وقالت الصحيفة في تقريرها إن بن سلمان لا زال يعاني ضرراً نفسياً عميقاً لأزمه منذ الصغر، حيث دأب إخوته غير الأشقاء على النظر إليه بتعال، مما دفعه للعمل على تغيير ذلك بشتى الطرق، مؤكدة أن من بين هؤلاء الأمراء، الذين يتميزون بالتعالي وخريجي الجامعات الأجنبية، رائد الفضاء سلطان بن سلمان، والأمير عبد العزيز بن سلمان الذي شغل منصب نائب وزير وزارة البترول، بالإضافة إلى أمير منطقة المدينة المنورة، فيصل بن سلمان.
وأضافت الصحيفة إن بن سلمان، البالغ من العمر 32 سنة، يبدو حاكماً معتدلاً بعد أن منح المرأة السعودية حقوقا أكثر من أي وقت مضى ورخص مجالات للترفيه، كما يظهر في صورة الحاكم القمعي، إذ يبدي استبداداً وعناداً في أسلوب حكمه، بالإضافة إلى أنه يعد طرفاً هاماً في العدوان على اليمن، علاوة على مساهمته في تأجيج حالة من عدم الاستقرار التي تعصف بالشرق الأوسط.
وقالت الصحيفة، في تقريرها، إن محمد بن سلمان، أصبح الحاكم الفعلي للبلاد، لدرجة أنه يتولى مهمة الرد على المكالمات الهاتفية الموجهة للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، مؤكدة أنه بدأ يبرز على الساحة السياسية شيئا فشيئا متخفيا في ظل والده.
ونقلت الصحيفة تصريحات للأستاذ في معهد الدراسات السياسية بباريس، ستيفان لاكروا، والذي لديه عدة منشورات عن السعودية، وأكد أن محمد بن سلمان “كان الابن المفضل لوالده، حيث لازمه لسنوات طويلة، ورافقه في كل الاجتماعات”، مضيفاً أن “الطفل المدلل تعلم كثيراً من خلال مراقبة والده سلمان الذي جعل من العاصمة مدينة عملاقة”.
وأشارت الصحيفة، إلى أن بن سلمان قد عين سنة 2011 في منصب وزير الدفاع قبل أن يزيح ابن عمه، محمد بن نايف، خلال يونيو/حزيران الماضي، ليتولى محله في منصب ولاية العهد، بالإضافة إلى ذلك، نجح في كسب رهانه، حيث أحدث ثورة في نظام الحكم بالمملكة الذي يمتد إلى 85 سنة، وغير النظام الملكي السعودي إلى نظام “أوتوقراطي” يكون فيه الحكم للفرد الواحد وليس للعائلة كلها.
وأكد ستيفان لاكروا، أن "النظام السياسي السعودي استند على حكم السلالة المالكة، ولعبة معقدة بين فصائل مختلفة تنحدر من نسل أبناء الملك المؤسس للسعودية الحديثة، التي تتقاسم فيما بينها قيادة الدولة ككل”، وأضاف أن “بن سلمان يعمل على حماية نفسه من تفجر الوضع حوله عندما يغيب والده عنه، لذلك يعمل على إعادة تنظيم الدولة والمجتمع بما يتماشى مع طموحه في اعتلاء الحكم".
المصدر: موقع وطن يغرد خارج السرب