تقدم الجيش الذي يتم ضمن اتفاقات دولية تمت في مؤتمر «أستانة» الأخير، وهي الوصول والسيطرة على مطار أبو الظهور في ريف إدلب الشرقي، ما يفسر الانسحابات الكبيرة «لهيئة تحرير الشام» من تلك المناطق التي سيطرت عليها قوات الجيش والقوات الرديفة خلال فترة وجيزة.
وتأتي انسحابات «هيئة تحرير الشام» التي كانت السباقة والمبتكرة لتخوين الفصائل التي ذهبت إلى «أستانة»، واتهامها بالتنصل من «الثورة»، بينما هي الآن تسعى لتأكيد تقدم الجيش دون أي طلقة في بعض المناطق، بل وتمنع غيرها من صد تقدم الجيش.
واعتقلت «هيئة تحرير الشام» «صدام المصطفى» أحد قياديي «الحر» خلال توجهه إلى خطوط الاشتباك على جبهات بريف إدلب الجنوبي الشرقي، ووجهت إليه اتهامات أهمها أنه «داعشي»
وبالتزامن مع تقدم الجيش في ريف إدلب الشرقي اقتحمت «تحرير الشام» صباح اليوم قريتي «فركيا والمغارة» بريف إدلب، واعتقلت عدداً من الشبان كانوا قد تجمعوا فيهما قبيل توجههم إلى خطوط الاشتباك في ريف إدلب الشرقي.
«هيئة تحرير الشام» التي تروج لقوتها بأنها الأكبر في الشمال السوري انسحبت من مناطق شرق سكة الحديد، أي ريف إدلب الشرقي الذي يقع فيه مطار أبو الظهور.
يذكر أنه وبعد فترة من الخلافات بين «هيئة تحرير الشام» بقيادة «الجولاني» وبين تنظيم القاعدة الأم بقيادة «الظواهري»، اعتقل عدد من قيادات وشخصيات القاعدة الموالين «للظواهري» في سوريا، وأدت تلك الاعتقالات وما سبقها من خلافات إلى توقف جناح القاعدة في «هيئة تحرير الشام» عن المشاركة في أي معركة.
وازدادت حدة الخلافات بين شقّي «تحرير الشام» لتصل إلى اشتباكات في بعض الأحيان، إلا أن الطرفين توصلا يوم أمس إلى صيغة اتفاق بحل الإشكالات الجارية بينهما، وذلك في ذات الصيغة التي دخلوا فيها إلى سوريا «نصرة أهل الشام»، ولكن على ما يبدو إنها تسعى لحجز مكان لها في مؤتمر «سوتشي» القادم، حسب ناشطين.
وبهذا تعود «هيئة تحرير الشام» بقيادة «الجولاني» إلى أميرها «الظواهري» لتنفذ أوامر مؤتمرات دولية تغنت سابقاً بأن كل من شارك فيها «خائن وكافر»، لكن الهيئة لم تكن تظهر بمشاركة علنية، بل قامت بتنفيذ الأوامر ومقررات تلك المؤتمرات أفضل مما كان مطلوباً منها.
* بشار الحموي .. هاشتاغ سيريا