وقال هيرتسوغ، بحسب الصحيفة المملوكة للإعلامي السعودي عثمان العمير، المقرب من الديوان الملكي: "هناك دور كبير للسعودية في هذه المرحلة، وأنا أحترم كثيرا خطوات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، واعتقد أنه أحد الثوريين الكبار في الشرق الأوسط، وممنوع أن نترك هذا المسار، وعلينا مساعدة السعودية على إحياء العملية السلمية مع الفلسطينيين"، على حد تعبيره.
وتأتي هذه المقابلة في إطار سلسلة حوارات تجريها صحيفة إيلاف السعودية، مع مسؤولين وسياسيين إسرائيليين، وتثير تساؤلات حول مدى التطبيع السعودي مع الكيان الإسرائيلي وسعي الإعلام الممول سعودياً لتعزيز هذا التقارب.
وحول مدى قدرة السعوديين على إقناع الفلسطينيين بالعودة مرة أخرى للمفاوضات بعد قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي، أضاف: "أعتقد أن السعوديين حاولوا كثيرا في السنوات الأخيرة التأثير في المسألة، كما فعلت الإمارات والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني، وما زال الجميع يحاولون، لكن لا قيادة على رأس هذه المجموعة ليقول للجميع: ادخلوا إلى الغرفة للاتفاق. هناك مشاكل مع قطر ومسائل أخرى. لا توجد قيادة تجلس للنظر مليًا في الأمر".
ودعا هرتسوغ الجميع إلى التروي بعد إعلان ترامب، وأخذ جملته أن "حدود السيادة الإسرائيلية في القدس تحدد بالمفاوضات" أرضية للمفاوضات.
وكان هرتسوغ قد خسر زعامة حزب العمل أمام آفي غباي، الذي جاء إلى الحزب حديثا، وكان قد قاد حزب العمل، وأسس "المعسكر الصهيوني" مع الوزيرة السابقة تسيبي ليفني، وقاد حزبه في أكبر انتصار بأكبر عدد من مقاعد الكنيست خلال السنوات العشرين الأخيرة، وكان على قاب قوسين من الانتصار على نتنياهو خلال انتخابات 2014 الأخيرة، إذ حصل على 24 مقعدا، وهو قائد المعارضة الآن على الرغم من فقدانه زعامة الحزب، لأن آفي غباي ليس عضو كنيست.
ويتحدث هرتسوغ العربية بطلاقة، ويهتم بما يدور بالعالم العربي، وكان على وشك الحصول على منصب وزارة الخارجية في الكيان الإسرائيلي بالتحالف مع نتنياهو، وبتشجيع من قوى عربية وإقليمية ودولية لقيادة المفاوضات مع الفلسطينيين في إطار ما يسمى بحل الدولتين، إلا أن تردد نتنياهو وخشيته من شركائه بالليكود والائتلاف الاستيطاني أجهض الاتفاق.
وتثير صحيفة "إيلاف" الممولة سعودياً جدلاً واسعاً حول مدى الانفتاح الحاصل بين السعودية والكيان الإسرائيلي وتطبيع العلاقات، لجرأتها على التواصل مع مسؤولين في الاحتلال، وسعيها إلى عكس وجهة النظر الإسرائيلية في المسائل المتعلقة بالعالم الإسلامي.
المصدر: عربي 21