وأشار التقرير الذي نشر، الجمعة 23 ديسمبر/كانون الأول 2017، أن بن سلمان استخدم “الدبلوماسية الناعمة” مع عباس وطلب منه دعم الخطة التي ترعاها واشنطن لعملية السلام، وذلك بعد أن لوّح بدحلان بديلاً في حال رفض عباس ما تريده السعودية، وذلك خلال زيارة أبي مازن الأولى للرياض بداية الشهر الحالي.
الدعوة الأخيرة كانت قد وجهت لعباس بعد وقت قصير من مؤتمر قمة منظمة المؤتمر الإسلامي في إسطنبول، التي أعلن فيها عباس أنه لم يعد يقبل بالولايات المتحدة وسيطاً في عملية السلام.
ونقلت الصحيفة البريطانية عما وصفتهم بمسؤولين فلسطينيين على اطلاع بما جرى في الاجتماع، أن محمد بن سلمان قال لعباس: “إن الولايات المتحدة هي الجهة الوحيدة التي لديها نفوذ حقيقي على إسرائيل، وهي البلد الوحيد الذي بإمكانه أن يضغط على إسرائيل في أي عملية سلام، ولا يمكن لأي جهة أخرى القيام بذلك، لا الاتحاد الأوروبي ولا روسيا ولا الصين”.
دبلوماسية ناعمة
ويبدو أن بن سلمان، قد خفف في اللقاء الأخير من لهجته مع عباس، فبعد تحذيره في اللقاء الأول بأن دحلان قد يكون بديلاً، استخدم ولي العهد السعودي هذه المرة “الدبلوماسية الناعمة” وفقاً للصحيفة البريطانية.
وسعى بن سلمان لإقناع الرئيس الفلسطيني بالعودة إلى عملية السلام التي ترعاها الولايات المتحدة الأميركية، واستقبال نائب الرئيس الأميركي مايك بينس خلال زيارته القادمة إلى المنطقة.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن مسؤول فلسطيني أن عباس كان واضحاً في تأكيده لمحمد بن سلمان بأنه ملتزم تماماً بأي عملية سلام “ذات معنى”.
وأضاف: “لقد أبقى الرئيس على الباب مفتوحاً، وأخبر ولي العهد بأنه إذا كانت الولايات المتحدة على استعداد لإعلان أن عملية السلام تقوم على حل الدولتين بناء على حدود عام 1967 -بما في ذلك اعتبار القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين- فنحن على استعداد للانضمام مباشرة إلى المشروع، ولكن إذا كانوا يريدون أن يجرونا إلى النسخة الإسرائيلية من السلام، فلن نستطيع”.
وقال المسؤولون، في تصريحهم لموقع ميدل إيست آي، إن عباس كان على دراية بخطة السلام الجديدة التي تعرضها الولايات المتحدة، إلا أنه اعتبرها نسخة من رؤية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: أي إقامة دويلة في نصف أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، من دون القدس، ومن دون اللاجئين، ومن دون الحدود، ومن دون المياه.
وقال أحد المسؤولين: “لن يقبل الرئيس بأي صفقة جزئية، والصفقة الوحيدة التي يمكن قبولها هي التي تقوم على حدود عام 1967”.
وقال إن أي “صفقة جزئية مؤقتة، مثل تلك التي يعكف فريق ترامب على إعدادها”، لن تكون مقبولة.
الفلسطينيون في لبنان
وكشفت الصحيفة أن بن سلمان طلب من عباس خلال زيارته الأولى أن يحض الفلسطينيين في لبنان على الانحياز إلى المعسكر السعودي، والنأي بأنفسهم عن المعسكر المؤيد لإيران بقيادة حزب الله، كما قال المسؤولون.
وقال أحد المسؤولين، في تصريح لموقع ميدل إيست آي، في إشارة إلى السياسي الفتحاوي المنشق: “وأثناء اللقاء حذر محمد بن سلمان الرئيس عباس من أنه إذا لم يقم بالمهمة في لبنان فثمة من بإمكانه أن يقوم بها، مشيراً إلى محمد دحلان”.
وخلال الزيارة الأولى، تعرض عباس لضغوط سعودية لقبول مبادرة السلام الجديدة، وعدم التصعيد اتجاه قرار الرئيس ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وفقاً لصحف غربية.
وكانت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية قد أشارت في تقرير لها إلى مقايضة بين السعودية مع إدارة الرئيس دونالد ترامب، تتضمن الحصول على دعم الأميركيين في اليمن، ومواجهة إيران مقابل ضغط الرياض على الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتقديم تنازلات، أو على الأقل التهدئة في أزمة القدس.
22/102