وهنا لم يلبث الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" طويلا ولكنه استغل هذه الاحتجاجات والمظاهرات السلمية التي تجوب عدداً من المدن الإيرانية وعلق بالقول: "إن هناك الكثير من التقارير تفيد بخروج مظاهرات سلمية لمواطنين إيرانيين فاض بهم الكيل من غلاء الأسعار وزيادة البطالة والفقر ." وكتب "ترامب" أيضا في تغريدة له فجر السبت على مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "على الحكومة الإيرانية احترام حقوق شعبها، بما في ذلك حق التعبير فالعالم يراقب." وفي سياق متصل لم تقف الصحافة الأمريكية موقفا محايداً حيال هذه الاحتجاجات والمظاهرات التي شهدتها إيران، فكان هنالك المناهض لتلك الاحتجاجات وتلك التصريحات التي اطلقها "ترامب" في "توتير" وكان هنالك أيضا الداعم والمؤيد لتلك الاحتجاجات.
فقد كتبت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مقالاً قدمت فيه النصح للرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بعدم التدخل ودعم الاضطرابات والمظاهرات التي تشهدها ایران وأوصته بالتزام بالصمت بدلاً من الإعلان بشكل علني عن تأييده لتلك الاضطرابات والمظاهرات التي تشهدها المدن الإيرانية.
وفي سياق متصل أعربت هذه الصحيفة، بأنه لم تكن تلك التغريدات التي كتبها الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" يوم امس السبت على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" والتي دعم فيها الاضطرابات والمظاهرات التي تشهدها محافظات إيرانية، ضرورية، حيث قالت: " لا يزال هناك الكثير من الغموض حول ماهي أسباب هذه الاحتجاجات والمظاهرات وإلى ماذا سوف تؤول وكيف ستنتهي ولكن الأمر الواضح هنا هو قيام بعض السياسيين الأمريكيين بالإعلان عن دعمهم لهذه الاضطرابات والاحتجاجات وهذا الأمر سنعكس سلباً علينا ولن تكون له أي فائدة تذكر".
من جهة اخرى أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" بأن تصريحات "دونالد ترامب" تلك لن تكون مفيدة لمعارضي الحكومة الإيرانية، وأضافت هذه الصحيفة:" الشعب الإيراني لديه بعض الانتقادات على حكومته ولكن هذا الشعب لا يريد من رئيس الولايات المتحدة، الذي عارض مؤخراً تخفيف العقوبات الاقتصادية الأمريكية على بلادهم ولم يسمح لهم بالسفر إلى الولايات المتحدة، التدخل في احتجاجاتهم ومظاهراتهم تلك ولا يريدون منه أيضا التظاهر بأنه يقف إلى جانبهم".
من جهة اخرى ذكرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية أن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" رحب بتلك الاضطرابات والاحتجاجات التي شهدتها مدن إيرانية خلال الأيام الثلاثة الماضية وقال بأن تلك الاحتجاجات ستقود نحو تغيير سلمي في الحكومة الإيرانية ودعا إلى تقديم الدعم اللازم لأولئك المحتجين.
من جهته اعرب "ريان نوبلز"، مراسل شبكة "سي إن إن" في تقرير نشره، قائلا:" على الرغم من إن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" يقضي عطلته في مدينة "فلوريدا" الأمريكية، إلا انه يتابع عن كثب الوضع في إيران".
من جانبها، أعلنت "هيثر نورت" الناطقة باسم الخارجية الأمريكية، في بيانٍ لها حول الاحتجاجات الداخلية في إيران، حيث قالت:" إن وزارة الخارجية الأمريكية تتابع كافة التقارير التي تفيد بوجود العديد من الاحتجاجات السلمية لمواطنين إيرانيين في عدة مدن". ولفتت إلى إن وزارة الخارجية الأمريكية أكدت في بيان أصدرته يوم امس السبت، دعمها للمتظاهرين الإيرانيين وأعربت بأن لهم الحق في المطالبة بحقوقهم الأساسية وإنهاء الفساد في بلادهم.
وفي سياق آخر صرح الصحفي "ستيفن ايرلنر" المختص بالأمور الدبلوماسية في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في حوار عقده مع هذا الصحيفة، حيث قال: "هناك الكثير من التكهنات حول الأداء والسياسات التي ينتهجها الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب". بصراحة، أود أن أقول هنا، إن سياسات "ترامب" في مجال السياسة الخارجية فيما يخص منطقة الشرق الأوسط، متزعزعه وغير مستقره وهذه الأيام أيضا نرى الأمير السعودي الشاب "محمد بن سلمان" يقوم بالكثير من الأعمال في منطقة الشرق الأوسط والتي تسببت بتأزم الأوضاع في تلك المنطقة. كما إن هذا الأمير قام بممارسة بعض السياسات الليبرالية التي أتاحت للمرأة السعودية قيادة السيارة وفتح دوراً للسينما في البلاد ولكنه في الوقت نفسه يتصرف بطريقة عدوانية جدا في سياساته الخارجية وهذا الشيء يظهر جلياً في الحرب العبثية التي شنها على اليمن ومشاركته في اختطاف رئيس الوزراء اللبناني وإرغامه على الاستقالة.
كما إن السيناتور الجمهوري "جون ماكين"، عضو مجلس الشيوخ الجمهوري الأمريكي وصديق جماعة "خلق" الإرهابية، كتب في تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" :"واشنطن تقف بجانب المتظاهرين والمحتجين الإيرانيين". ويذكر إن هذا السيناتور كان له عدداً من اللقاءات جمعته مع قادة جماعة "خلق" الإرهابية التي تعارض النظام الإيراني والتي تستمد تمويلها من الغرب.
الجدير بالذكر هنا إن "بهرام قاسمي" المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، رد على تلك التغريده التي اطلقها الرئيس الأمريكي "ترامب" والتي أعلن فيها دعمه لتلك الاحتجاجات والمظاهرات قائلا: " إن الشعب الإيراني يتابع عن كثب المشاركة النشطة للرئيس "ترامب" في انتهاكه لحقوق الإنسان فيما يخص الشعب الفلسطيني واليمني ويتذكر القيود التي فرضها والعداء والحقد الذي يحمله ضد الشعب الإيراني المثقف ومنعه لهم من دخول أمريكا واعتقال عدد من الإيرانيين المقيمين في هذا البلد تحت ذرائع واهية" .
المصدر: الوقت
24