وتقول الصحيفة إن زعم تزويد إيران الحوثيين(أنصارالله) بالصواريخ والأسلحة الأخرى لم يتم تقديم أدلة قوية عليه. ولو كان هذا صحيحاً فإن إيران تنتهك قرار مجلس الأمن الدُّولي عام 2015 والذي يمنع نقل أوبيع أسلحة معينة خارج أراضيها من دون مصادقة منه. وستتعرض للشجب لأنها تقوم بتصعيد أزمة قد تتحول من حرب بالوكالة بين القوتين الإقليميتين، السعودية وإيران إلى نزاع مفتوح.
وفي الوقت الحالي تقول الصحيفة إن القصف الجوي السعودي والحصار الذي تفرضه الرياض على الموانئ والمطارات الرئيسية يظلان العامل الرئيسي المحرك للأزمة. وتقدم الولايات المتحدة التحالف الذي تقوده السعودية والذي يضم الإمارات ودولا خليجية أخرى بالذخيرة الدقيقة والمعلومات الاستخباراتية والتزود بالوقود من الجو. وفي مؤتمر صحافي عقدته سفيرة الأمم المتحدة نيكي هيلي في واشنطن تجاهلت المشاركة الأمريكية بشكل واضح. ومن بين الأشياء التي عرضتها قالت البنتاغون إنها من صاروخ “القائم” الإيراني الذي أطلقه الحوثيون(أنصارالله) على مطار قرب العاصمة السعودية، الرياض. ولم تقل السفيرة ولا كلمة واحدة حول التعاون الأمريكي في الحرب.
أسئلة بسيطة
وفي ردهم على أسئلة بسيطة من الصحافيين لم يستطع المسؤولون إثبات أن الصاروخ هو صناعة إيرانية. وكان الهدف من هذا العرض ــ حيث قامت البنتاغون بنزع السرية عن السلاح ــ هو تقوية الحملة الأمريكية وحشد الدعم الدُّولي وربما شن حرب على إيران. وذلك تحت ذريعة أنها مسؤولة عن نشر حالة من عدم الاستقرار بالمنطقة. وقالت إن كل العرض ذكر بالأداء الذي قدمه كولن باول في مجلس الأمن الدُّولي، كوزير للدفاع عام 2003 (وهو ما ندم عليه لاحقاً) لإثبات أن هناك مبرراً للحرب ضد العراق الذي اتهمه بإخفاء أسلحة الدمار الشامل التي يملكها. ويعتقد أن إيران المتعاطفة مع الحوثيين(أنصارالله) قدمت دعماً محدوداً لجهودهم الحربية حتى عام 2015 عندما بدأت السعودية أول غارة من غاراتها التي وصلت إلى 15.000 واحدة من أجل وقف تقدم أنصارالله وقتلت آلاف المدنيين محولة الحرب إلى مواجهة بالوكالة. وفي الشهر الماضي شددت الحصار الجوي والبحري والبري على اليمن الذي يعتمد على استيراد معظم احتياجاته الأساسية وذلك بعد الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون(أنصارالله) وسقط قريباً من العاصمة. وبرغم كل هذا فشل السعوديون بهزيمة الحوثيين(أنصارالله) الذين يسيطرون على العاصمة الآن. وفي الوقت نفسه وصلت حصيلة الشهداء إلى 10.000 شهيد وهناك 8 ملايين يواجهون خطر المجاعة وأصابت الكوليرا مليون شخص.
اتهام ضد ترامب
وتتهم الصحيفة الرئيس ترامب الذي يريد إقامة علاقات جيدة مع السعوديين بحرف النظر عن الأزمة الإنسانية. ويواجه ضعطاً من أعضاء من الكونغرس الذين أخروا المصادقة على المسؤولة القانونية في وزارة الخارجية جينفر نيوستيد حتى 19 كانون الأول/ ديسمبر، وتواجه أيضاً ضغوطا من المنظمات الإغاثية الدُّولية وحقوق الإنسان لوقف الحرب. وهناك ضغوط على نيوستيد التي أخبرت لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس أن السعودية ربما انتهكت القانون الأمريكي والدُّولي من خلال تقييد دخول المساعدات الإنسانية. ودعا ناشطون في منظمات حقوق الإنسان لفرض عقوبات على الأمير محمد بن سلمان باعتباره وزير الدفاع والمسؤول عن إدارة الحملة. وهناك إشارات إلى أن الإدارة بدأت تتسع وتمارس ضغطا بناء على السعوديين الذين قالوا الأسبوع الماضي إنهم سيفتحون ميناء الحديدة لمدة 30 يوماً لأغراض إنسانية. وقد يبدأ السعوديون برفع الحصار وتحدي الحوثيين(أنصارالله) والإيرانيين لدعم وقف شامل لإطلاق النار. وسيكون هذا بمثابة الفرصة لترامب الذي يحث على هذه الخطوة. ولو كانت لديه العلاقات التي يفاخر بها مع السعوديين فإنه قد يعمل على إنقاذ أرواح لا تحصى من اليمنيين في هذه المقايضة.
تيلرسون: أولويتنا التهديد الكوري ولا نركز على الاتفاق النووي مع إيران
في مقال رأي في صحيفة “نيويورك تايمز″ عبر وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون عن فخره بإنجازات الدبلوماسية في عهد إدارة الرئيس دونالد ترامب سواء في التعامل مع الخطر الكوري أو الطموحات الصينية وروسيا وهزيمة الإرهاب ومواجهة إيران: “على الأمريكيين الشعور بالثقة من التقدم الذي حققته وزارة الخارجية ووكالة التنمية الدُّولية الأمريكية في الدفع من أجل السلام والاستقرار العالميين”. وقال إن الرئيس ترامب عندما وصل إلى البيت الأبيض جعل نصب عينيه كوريا الشمالية وحددها كتهديد أكبر على أمن الولايات المتحدة. وتخلى عن سياسة الصبر الاستراتيجي وتبنى سياسة الضغط الدبلوماسي والعقوبات الاقتصادية. وأشار للقرارات الجماعية في مجلس الأمن التي تعتبر “أقوى عقوبات في التأريخ” ضد كوريا الشمالية ومنعها من تصدير الفحم والحديد والمأكولات البحرية والأقمشة. وطلبت الولايات المتحدة من حلفائها وشركائها ممارسة الضغط على كوريا الشمالية من أجل إجبار النظام على تغيير سلوكه. ويقول إن الكثير من الدول ردت باتخاذ خطوات إيجابية مثل وقف التجارة وقطع العلاقات الدبلوماسية وطرد العمال الكوريين. ويقول تيلرسون إن حملة الضغط السلمية أدت إلى قطع 90% من موارد الدولة الكورية التي تستخدم عادة في تمويل تصنيع الأسلحة غير الشرعية. وعبر المسؤول الأمريكي عن أمله في أن يؤدي الضغط الدُّولي إلى إقناع النظام الكوري بوقف نشاطاته النووية والصواريخ الباليستية، مؤكداً أن “باب الحوار يجب أن يظل مفتوحاً” ولن يحصل هذا إلا بعد تخلي النظام عن نشاطاته النووية.
ويرى الوزير الأمريكي أن جوهر الاستراتيجية الأمريكية في التعامل مع كوريا الشمالية هو إقناع الصين بممارسة نفوذها الاقتصادي على بيونيانغ. وبرغم فرض الصين عقوبات وحظر على استيراد بعض المواد إلا أنه يمكنها عمل المزيد. وأضاف تيلرسون إن الولايات المتحدة تواصل متابعة المصالح الأمريكية في قضايا أخرى مثل عدم التوازن التجاري وسرقة الملكية الفكرية والنشاطات العسكرية الصينية المثيرة للقلق في بحر الصين الجنوبي. ويقتضي صعود الصين الاقتصادي والعسكري من واشنطن وبيجين الاتفاق على الكيفية التي ستتم من خلالها إدارة علاقات البلدين خلال الخمسين عاماً المقبلة.
معضلة روسيا
وبالنسبة لروسيا يقول تيلرسون “لم يكن لدينا أي وهم حول طبيعة النظام الذي نتعامل معه” وأكد أن الولايات المتحدة تتمتع بعلاقة فقيرة مع روسيا الصاعدة التي غزت جيرانها من جورجيا إلى أوكرانيا وأضعفت سياسة الدول الغربية من خلال التدخل في الانتخابات. وأكد أن تعيين كيرت فولكر، السفير السابق لدى الناتو كمبعوث خاص إلى أوكرانيا يعكس تصميم الإدارة على إعادة السيادة الوطنية ووحدة الأرض الأوكرانية. ويرى أن الحل السلمي للقضية الأوكرانية يبدأ بالتزام روسيا باتفاق مينسك وعندها يمكن التعامل معها. وفي الوقت الذي تتحفظ فيه الولايات المتحدة ضد العدوان الروسي فإن هناك حاجة للعمل معها عندما تتداخل المصالح. مشيرا إلى جهود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في التعامل مع عملية جنيف السياسية التي يأمل بالتزام الروس بها بطريقة تؤدي إلى موقف من بشار الأسد وعائلته حسب قوله.
إيران
وبالنسبة لإيران يعترف تيلرسون بأن الاتفاق النووي لم يعد النقطة الرئيسية في سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران. “فنحن اليوم نواجه التهديدات الإيرانية الشاملة” حسب زعمه. وتقوم استراتيجية الولايات المتحدة في جزء منها على إعادة بناء تحالفات مع شركاء أمريكا في الشرق الأوسط.
وقال تيلرسون إن بلاده ساعدت في تشرين الأول/نوفمبر على استئناف العلاقات بين السعودية والعراق. وستقوم الإدارة بالعمل مع الكونغرس على التصدي لمظاهر قصور الاتفاق النووي ومواجهة الانتهاكات الباليسيتية والنشاطات التي تزعزع استقرار المنطقة.
وعبر عن فخره بالجهود التي قامت بها وكالة التنمية الدُّولية الأمريكية وما أنجزته هذا العام وستواصل التقدم في العام المقبل، مشيراً للتغييرات التي أحدثها في هيكلة الوزارة ليكون لديه فريق قوي قادر على تحقيق المهمة.
ويختم مقالته بقوله: “عندما أصحو كل صباح أول ما أفكر به هو كيف سأقوم أنا وزملائي في وزارة الخارجية وعبر الدبلوماسية بحماية الناس حول العالم من الموت أو الإصابة أو خسارة حقوقهم؟”. ويؤكد تيلرسون أنه متفائل بقوة الدبلوماسية على حل النزاعات وخدمة المصالح الأمريكية.