و من خلال توجيه السؤال الى و الدة الطفلة ريماس ذات الستين يوما قالت:
و لدت ابنتي ريماس ولادة طبيعية و كانت لا تعاني من اي مرض يذكر و بعد مضي أربعين يوما من عمرها و في الصباح اصبح و جهها اصفر اللون مع انتفاخ في العينين و عدم قدرتها على الحراك و لم نعرف السبب و قمنا على الفور بالذهاب بها الى مستشفى الطفل المركزي اذ تم فحصها من قبل الدكتور حيدر المالكي و تم تحويلها الى المفراس و اتضح انها تشكو من نزف داخل الجمجمة و بعد العودة مجددا الى الطبيب تفاجئنا من انها تعاني من مرض متلازمة الطفل المهزوز و سببه اننا كنا نهزها بطريقة خاطئة و نتناوب بالهز انا واطفالي الاكبر منها و لم ندرك ان ذلك سيؤدي الى هذا المرض و الان تخضع الطفلة الى العلاج و بدات بالتحسن التدريجي و الحمد لله على كل حال
و بين الاستشاري للإمراض النفسية و العصبية للأطفال الدكتور (حيدر المالكي) عن متلازمة الطفل المهزوز معرفا اياها بأنها من الإمراض الشائعة التي تستقبلها مستشفى الطفل المركزي فهي عادة ما تصيب الأطفال الرضع عندما تقوم إلام بهز الطفل إما باليد أو بالمتعارف عليه المهد (الكاروك) مبينا ان الطفل حديث الولادة يولد بشرايين ضعيفة جدا و هزيلة ومن المحتمل ان تنقطع هذه الشرايين بهزه و احدة مما يسبب النزف فيصاب بفقدان الوعي أو نوبات تشنجية فيقوم ذوي الطفل بمراجعة المستشفى و بعد اجراء الفحوصات الطبية (الرنين أو المفراس) نشاهد إن هناك نزف بأحد مناطق الدماغ
و تختلف الحالات من طفل إلى أخر حسب شدة النزف و حجم الشريان و بعض الحالات و تكون شديدة جدا و ربما يصل الطفل إلى المستشفى اما متوفى أو مصاب بتلف خلايا الدماغ و بالتالي من الصعب علاجه و من الممكن ان يصاب الطفل بضمور بخلايا الدماغ أو شلل دماغي ويحتاج يحتاج إلى تأهيل طويل الأمد
هناك حالات قد تصل إلى مرحلة الشفاء مع مراقبة و ضعه و هناك بعض الحالات تحتاج إلى تداخل جراحي و اغلب الأهالي يرفضون هذا الموضوع لجهلهم حول هذا الموضوع المهم بل و ان اغلب الحالات تأتي حين تقوم إلام بهذه الطريقة الغريبة كي ينام طفلها و بالتالي ينتج تخلخل بضغط الدماغ
و يقول رئيس اطباء ممارسين اخصائي مفاصل الدكتور (سلمان ابراهيم سلمان) من مركز المصطفى التخصصي لتأهيل المعاقين:
تظهر متلازمة الطفل المهزوز غالبا بسبب ان احد الوالدين او من ينوب عنهما يقوم بهز الطفل بطريقة قوية في حالة الغضب عند عدم قدرة الطفل الامتناع عن البكاء ليصبح فيها الطفل ضحية خلال لحظة الغضب و هذه الحركات المفاجئة قد تسبب انفصال بعض اجزائه مما يؤدي الى تمزق خلايا المخ و الاوعية الدموية
و أوضح ان نسبة الإصابة بمتلازمة الطفل المهزوز من (1 – 400) طفلا و هذه النسبة عالية و يمكن الانتباه إلى ان بعض الإعراض تظهر عند استيقاظ الطفل إذا لم يمت إثناء نومه اذ يكون الطفل بحالة تهيج و صعوبة في البقاء مستيقظا و كذلك لديه صعوبة في التنفس و الأكل بالإضافة إلى التقيؤ المستمر و الجدير بالذكر ان نسبة الشفاء من هذه الحالة ضعيف جدا و يؤدي الى عوق مستديم يلازم الطفل طيلة فترة حياته
هذا و ان أحد الجوانب الاساسية لمنع متلازمة هز الرضيع هو زيادة الوعي حول المخاطر المحتملة للاهتزاز و ايجاد طرق فعالة لتخفيف توتر الوالدان المتزامن مع بكاء الرضيع و كيفية الاستجابة و التعامل مع الرضع عند البكاء
مما تبين إن (متلازمة الطفل المهزوز) تسبب نتائج كارثية للعائلة و للصحة و للمجتمع مما يتوجب علينا الابتعاد عن هز الطفل كي لا يصبح ضحية موروث شعبي خاطىء و إذا عاش الطفل فإن تكاليف العلاج الطبي هائلة و قد يحتاج (الطفل الضحية) إلى عناية طبية طوال فترة حياته بسبب التلف و الإصابة التي لحقت بالدماغ كالإعاقة العقلية أو الشلل الدماغي تجعل من الطفل الضحية يتحمل ضغوط نفسية وعقد كبيرة طيلة فترة حياته نتيجة تعصب او اخطاء الوالدين.
تحقيق / اسعد الحسناوي
31103