في أوائل العام 2011، كان الخواجة شخصية بارزة في الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية والمناهِضة للفساد. وحين ردّت الحكومة بعنف على الدّعوات إلى الإصلاح، تم اعتقاله وتعذيبه بشكل قاسٍ، وتم الاطلاع على إصاباته وتوثيقها بعد عدة أشهر من قبل الباحثين [التّابعين] للّجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق تحت مسمى القضية رقم 8. ولفت التّقرير إلى أنّه "فورًا بعد اعتقاله، تلقى [عبد الهادي الخواجة] صفعة قاسية على جنب وجهه، الأمر الذي أدى إلى كسر فكه كما رُمِي على الأرض. بعدها، تم اصطحابه إلى عيادة وزارة الدّاخلية وبعدها إلى مستشفى قوة دفاع البحرين، حيث أُجرِيت له جراحة كبير لأربعة عظام مكسورة في وجهه".
في المستشفى، "تمّ عصب عينيه كل الوقت، وتقييده بالأصفاد على السرير، وقد هدّده عناصر الأمن في المستشفى بالاعتداء الجنسي وبالإعدام. كما وجّهوا تهديدات جنسية إلى زوجته وابنته".
في السّجن، "أمضى شهرين في السّجن الانفرادي في زنزانة صغيرة تبلغ مساحتها 2.5 م × 2 م. وبعد 8 أيام من الجراحة، بدؤوا بضربه بشكل منتظم في الليل. وجّه حراس مقنعون إليه الشتائم وضربوه على رأسه ويديه، متسببين بحصول أورام. وقد أدخلوا عصا في فتحة الشرج. كما تم ضربه على باطن قدميه (الفلقة) وعلى أصابع رجليه..."
بعد مرور شهر على اعتقاله في 9 أبريل / نيسان، ظهر أخيرًا في المحكمة، في محكمة عسكرية، حيث روى للقاضي ما حصل معه. وعندما تم الحكم عليه بالسجن مدى الحياة، رفع يده وقال: "سنواصل في طريق المقاومة السّلمية". وخارج قاعة المحكمة، ضربه الحراس مجددًا.
قد تعتقدون أنّ السّلطات البحرينية قد اكتفت من الخواجة منذ ستة أعوام مضت. لكنّه يعاقَب مجددًا بعد أن وجّه رسالة إلى وزارة الدّاخلية في البحرين بشأن ظروف [الاحتجاز] في السّجن.
مريم، ابنة عبد الهادي الخواجة، قالت لي إنّ رسالته أتت "بعد عقاب جماعي تعرض له السجناء السّياسيون بأمر من وكيل وزارة الدّاخلية في البحرين. وقد شمل ذلك مصادرة كل الكتب والأوراق والأقلام وإطفاء أجهزة التّلفزيون. لم يكن هناك أي أنشطة يمكن ممارستها داخل السّجن. بالإضافة إلى ذلك، أصبحت مدد الزيارات العائلية قصيرة جدًا، بحيث لا تكاد تحظى بمحادثة جيدة".
في الرّسالة، قال إنّه "حتى الدول التي تعتقل وتعذب الأشخاص وتحاكمهم، لا تعود بعد ستة أو سبعة أعوام للانتقام من الرهائن الموجودين لديها بسبب أمور تحصل خارج السجن، أو حتى خارج البلاد. ما تقوم به وزارة الدّاخلية ليس مؤشرًا على القوة والشّجاعة، بل بدلًا من ذلك، هو دليل على الضعف والخوف والخطأ. إنه دليل على أن الشّخص [الموجود] في موقع السّلطة يشعر بانعدام الأمان. ولأنه لا يستطيع مواجهة العالم، فإنه ينتقم من الأشخاص الذين يحتجزهم أساسًا".
من الصّعب أن نعرف ما الذي تعتقد السّلطات أنّها تنجزه بهذا النوع من العقاب. يجب على واشنطن أن تخبر حلفاءها العسكريين أن هذه الإجراءات ضد المعارضين البارزين هي [أعمال] انتقامية وقصيرة الرؤية، وهي تؤجج فقط الاستياء داخل السّجن وخارجه. وإن كانت البحرين تريد أن تجري تطورًا في إيجاد حل لأزمتها السّياسية، فإنّه تحديدًا أمر سيء لتقوم به. سيكون من الجيد توفير ظروف أفضل في السّجن، ومن الأفضل بكثير الإفراج عن المعارضين.
في مقطع آخر [من الرّسالة]، يقول الخواجة إنه "إن كانت وزارة الداخلية تعتقد أنّ إجراءاتها ستؤثر على عزمنا وروحنا، فإنها ترتكب خطأ كبيرًا. على النقيض من ذلك، إنّها فقط تعزز إرادتنا وتجعلنا أكثر إصرارًا على مواصلة المسار الذي اخترناه. فهذا يؤكد من جديد أحقية قضيتنا".
المصدر: مرآة البحرين