وأشار، في مقاله بموقع «ميدل ايست آي»، إلى أن أول نصر تحقق في ذلك العام كان من نصيب الروس الذين استعادوا السيطرة على حلب في الأيام الأخيرة من عام 2016.
وأكد «يحتفظ بوتين الآن بقاعدتين دائمتين على ساحل البحر المتوسط، ولو كان الاتحاد السوفيتي قد أنفق مالا في الشرق الأوسط، ها هي روسيا الفيدرالية تأتي لتجنيه».
وأضاف «تحتاج تركيا إلى كل من روسيا وإيران، خاصة بعد أن فصلت نفسها، على الأقل من الناحية النفسية، عن الولايات المتحدة الأميركية. وعلى الرغم من أن كل واحدة من هذه الدول لديها أجندة مختلفة في سوريا، إلا أنها في الوقت الحالي تقف في مواجهة مصير واحد وتتصدى لخصوم مشتركين».
وتابع: «أما النصر الثاني فأحرزه المعسكر المنافس الذي يتكون من السعودية ودولة الإمارات و”إسرائيل “والولايات المتحدة الأميركية، وتمثل فيما حصل عليه دونالد ترامب في الرياض من ترحيب وإشادة، وكان يفترض أن يبشر ذلك بانطلاق تحالف جديد بين دول عربية في مواجهة ايران و الإسلام السياسي وأي تمرد محلي أو أمير منافس يتحدى طغيانهم».
استطرد: «يبدو هذا التحالف على الورق ممسكا بالأوراق كافة؛ أضخم صناديق ثروة سيادية، وأكبر جيوش، وحراس شخصيين غربيين، وهاكرز، ومساندة إسرائيلية. أما في الواقع، فإن تحالف الطغاة المعاصرين يعاني من العمى، وتحجب عنه الرؤية سحب من خداع الذات».
وأشار إلى أن «هناك سلسلة من الإجراءات غير المسبوقة. بادئ ذي بدء فرض الحصار على قطر، ثم أطيح بالأمير محمد بن نايف، أكبر أبناء عم محمد بن سلمان سنا، ثم جاءت حملة التطهير التي شنت على الأمراء، وبعد ذلك صدر الأمر لرئيس وزراء لبنان سعد الحريري بالاستقالة من منصبه، ثم صدرت تعليمات للرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتنازل عن القدس الشرقية وعن حق العودة، أو التخلي عن موقعه لمن لديه الاستعداد لأن يقدم على ذلك».
واختار الكاتب أن الحدث الثالث الذي رسم معالم الشرق الأوسط، إعلان ترامب بنقل سفارة بلاده إلى القدس عاصمة لإسرائيل، ووصفه بـ«زلزال».
وأكد أنه من جراء ذلك الزلزال، «قام اثنان من حلفاء واشنطن العتيقين، ملك الأردن عبدالله ورئيس السلطة الفلسطينية عباس، قفزا من السفينة على الملأ. مد ملك الأردن يده إلى تركيا وسوريا وإيران، بينما أعلن عباس أن الولايات المتحدة لم تعد مؤهلة للقيام بدور الوسيط، ثم تحولت الحرب الصامتة بين تركيا والإمارات إلى حرب صاخبة، وذلك بفضل تغريدة حولت العلاقة بين البلدين إلى مباراة في الصياح المتبادل».
وعرج «هيرست» على الخلاف بين مصر والسودان والزيارة الأخيرة لأردوغان، مؤكدا «أبلغ السودان الأمم المتحدة باحتجاجه على اتفاقية الحدود البحرية بين السعودية ومصر، التي وافقت مصر بموجبها على التخلي عن جزيرتي البحر الأحمر غير المأهولتين تيران وصنافير، وذلك لاعتباره أن الاتفاقية داست له على طرفه؛ حيث اعترفت السعودية بموجب هذه الاتفاقية بأن منطقة مثلث حلايب الحدودية المتنازع عليها بين مصر والسودان هي جزء من مصر».
وأضاف «كانت زيارة أردوغان بمنزلة فرصة سانحة أمام السودان لتوجيه رسالة إلى الرياض والقاهرة. فقد أعلن الرئيس التركي أنه سُلم جزيرة سواكن في شرق البحر الأحمر ليقوم بإعادة إعمارها. تحتوي الجزيرة على أطلال ميناء بحري عثماني ليس له حاليا أي استخدام بحري إستراتيجي مهم، إلا أن الاتفاقية العسكرية التي أبرمت خلال الزيارة نفسها بين رؤساء أركان كل من تركيا وقطر والسودان على درجة كبيرة من الأهمية».
وتساءل: «كيف يبدو الشكل الجديد للعالم العربي بعد عام من الأحداث الدرامية المتتابعة؟ لقد تقلص مجال النفود الذي تتمتع به السعودية، خاصة بعد انتهاء العام بنزيف حاد في ذلك الدعم، حتى إن السعودية فقدت نفوذها في لبنان بالكامل».
واختتم: «لعل ذلك ما ينتظر العام 2018، بل لقد أدى صعود طاغية سعودي جديد متمثل في بن سلمان، بما لديه من طموح في أن يصبح سيد المنطقة، إلى تنشيط وتفعيل المعسكر القطري، الذي يتمتع الآن بمساندة عسكرية تركية وسودانية».
وشدد: «المهم أن القضية الفلسطينية عادت إلى الصدارة وباتت هي مركز التباينات بين المعسكرين، وفي هذه الأثناء عاد الإسلام السياسي كلاعب قوي، ولا أدل على ذلك من أن محمد بن سلمان ومحمد بن زايد، وبعد أن لم يبق في أياديهما شيء من الأوراق في اليمن، راحا يغازلان زعماء التجمع اليمني للإصلاح. كما أن أنصار الإسلام السياسي أظهروا ما لديهم من قوة من خلال المسيرات الاحتجاجية التي نظمت في الأردن وحول العالم بشأن قضية القدس».
المصدر: شام تايمز