ونقلت صحيفة "رأي اليوم" عن مصادر خليجية قولها، يوم الأربعاء ( 28 كانون الأول 2017)، إن العلاقات بين أبو ظبي والرياض قد تتطور إلى "توتر" يؤدي ربما إلى انسحاب الامارات من التحالف الذي تقوده السعودية في حربها على اليمن، مشيرة إلى أن الخلافات بين البلدين تشمل عدة ملفات من بينها الحرب على اليمن، والعلاقات مع حركة "الاخوان المسلمين" والتقارب السعودي مع تركيا، مع تراجع الزيارات المتبادلة بين ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، وولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان.
وأضافت المصادر ان "الإمارات تشعر بحالة من القلق من التقارب التركي السعودي المتسارع، والذي تجسد في الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، إلى الرياض، حيث حظي خلالها بحفاوة بالغة واجتمع بالملك السعودي سلمان بن عبد العزيز مرتين، كان أحدها اجتماع مغلق تناول الأوضاع الإقليمية".
وأوضحت الصحيفة أن "اللافت في هذا التقارب التركي السعودي أنه يأتي في وقت تشهد فيه العلاقات التركية الإماراتية ذروة التوتر، إثر الهجوم الشرس الذي شنه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان على الشيخ عبد الله بن زايد إثر إعادته تغريدة وصفت القائد العثماني خير الدين باشا، حاكم المدينة المنورة، بسرقة آثار إسلامية ونقلها الى تركيا وارتكابه مجازر في حق السكان، فرد عليه أردوغان: أين كان جدك حين كان فخر الدين باشا يدافع عن المدينة المنورة أيها البائس الذي يقذفنا بالبهتان".
وكان أردوغان، قد عقد خلال زيارة شملت عدة دول أفريقية اتفاقات عسكرية وأمنية واقتصادية، أبرزها توقيع معاهدة مع السودان لإقامة قاعدة عسكرية في جزيرة "سواكن" المقابلة للشواطىء اليمنية والسعودية على البحر الأحمر، الأمر الذي أثار غضب السلطات المصرية وانعكس هذا الغضب في حملات إعلامية شرسة على الحكومة السودانية، بينما لم يظهر أي رد فعل سعودي ضد هذه الخطوة.
ووجه الرئيس التركي، رسالة إلى الإمارات ومصر معاً، من خلال توثيق نفوذ بلاده العسكري في السودان، وبناء قاعدة تركية في جزيرة "سواكن"، إضافة إلى إرسال دفعة من القوات التركية الى قطر.
من جانبه نشر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، تغريدة على موقع "تويتر"، عكس فيها "القلق الإماراتي" من التقارب السعودي التركي، وقال فيها إن "الدول العربية بحاجة الى تعزيز المحور العربي"، مشبها الحراك التركي في الدول العربية بـ"المنظور الطائفي والحزبي" غير المقبول.
وأشارت الصحيفة إلى أن "المؤشرات على عودة التحالف التركي السعودي بدأت تتصاعد في الأيام الماضية، ويمكن ان يتعمق هذا التحالف اكثر في الاسابيع المقبلة، وتنعكس بصورة أو بأخرى على الأوضاع في سورية تحديداً".
وقد أكد مصدر خليجي للصحيفة أن "التقارب السعودي التركي قد يؤدي الى مصالحة سعودية قطرية، الأمر الذي سيؤدي الى عزل الإمارات، ولوحظ أن الهجوم الإعلامي القطري على السعودية خفت حدته، بينما تصاعد ضد الإمارات".
وختمت الصحيفة بالقول، إن "الشرخ في العلاقات السعودية الإماراتية يتسع يوماً بعد آخر، والتقارب السعودي مع تركيا وحركة الاخوان المسلمين اليمنية (حزب الاصلاح)، والصمت لإقامة قاعدة تركية في جزر سواكن السودانية، كلها عوامل توحي بأن الفتور غير المعلن في العلاقات بين البلدين قد يتطور إلى توتر، وربما الطلاق إذا لم يتم تطويقه بسرعة.