب طيب أردوغان الذي بنى قصراً يليق بسلاطين أيام زمان، يعتبر أن مصر وسوريا عادتا الى الحظيرة العثمانية، لتتدحرج حجارة الدومينو الواحد بعد الآخر. ها هو السلطان النيو عثماني يطوف حول الكعبة كما لو أنه يطوف حول الكرة الأرضية.
كل حجر في سوريا، كل ضحية في سوريا، كل زهرة في سوريا، كل طفل في سوريا، يصرخ في وجهه... أيها القاتل!
الذي ظن أنه باستدعاء الدرع الصاروخية الى بلاده يؤمن التغطية الأميركية للحصان المجنح، وهو يقطع الحدود، ويحقق الحلم الذي راوده منذ أن كان رئيساً لبلدية اسطنبول. كل المآذن، من المحيط الأطلسي الى الخليج الفارسي، تصدح باسمه.
هذا الرجل المثخن بالصدمات. الذي قال لايمانويل ماكرون اننا ندق بابكم منذ نصف قرن، عاد يائساً، وبائساً، الى الفردوس الأوروبي المقفل في وجهه أيضاً.
هو الديكتاتور الذي أفرغ بلاده من كل الأدمغة في الجامعات، وفي الثكنات، وفي الصحف ومحطات التلفزيون، وتحت أقواس المحاكم.
هناك في فرنسا حيث كان الحديث الطويل عن السلطان الذي ألقت به لعبة الأمم على قارعة الطريق، دون أن يدرك أن الخطوط الحمراء التي رسمت في لوزان منذ نحو قرن لا تزال اياها، اياها، وانه يرقص، كما قلنا على خيوط العنكبوت التي هي، بصورة أو بأخرى، خيوط الدم.
في واشنطن، يقولون انه «ذاهب». أكثر من اشارة تناهت اليه بأن دوره انتهى. الرد ما يشيعه الأن، وبعدما تواطأ، وبعدما تآمر، مع الاستخبارات المركزية، كما مع الاستخبارت الاسرائيلية، ناهيك بالاستخبارات السعودية، من أن «الاله البروتستانتي»، المثقل بالنصوص التوراتية، يبغي تفكيك الدول الاسلامية الكبرى الثلاث، تركيا، وايران، وباكستان.
لا يمكن حتى لكاليغولا (باستثناء محمد بن سلمان وبنيامين نتنياهو) أن يدافع عن دونالد ترامب الذي يبدو، في هذه الأيام، على حافة النار والغضب. كتاب كشف كل الأسرار وزلزل حتى عظامه.
كم بدا المشهد مضحكاً أن تعلن ايفانكا تأييدها للتظاهرات في ايران.. هذه التي عادت من الرياض بمائة حذاء مرصع بالذهب، والماس، والياقوت، على أنها تقبع بالكعب العالي في رأس أبيها.
الآن، بعد فوات الأوان، يكتشف الساسة الأتراك والباكستانيون ( ذات يوم.. السعوديون الذين تنتظرهم احتمالات داخلية خطيرة) أن الرهان على المهرج هو الرهان على الهاوية.
متى لم تكن تركيا أو باكستان محظية أميركية؟ ها أن دونالد ترامب يرى في رجب طيب أردوغان جثة راقصة، وفي شهيد خاقان عباسي الارهابي الذي يرتدي النقاب.
الباكستانيون يقولون ان جاريد كوشنر وزوجته ايفانكا اصغيا بـاهتمام الى ولي العهد السعودي وهو يشكو اسلام آباد التي موّلت بلاده قنبلتها النووية، لأنها رفضت نقل بعض الرؤوس النووية الى المملكة ووضعها بتصرفها.
الأمير محمد تمنى أن يضغط ترامب على الباكستانيين الذين أكدوا رفضهم، كما رفضوا التعاون في نقل الرجال والأسلحة الى الداخل الايراني في سيناريو غرائبي، وكاريكاتوري، لنقل النموذج السوري الى ايران. وكان هناك من يسأل: ألا تكفي ايفانكا... النووية؟!
ما صدر عن الرئيس الأميركي الذي أكد أنه عبقري ومتزن عقلياً، الخطوة الأولى في اتجاه الدعوة الى تعرية باكستان نووياً بالرغم من كونها الحليف التاريخي للولايات المتحدة..
اسلام آباد تقترب من الصين، ولا تستبعد أن يتعامل معها المكتب البيضاوي بالحماقة نفسها التي تعامل فيها مع كيم جونغ ـ أون.
«نار وغضب»، عنوان رائع لذلك المسار الصاعق الذي يعيد دونالد ترامب الى ليل الغانيات في لاس فيغاس...
* الديار