وفي حوار مع صحيفة "جام جم" الصادرة عن مؤسسة الإذاعة والتفزيون الايرانية، نشرته اليوم الأحد، قال حسين امير عبداللهيان: ان التطورات الاخيرة تصب في مصلحة محور المقاومة، لكن هناك بعض المخاوف في خضم هذا التفاؤل، لأن الوضع لن يبقى بالضرورة هكذا، فالأطراف المقابلة لنا ناشطة جداً، وتبذل مساع مكثفة سرا وجهراً لتغيير المعادلات وإيجاد معادلات سياسية - أمنية جديدة في المنطقة.
وأضاف: إن أميركا وعندما كنا مشغولين في محاربة داعش في العراق وسوريا، كانت أميركا بصدد الانتشار في سوريا، حيث أنشأت قرابة 7 قواعد عسكرية في سوريا، في مساع لتعزيز تواصلها مع الكرد في سوريا لمتابعة أهدافها على الأمد البعيد في المنطقة.
وتابع: على الصعيد السياسي ايضا نشهد بشأن سوريا ما بعد داعش، المحادثات الناجحة في آستانا. وفي هذه المحادثات ليس لأميركا مشاركة فاعلة، وقد حاولت واشنطن من خلال عدم المشاركة أو المشاركة على مستوى ضعيف، أن تحتفظ لنفسها بحق إرباك اللعبة في أي زمان تراه مناسباً لمآربها.
وأكمل: بشأن عراق ما بعد داعش، فإن إحدى المخاوف تتمثل في التدخل السعودي الناعم والسعي لتوسيع دائرة التدخل الدبلوماسي والثقافي والأمني في العراق. والآخر يتمثل في مساعي السعودية للعمل مع بعض التيارات السياسية والفكرية داخل العراق بهدف التأثير على مستقبل الساحة العراقية. والهاجس الثالث هو رهان السعودية ومحاولتها للتأثير على الانتخابات البرلمانية القادمة لخلق ظروف سياسية تصب في مصلحتها.
ويمكن إدراك حجم هذه المخاوف مع علمنا ان السعودية وخلال الـ15 عاماً الماضية كانت في الجانب السلبي مقابل العراق حيث ان اغلب التفجيرات والأعمال الإرهابية في العراق ترتبط بنحو ما بجهاز المخابرات السعودية والتمويل السعودي. ونظرا لعدم تحقيق السعودية أي نتيجة من ممارساتها تلك، فهي تحاول اليوم ان تستبدل التعامل الأمني بالأساليب الحديثة والناعمة، لتستخدمها من أجل تحقيق التغييرات التي تطمح لها في العراق.
ومضى امير عبداللهيان قائلا، ان من مخاوفنا المستقبلية في العراق، هي محاولة أميركا لتكريس تواجدها العسكري في العراق.
في عام 2011 وبناء على قرار أممي والقرار الذي اتخذه القادة الدينيون وساسة العراق، لم يتم السماح لأميركا بمواصلة تواجدها العسكري في العراق. الا ان اللعب بورقة داعش، وفّر فرصة لأميركا لإعادة انتشارها في العراق بذريعة محاربة داعش. وهذا يشكل تحدياً جاداً أمام حكومة العبادي، ورغم أن العراق سمح بتشكيل غرفة عمليات عسكرية مشتركة بين القوات العراقية والاميركية، الا ان العراقيين لم يسمحوا مطلقا للأميركيين بإيجاد قواعد عسكرية لهم على الاراضي العراقية.
وأوضح: أن خلاصة القول يمكن القول أن محور المقاومة يمرّ اليوم بأفضل ظروفه.. فإنجازات محور المقاومة في المنطقة تستحق الثناء، لكن هناك مخاوف تتطلب إدراكا وتعاوناً جماعيا بين دول المنطقة لنشهد إرساء الاستقرار في المنطقة من خلال التخطيط والتنفيذ في الوقت المناسب.
ونفى أمير عبداللهيان ان تكون لإيران قاعدة عسكرية في سوريا، كما جدّد التأكيد أنه ما دامت الحكومة السورية تطلب العون من ايران فإننا سنواصل تقديم المساعدة العسكرية الاستشارية، في حين أن أميركا قامت بإنشاء قواعد عسكرية في سوريا بدون التنسيق مع الحكومة.
وردا على بعض الشعارات التي رفعها عدد من مثيري الشغب مؤخرا، والتي شكّكوا فيها بتقديم العون لسوريا، بيّن الدبلوماسي الإيراني المخضرم، أن هؤلاء الاشخاص فاقدين للإدراك الصحيح عن الأمن القومي، ولا يدركون أن قواتنا وشهداءنا الذين قدمناهم في هذا المسار، لو لم يدخلوا في سوريا العراق، لكانت عناصرنا الأمنية تشتبك اليوم مع داعش في محطات المترو.
وردا على سؤال: ما هي مشكلة السعودية حيال الجمهورية الإسلامية الإيرانية، قال أمير عبداللهيان: ان مشكلة السعودية هي أنها تريد كل شيء، ولا تريد إيران. وهي لم تتمكن لحد الآن من تقبّل الثورة الإسلامية. فالسعوديون يتصورون أنه كلّما تم إضعاف إيران فإن السعودية تزداد قوة. لذلك يجب مساعدة الحكام الحاليين وخاصة آل سلمان ومحمد بن سلمان المعادين لإيران، من أجل ان يتوصولوا إلى الفهم الصحيح.
وأردف أن السعودية أثبتت عجزها تجاه اليمن، رغم كل القصف المكثف منذ سنوات، لذلك لا يمكن للسعودية ان تشكل تهديدا عسكريا ضد ايران، ولكن يجب في ذات الوقت أن نتعامل بيقظة عالية تجاه أي تهديد أو تحرك من قبل السعودية في الوقت الراهن. وأكد أن لا خيار أمام السعوديين سوى العودة الى العلاقات العادية مع ايران، وستثبت التطورات المستقبلية على الساحة السعودية هذا الأمر.
وشدد على ان المعادلة في الحرب على اليمن، تميل لصالح الشعب اليمني وأنصار الله وحلفائهم، ولا خيار أمام الرياض سوى الجلوس إلى طاولة المفاوضات.