كيف تأتّى للمهدي(عج) هذا العمر الطويل؟

السبت 6 يناير 2018 - 10:55 بتوقيت مكة
كيف تأتّى للمهدي(عج) هذا العمر الطويل؟

هل بالإمكان أن يعيش الإنسان قرونا كثيرة كما هو المفترض في هذا القائد المنتظر لتغيير العالم ، الذي يبلغ عمره الشريف فعلا أكثر من ألف ومائة وأربعين سنة ، أي حوالي (١٤) مرة بقدر عمر الإنسان الاعتيادي الذي يمر بكل المراحل الاعتيادية من الطفولة إلى الشيخوخة؟

السيد الشهيد محمد باقر الصدر
هل بالإمكان أن يعيش الإنسان قرونا كثيرة كما هو المفترض في هذا القائد المنتظر لتغيير العالم ، الذي يبلغ عمره الشريف فعلا أكثر من ألف ومائة وأربعين سنة ، أي حوالي (١٤) مرة بقدر عمر الإنسان الاعتيادي الذي يمر بكل المراحل الاعتيادية من الطفولة إلى الشيخوخة؟ كلمة الإمكان هنا تعني أحد ثلاثة معاني : الإمكان العملي ، والإمكان العلمي ، والإمكان المنطقي أو الفلسفي. وأقصد بالإمكان العملي : أن يكون الشيء ممكنا على نحو يتاح لي أو لك ، أو لإنسان آخر فعلا أن يحققه ، فالسفر عبر المحيط ، والوصول إلى قاع البحر ، والصعود إلى القمر ، أشياء أصبح الا إمكان عملي فعلا. فهناك من يمارس هذه الأشياء فعلا بشكل وآخر. وأقصد بالإمكان العلمي : أن هناك أشياء قد لا يكون بالإمكان عمليأ لي أو لك ، أن تمارسها فعلا بوسائل المدنية المعاصرة ، ولكن لا يوجد لدى العلم ولا
تشير اتجاهاته المتحركة إلى ما يبرر رفض إمكان هذه الأشياء ووقوعها وفقا لظروف ووسائل خاصة ، فصعود الإنسان إلى كوكب الزهرة لا يوجد في العلم ما يرفض وقوعه ، بل إن اتجاهاته القائمة فعلا تشير إلى إمكان ذلك ، وإن لم يكن الصعود فعلا ميسورأ لي أو لك؟ لأن الفارق بين الصعود إلى الزهرة والصعود إلى القمر ليس إلأ فارق درجة ، ولا يمثل الصعود إلى الزهرة إلأ مرحلة تذليل الصعاب الإضافية التي تنشأ من كون المسافة أبعد ، فالصعود إلى الزهرة ممكن علميا وإن لم يكن ممكنأ عمليأ فعلا (1). وعلى العكس من ذلك الصعود إلى قرص الشمس في كبد السماء فإنه  غير ممكن علميا ، بمعنى أن العلم لا أمل له في وقوع ذلك ، إذ لا يتصور علميا ، وتجريبيأ إمكانية صنع ذلك الدرع الواقي من الاحتراق بحرارة الشمس ، التي تمثل أئونأ هائلأ مستعرأ بأعلى درجة تخطر على بال إنسان. وأقصد بالإمكان المنطقي أو الفلسفي : أن لا يوجد لدى العقل وفق ما يدركه من قوانين قبْلية ـ أي سابقة على التجربة ـ ما يبرر رفض الشيئ والحكم باستحالته. فوجود ثلاث برتقالات تنقسم بالتساوي وبدون كسر إلى نصفين ليس له إمكان منطقي؟ لأن العقل يدرك ـ قبل أن يمارس أي تجربةـ أن الثلاثة عدد فردي وليس زوجا ، فلا يمكن أن تنقسم بالتساوي؟ لأن انقسامها بالتساوي يعني كونها زوجا ، فتكون فردأ وزوجا في وقت واحد ، وهذا تناقض ، والتناقض مستحيل منطقيأ. ولكن دخول الإنسان في النار دون أن يحترق ، وصعوده للشمس دون أن تحرقه الشمس بحرارتها ليس مستحيلا من الناحية المنطقية ، إذ لا تناقض في افتراض أن الحرارة لا تتسرب من الجسم الأكثر حرارة إلى الجسم الأقل حرارة ، وإنما هو مخالف للتجربة التي أثبتت تسرب الحرارة من الجسم الأكثر حرارة إلى الجسم الأقل حرارة إلى أن يتساوى الجسمان في الحرارة. وهكذا نعرف أن الإمكان المنطقي أوسع دائرة من الإمكان العلمي ، وهذا أوسع دائرة من الإمكان العملي. ولا شك في أن إمتداد عمر الإنسان آلاف السنين ممكن منطقيأ؟ لأن ذلك ليس مستحيلا من وجهة نظر عقلية تجريدية ، ولا يوجد في افتراض من هذا القبيل أي تناقض؟ لأن الحياة كمفهوم لا تستبطن الموت السريع ، ولا نقاش في ذلك. كما لا شك أيضأ ولا نقاش في أن هذا العمر الطويل ليس ممكنأ إمكانأ عمليأ ،على نحو الإمكانات العملية للنزول إلى قاع البحر أو الصعود إلى القمر ، ذلك لأن العلم بوسائله وأدواته الحاضرة فعلا ، والمتاحة من خلال التجربة البشرية المعاصرة ، لا تستطيع أن تمدد عمر الإنسان مئات السنين ،ولهذا نجد أن أكثر الناس حرصأ على الحياة وقدرة على تسخير إمكانات العلم ، لا يحتاح لهم من العمر إلا بقدر ما هو مألوف. وأما الإمكان العلمي فلا يوجد عمليا اليوم ما يبرر رفض ذلك من الناحية النظرية (2). وهذا بحث يتصل في الحقيقة بنوعية التفسير الفسلجي لظاهرة الشيخوخة والهرم لدى الإنسان ، فهل تعبر هذه الظاهرة عن قانون طبيعي يفرض على أنسجة جسم الإنسان وخلاياه ـ بعد أن تبلغ قمة نموها ـ أن تتصلب بالتدريج وتصبح أقل كفاءة للاستمرار في العمل ، إلى أن تتعطل في لحظة معينة ،حتى لو عزلناها عن تأثير أي عامل خارجي؟ أو أن هذا التصلب وهذا التناقص في كفاءة الأنسجة والخلايا الجسمية للقيام بأدوارها الفسيولوجية ، نتيجة صراع مع عوامل خارجية كالميكروبات أو التسمم الذي يتسرب إلى الجسم من خلال ما يتناوله من غذاء مكثف؟ أو ما يقوم به من عمل مكثف أو أي عامل آخر؟ وهذا سؤال يطرحه العلم اليوم على نفسه، وهو جاد في الإجابة عنه، ولا يزال للسؤال أكثر من جواب على الصعيد العلمي.

 فإذا أخذنا بوجهة النظر العلمية التي تتجه إلى تفسير الشيخوخة والضعف الهرمي، بوصفه نتيجة صراع واحتكاك مع مؤثرات خارجية معينة ،فهذا يعني أن بالإمكان نظريا ،إذا عزلت الأنسجة التي يتكون منها جسم الإنسان عن تلك المؤثرات المعينة ،أن تمتد بها الحياة وتتجاوز ظاهرة الشيخوخة وتتغلب عليها نهائيا. وإذا أخذنا بوجهة النظر الأخرى، التي تميل إلى افتراض الشيخوخة قانونا طبيعيا للخلايا والأنسجة الحية نفسها ، بمعنى أنها تحمل في أحشائها بذرة فنائها المحتوم ، مرورا بمرحلة الهرم والشيخوخة وانتهاء بالموت.

 أقول : إذا أخذنا بوجهة النظر هذه ، فليس معنى هذا عدم افتراض أي مرونة في هذا القانون الطبيعي ، بل هو ـ على افتراض وجوده ـ قانون مرن ؛ لأننا نجد في حياتنا الاعتيادية؟ ولأن العلماء يشاهدون في مختبراتهم العلمية ،أن الشيخوخة كظاهرة فسيولوجية لا زمنية، قد تأتي مبكرة ، وقد تتأخر ولا تظهر إلأ في فترة متأخرة ، حتى إن الرجل قد يكون طاعنأ في السن ولكنه يملك أعضاء لينة ، ولا تبدو عليه أعراض الشيخوخة كما نص على ذلك الأطباء (3). بل إن العلماء استطاعوا عمليأ أن يستفيدوا من مرونة ذلك القانون الطبيعي المفترض ، فأطالوا عمر بعض الحيوانات مئات المرات بالنسبة إلى أعمارها الطبيعية؟ وذلك بخلق ظروف وعوامل تؤجل فاعلية قانون الشيخوخة. وبهذا يثبت عمليا أن تأجيل هذا القانون بخلق ظروف وعوامل معينة أمر ممكن عمليا ، ولئن لم يتح للعلم أن يمارس فعلا هذا التأجيل بالنسبة إلى كائن معقد معين كالإنسان ، فليس ذلك إلا لفارق درجة بين صعوبة هذه الممارسة بالنسبة إلى الإنسان وصعوبتها بالنسبة إلى أحياء أخرى. وهذا يعني أن العلم من الناحية النظرية وبقدر ما تشير إليه انجاهاته المتحركة لا يوجد فيه أبدا ما يرفض إمكانية إطالة عمر الإنسان ، سواء فشرنا الشيخوخة بوصفها نتاج صراع واحتكاك مع مؤثرات خارجية أو نتاج قانون طبيعي للخلية الحية نفسها يسير بها نحو الفناء.

 ويتلخص من ذلك : أن طول عمر الإنسان وبقاءه قرونا متعددة أمر ممكن منطقيا وممكن عمليا ، ولكنه لا يزال غير ممكن عمليا ، إلا أن إتجاه العلم سائر في طريق تحقيق هذا الإمكان عبر طريق طويل. وعلى هذا الضوء نتناول عمر المهدي عليه الصلاة والسلام وما أحيط به من استفهام أو استغراب ، ونلاحظ : إنه بعد أن ثبت إمكان هذا العمر الطويل منطقيا وعلميا ، وثبت أن العلم سائر في طريق تحويل الإمكان النظري إلى إمكان عملي تدريجأ ، لا يبقى للاستغراب محتوى إلا استبعاد أن يسبق المهدي العلم نفسه ، فيتحول الإمكان النظري إلى إمكان عملي في شخصه قبل أن يصل العلم في تطوره إلى مستوى القدرة الفعلية على هذا التحويل ، فهو نظير من يسبق العلم في اكتشاف دواء ذات السحايا أو دواء السرطان. وإذا كانت المسألة هي أنه كيف سبق الإسلام ـ الذي صمم عمر هذا القائد المنتظر ـ حركة العلم في مجال هذا التحويل؟ فالجواب : أنه ليس ذلك هو المجال الوحيد الذي سبق فيه الإسلام حركة العلم. أوليست الشريعة الإسلامية ككل قد سبقت حركة العلم والتطور الطبيعي للفكر الإنساني قرونا عديدة؟ (4) أولم تناد بشعارات طرحت خططا للتطبيق لم ينضج الإنسان للتوصل إليها في حركته المستقلة إلا بعد مئات السنين؟ أولم تأت بتشريعات في غاية الحكمة ، لم يستطع الإنسان أن يدرك أسرارها ووجه الحكمة فيها إلأ قبل برهة وجيزة من الزمن؟ أولم تكشف رسالة السماء أسرارا من الكون لم تكن تخطر على بال إنسان ، ثم جاء العلم ليثبتها ويدعمها؟ فإذا كنا نؤمن بهذا كله ، فلماذا نستكثر على مرسل هذه الرسالة ـ سبحانه وتعالى ـ أن يسبق العلم في تصميم عمر المهدي؟ (5) وأنا هنا لم أتكلم إلأ عن مظاهر السبق التي نستطيع أن نحسها نحن بصورة مباشرة ، ويمكن أن نضيف إلى ذلك مظاهر السبق التي تحذثنا بها رسالة السماء نفسها. ومثال ذلك أنها تخبرنا بأن النبي (ص) قد أسري به ليلأ من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، وهذا الإسراء (6) إذا أردنا أن نفهمه في إطار القوانين الطبيعية ، فهو يعبز عن الاستفادة من القوانين الطبيعية بشكل لم يتح للعلم أن يحققه (7) إلأ بعد مئات السنين ، فنفس الخبرة الربانية التي أتاحت للرسول (ص) التحرك السريع قبل أن يتاح للعلم تحقيق ذلك ،أتاحت لآخر خلفائه المنصوصين العمر المديد، قبل أن يتاح للعلم تحقيق ذلك. نعم ، هذا العمر المديد الذي منحه الله تعالى للمنقذ المنتظر يبدو غريبأ في حدود المألوف حتى اليوم في حياة الناس ، وفي ما أنجز فعلا من تجارب العلما ،. ولكن! أو ليس الدور التغييري الحاسم الذي أعد له هذا المنقذ غريبأ في حدود المألوف في حياة الناس ، وما مرت جمعهم من تطورات التاريخ؟ أو ليس قد أنيط به تغيير العالم ، وإعادة بنائه الحضاري من جديد على أساس الحق والعدل؟ فلماذا نستغرب إذا إتسم التحضير لهذا الدور الكبير ببعض الظواهر الغريبة والخارجة عن المألوف كطول عمر المنقذ المنتظر؟ فإن غرابة هذه الظواهر وخروجها عن المألوف مهما كان شديدا ، لا يفوق بحال غرابة نفس الدور العظيم الذي يجب على اليوم الموعود إنجازه. فإذا كنا نستسيغ ذلك الدور الفريد (8) تاريخيأ على الرغم من أنه لا يوجد دور مناظر له في تاريخ الإنسان ، فلماذا لا نستسيغ ذلك العمر المديد الذي لا نجد عمرأ مناظرأ له في حياتنا المألوفة؟ ولا أدري! هل هي صدفة أن يقوم شخصان فقط بتفريغ الحضارة الإنسانية من محتواها الفاسد وبنائها من جديد ، فيكون لكل منهما عمر مديد يزيد على أعمارنا الاعتيادية أضعافا مضاعفة؟ أحدهما مارس دوره في ماضي البشرية وهو النبي نوح ، الذي نص القرآن الكريم (9) على أنه مكث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما ، وقدر له من خلال الطوفان أن يبني العالم من جديد. والآخر يمارس دوره في مستقبل البشرية وهو المهدي الذي مكث في قومه حتى الآن أكثر من ألف عام وسيقدر له في اليوم الموعود أن يبني العالم من جديد. فلماذا نقبل نوح الذي ناهز ألف عام على أقل تقدير ولا نقبل المهدي؟ (10)

الهوامش:

)1(الكلام في وقته دقيق علميا ، فهو يقول : إنه ممكن علميا ، ولكنه لم يكن قد تحقق فعلا ، والواقع أن كثيرا من الإنجازات في عالم الفضاء ، وتسيير المركبات الفضائية إلى كواكب وتوابع الأرض وغيرها قد أصبح حقائق في أواخر القرن العشرين.

(2)نعم ، لا يوجد مبرر علمي واحد يرفض هذه النظرية ، بل إن علماء الطب منشغلون فعلا بمحاولات حثيثة لإطالة عمر الإنسان ، وإن هناك عشرات التجارب التي تتمم في هذا المجال ، وذلك وحده ينهض دليلا قويا على الإمكان النظري أو العلمي.

(3) يؤكد الأطباء والدراسات الطبية على هذه الملاحظة ، وأن لديهم مشاهدات كثيرة في هذا المجال ، ولعل هذا هو الذي دفعهم إلى إجراء محاولات وتجارب لإطالة العمر الطبيعي للإنسان ، وكالمعتاد كان مسرح التجربة في البداية هي الحيوانات لميسورية ذلك ، وعدم وجود محاذير اخرى تمنع إجراء مثل تلك التجارب على الإنسان.
(4) هذه التساؤلات التي يثيرها السيد الشهيد رضي الله عنه تهدف إلى ترسيخ حقيقة مهمة ، هي أن الرسول الأعظم ٦ عندما بشر ( بالمهدي ) ، وهو حالة غير اعتيادية في سياق البشرية ، تنبئ في جملتها عن تسجيل سبق في الإمكانية العملية ، بحد تأكيد الإمكانية العلمية ، أى لبقاء الإنسان مدة أطول بكثير من المعتاد ، فإن مثل هذا السبق في التنبيه على حقائق ني هذا الوجود كان قد سجله القرآن والحديث الشريف في موارد كثيرة جدأ في مسائل الطبيعة والكون والحيا ة. راجع : القرآن والعلم الحديث / الدكتور عبدالرزاق نوفل.

(5) إشارة إلى أن هذا من قبيل الإعجاز أيضا ، وهو إفاضة ربانية خاصة ، وهذا أمر لا يسع المسلم إنكاره ، بعد أن أخبرت بأمثا له الكتب السماوية ، وبالأخص القرآن ، كالذي ورد في شأن عمر الني نوح ٧ ، وكذا ما أخبر به القرآن من المغيبات الأخرى ، على أن كثيرا من أهل السنة ومن المتصوفة وأهل العرفان يؤمنون بوقوع الكرامات ومايشبه المعجزات للأولياء والصلحاء والمقزبين من حضرة المولى تعالى. راجع : التصوف والكرامات / الشيخ محمد جواد مغنية. وراجع : التاج الجامع للأصول ٥ : ٢٢٨ / كتاب الزهد والرقائق ـ الذين تكلموا في المهد.

(6) إشارة إلى الآية المباركة : ( سبْحان الذي أسْرى بعبده ليْلا من الْمسْجد الْحرام إلى الْمسْجد الأقْصى ... ) الإسراء : ١.

(7) إشارة إلى تصميم المركبات الفضانية ، وركوب الفضاء والتوغل إلى مسافات بعيدة عن أرضنا ، وقطعها في ساعات أو أيام معدودة ، وقد أضحت هذه حقائق في حياتنا المعاصرة في أواخر القرن العشرين.

(8) إشارة إلى ما أعذ للإمام المهدي المنتظر من دور ومهمة تغييرية على مستوى الوجود الإنساني برمته كما يشير الحديث الصحيح : «يملأ الأرض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا » ، وهذا الدور وهذه المهمة عليها الإجماع بين علماء الإسلام ، والاختلاف حصل في أمور فرعية. ومن هنا كان التساؤل الذي أثاره السيد الشهيد رضي الله عنه له مبرر منطقي قوي.

(9)في الآية المباركة : ( فلبث فيهمْ ألْف سنة إلا خمْسين عاما ) العنكبوت : ١٤.

 (10) السؤال موجه إلى المسلمين المؤمنين بالقرآن الكريم وبالحديت النبوي الشريف ، وقد روى علماء السنة لغير نوح ما هو أكثر من ذلك. راجع تهذيب الأسماء واللغات / النووي ١ : ١٧٦ ، ولايصخ أن يشكل أحد بأن ذاك أخبر به القرآن فالنمق قطعي الثبوت ، وهو يتعلق بالنبى المرسل نوح ٧ ، أما هنا فليس لدينا نص قطعي ، ولا الأمر متعلق بنبي. والجواب : أن المهمة أولأ واحدة ، وهي تغيير الظلم والفساد ، وأن الوظيفة كما أوكلت إلى النبي ، فقد اوكلت هنا إلى من اختاره الله تعالى أيضأكما هو لسان الروايات الصحيحة. قال الرسول الأعظم ٦ : « لوْ لمْ يبقْ من الدنيا إلا يومٌ لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلا منْ أهل بيتي يملأ الأرض قسْطا وعدلا ... » التاج الجامع للأصول ٥ : ٣٤٣. وأما من جهة قطعية النص ، فأحاديث المهدي بلغت حد التواتر ، وهو موجب للقطع والعلم ، فلا فرق في المقامين. راجع : التاج الجامع للأصول ٥ : ٣٤١ و ٣٦۰ فقد نقل التواتر عن الشوكاني ، وانتهى المحققون من علماء الفريقين إلى القول بأن من كفر بالمهدي فقد كفر بالرسول محمد ٦ وليس ذلك إلا بلحاظ أنه ثبت بالتواتر ، وأنه من ضرورات الدين ، والمنكر لذلك كافر إجماعا. وراجع : الإشاعة لأشراط الساعة / البرزنجي في بحثه حول المهدي. وقد نقلنا حكاية التواتر في المقدمة أيضأ.

المصدر:موقع المؤمل

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

السبت 6 يناير 2018 - 10:55 بتوقيت مكة