نائب السفير الصيني في الأُمم المتحدة كان الأكثر صَراحةً ووضوحًا عندما سَخِر من إساءة الولايات المتحدة استخدام مجلس الأمن، والبَحث عن حُججٍ وذرائع للتدخّل في شُؤون إيران الداخليّة، وأكّد أن الوَضع في إيران لا يُشكّل تهديدًا للاستقرار الإقليميّ.
إدارة الرئيس ترامب التي تَهطُل عليها الهزائِم كالمَطر في مجلس الأمن الدولي والجمعيّة العامّة في الأُمم المتحدة (قرار أدان نَقلِها سفارتها إلى القُدس المُحتلّة)، تستمر في المُكابرة وزَعزعة استقرار الشّرق الأوسط، والتحرّش بإيران، خاصّةً بعد أن تراجع زَخم المُظاهرات المُناهضة للحُكومة ونُزول مِئات الآلاف من أنصارِها إلى الشّوارع في عَشراتِ المُدن والبَلدات الإيرانيّة.
ريكس تيلرسون، وزير الخارجيّة الأمريكي، أكّد في حديثٍ لوكالة الإسيوشيتدبرس، أن إدارته تَعُد حاليًّا قانونًا خاصًّا لتعديل الاتفاق النووي مع إيران، وقد يتم تَبنّيه الأُسبوع المُقبل، ومِثل هذا القانون في حالِ إقراره من قِبَل الكونغرس، قد يُؤدّي إلى اتّساعِ شَرخ الخِلافات بين أمريكا وحُلفائِها الأوروبيين، وربّما يَدفع إيران الى التخلّي عن التزاماتِها تجاهه، وعَودتِها بالتّالي إلى التّخصيب النوويّ.
الرئيس ترامب يُريد فَرض عُقوباتٍ جديدة على إيران، واستفزازِها للإقدام على رَدِّ فِعلٍ يُوفّر لهُ الذّريعة للتدخّل في شُؤونِها الداخليّة، مِثل المُطالبة بِوَقف برامِج صواريخِها الباليستيّة، تَنفيذًا للشّروط الإسرائيليّة.
الحُكومة الإيرانيّة أكّدت أنّها لن تَقبل بأيِّ تَعديلٍ للاتفاق النوويّ، أو فَرضِ أي قُيود على بَرامِجها الباليستيّة، وقالت أنّها ستتخلّى عن الاتفاق في حالِ آدخال أيِّ تعديلاتٍ عليه، وهي مُحقّة في ذلك، لأنّها وَقّعت هذا الاتفاق، وقَدّمت تنازُلاتٍ كبيرة من بَينها وَقف تَخصيب اليورانيوم لعَشر سنوات، من أجلِ رَفع العُقوبات الاقتصاديّة وتَحسين الظّروف المعيشيّة لشَعبِها.
إدارة الرئيس ترامب تُواجه صُعوباتٍ داخليّة وإجراءاتٍ قانونيّة وشيكة بعَزل الرئيس نفسه، بعد تصاعد فَضائحه والفَريق المُساعد له، ولذلك يَقرع طُبول الحَرب مع إيران ليُحوّل اهتمام الرأي العام الأمريكي عن فَضائِحه هذه.
الرئيس ترامب تَعرّض للإهانة من كوريا الشماليّة على يَد الزعيم كيم جونغ أون الذي مَرّغ أنفه في التّراب، واستطاع تَحدّيه وتحويل بلاده الى قوة نووية تَمْلُك صواريخ عابرة للقارات، وباتَ في حُكم المُؤكّد أنّه سيُواجِه إهانةً أكبر إذا افْتعل صِدامًا مع إيران، وسَتكون "إسرائيل" الأكثر تَضرّرًا في هذهِ الحالة، هذا إذا استمرّ في مَنصِبه في رِئاسة أمريكا ولم يُعْزَل.
“رأي اليوم”