والمفاجأة أن اللاعب السابق في دوري الجامعات الأميركية عاد إلى الواجهة حالياً ولكن بعيداً عن بلاده، من ملاعب العراق.
وتعود أصول مايفيلد إلى ولاية جورجيا الأميركية بجنوب البلاد، ويبلغ طوله 6 أقدام و5 بوصات، وقد أصبح الآن أحدث لاعب في المنتخب العراقي لكرة السلة، بعد أن تم تجنيسه مؤخرا، وقبلها كان قد انتقل للعب لفريق السلة التابع لنادي النفط العراقي في بغداد سنة 2015.
وأخبر مايفيلد {26 عاماً} وكالة الأنباء الفرنسية أنه سعيد لهذه الفرصة التي سنحت له، وأنه ممتن لذلك، مؤكدا أنه لم يقابل بسوى الحب منذ أن جاء إلى العراق.
وتعود قصته القاتمة قبل الوصول إلى العراق، عندما اعتقل سنة 2013 وكان وقتها يلعب لصالح فريق جامعتي شمال كارولينا وجورجيا بمسقط رأسه، وكانت تهمته تتعلق بالتآمر لارتكاب سطو مسلح.
وكان يظن وقتها أنها النهاية، ولكنه عاد من جديد ليكتشف أن الأفق أمامه وفي بلد آخر ربما لم يكن يتوقعه.
وقال: "عرفت أنني يجب أن أثق في نفسي وأن أخرج من الحفرة التي وقعت فيها".
وقد اعترف مايفيلد بأنه مذنب وأقر بحيازة السلاح وهي تهمة ذات عقوبة مخفضة نسبياً، اقتصرت على السجن عشرة أشهر مع برنامج إصلاحي.
فور انتهاء العقوبة عاد لمزاولة الرياضة هذه المرة مع فريق جامعة أنغلو ستايت في ولاية تكساس. ولم يثر مايفيلد اهتمام أي نادٍ أميركي أو أوروبي للعب معه، حيث جاءته الفرصة من مكان لم يتوقعه في عرض النادي العراقي الذي وافق عليه ليصنع نقلة جديدة في حياته.
ويقول إنه كان لديه أصدقاء في الدوري العراقي من قبل، نصحوه بأن يذهب إلى هناك؛ وقد حدث.
ورغم أجواء العراق التي اتسمت بسيطرة وعنف داعش عام 2015 فقد وصل اللاعب الأميركي إلى هناك، وصحيح أن بغداد كانت هادئة نسبيا إلا أن العمليات الانفجارية تحصل من فترة لأخرى.
بعد مرور أكثر من عامين فإن مايفيلد لا يشعر بسوى السعادة لما قام به من خطوة في حياته، بل حصل على جائزة أفضل لاعب في العراق.
وقد كان نادي النفط هو الخطوة الأولى ومن ثم بزغ نجمه في الدوري العراقي، ما أثار انتباه المنتخب القومي الذي كان يستعد لتصفيات كأس العالم 2019.
ويقول خالد نجم أمين سر الاتحاد العراقي: "طلبنا من الحكومة العراقية منح مايفيلد جواز سفر حتى يتمكن من الانضمام للمنتخب".
وبحصوله على الجنسية العراقية، كان قد حقق أثراً بالفعل، ففي الشهر الماضي كان قد سبباً في هزيمة المنتخب الإيراني في تصفيات كأس العالم. ويقول عن نفسه حالياً: "أنا في الأساس عراقي.. أميركي عراقي".
رغم تمتعه بالحياة في بغداد، إلا أن المدينة لا تزال لديها إشكالياتها، حيث يعيش مايفيلد في غرفة فندقية وأسرته ليست معه بما في ذلك ابنه الصغير حيث يقيمون بأميركا، بسبب المخاوف الأمنية.
والتحدي الثاني بالنسبة له هو اللغة، برغم أنه تعلم المفردات الأساسية في اللغة العربية التي تمكنه من التواصل في اللعبة وأعضاء الفريق.
وعن حياته الاجتماعية فهو يخرج مع أصدقائه لتناول المعجنات والشاي والدردشة.
وفي الشارع يقابل بالود والاحتفاء من العراقيين، وكأنه يعيش بينهم منذ سنوات طويلة كما يقول.
ويعتبر تجربته هذه خاصة جدا، وأنها فرصة جاءت ولن تكرر عمل على اقتناصها ويستمتع بها.
المصدر: الفرات نيوز