وركزت الكاتبة على ما ورد من حديث عن ترامب من أنه هو الذي هندس عملية التغيير في السعودية. وتقول: “عندما قام الأمير السعودي محمد بن سلمان بانقلابه الفعلي ضد منافسه السياسي، قام ترامب بنسب الأمر لنفسه سرا “لقد وضعنا رجلنا في القمة” مخبرا أصدقاءه حسبما كتب وولف في كتابه “نار وغضب:في داخل بيت ترامب الأبيض”.
وتضيف أن الملك سلمان بن عبد العزيز أطاح بابن أخيه الأمير محمد بن نايف كولي للعهد ووضع مكانه ابنه البالغ من العمر31 عاما بشكل هز خط الوراثة في العائلة الحاكمة والذي قام على تداول السلطة بين أبناء مؤسس المملكة عبد العزيز بن سعود.
وتم الإعلان عن التغيير في منتصف الليل وكان خطوة أخرى في صعود بن سلمان للسلطة في السنوات الأخيرة. وعزل الملك بن نايف من منصبه القوي كوزير للداخلية.
وكان الرئيس ترامب قد زار السعودية في أول رحلة له خارجية والتقى مع قادة المنطقة ووقع صفقات سلاح بقيمة 110 مليارات دولار. وعندما تم ترفيع بن سلمان لمنصب ولي العهد اتصل به ترامب ليهنئه على “الترفيع الأخير”. ويكتب وولف ان زيارة ترامب إلى السعودية كانت فرصة للهروب من واشنطن بعدما عزل ترامب مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي أي) “ولم يكن هناك وقت أحسن لأن تلاحقك عناوين الأخبار أحسن من رحلة يمكن أن تغير كل شيء”.
وأقام وولف كتابه على مقابلات أجراها على مدار 18 شهرا ومقابلات مع مسؤولين بارزين. وتقول الكاتبة أن وولف يعرف بعدم مصداقيته وهناك أسئلة حول دقة المزاعم. إلا ان ترامب غضب بسبب ما ورد من فقرات نسبها إلى مستشاره بانون والذي وجه اتهامات لابنه دونالد ترامب جي أر حول لقائه مع محامية روسية زعمت أن لديها معلومات تدين المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.
وفي مسألة التغيير في السعودية تحدث بانون أمام واحد من مراكز البحث في واشنطن بشهر تشرين الأول (أكتوبر) قائلا: “لو نظرت إلى السعودية فقد حدث تغير رئيسي منذ القمة” أي القمة العربية- الأمريكية و“أصبح نائب ولي العهد وليا للعهد. وقبل أسبوع أو أسبوعين على ما أعتقد تم اعتقال 1.000 رجل دين أو أي عدد. ويفضل الحزب المعارض في نيويورك تايمز بوصفهم بالعلماء الليبراليين”.
وكان الرئيس ترامب قد دعا بن سلمان إلى البيت الأبيض في آذار (مارس) فيما وصفها وولف “الدبلوماسية الشرسة”. وقال بانون إن الأمير السعودية:” استخدم تبني ترامب له كجزء من لعبة السلطة في المملكة. ولكن بيت ترامب الأبيض ينكر أن هذا هو الحال، دعهم” في مقابلته مع وولف ” وعرض بن سلمان سلة من الصفقات وإعلانات تتزامن مع زيارة ترامب للسعودية ومنحه “انتصارا”.
وكانت “واشنطن بوست” قد نشرت أن جارد كوشنر، صهر الرئيس والذي أقام علاقة مع بن سلمان وزار المملكة في تشرين الأول (أكتوبر) حيث بقيا يتحدثان حتى الساعات الأولى من الصباح وهما يتبادلان القصص. وبعد أيام من الزيارة قام الأمير بن سلمان بحملة مكافحة الفساد واعتقل أمراء ومسؤولين بارزين. وقبل وصول الأمير بن سلمان لمنصب ولي العهد قامت السعودية بقطع العلاقات مع قطر وفرضت حصاراً جوي وبريا وبحريا على الدولة الجارة، خطوة أيدها ترامب بتغريدة.
إبراهيم درويش
المصدر: القدس العربي
22/105