نشرت السعودية خلال الأيام الماضية فيديو رسوم متحركة لحرب مرتقبة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ويشير محتوى الفيديو الى أماني تختلج في قلوب حكام آل سعود حول "فتح العاصمة الإيرانية طهران وأماكن أخرى" أشبه بتلك التي كان يحلم بها "صدام" خلال ثمانينات القرن الماضي.. اذن بماذا يوصي الدكتاتور العراقي المقبور آل سعود ؟
العمل السعودي هذا كان أشبه بألعاب الصبية في المجال الافتراضي، حتى أن بعض العرب والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي قد أدخلهم هذا الفيديو في موجة سخرية عارمة. لكن ما يجب الاشارة إليه هنا، هي ضحكة صدام حسين لدى رؤيته لهذه الرسوم المتحركة من موقعه الحالي في قعر جهنم وهو يتذكّر لدى رؤيته الرسوم المتحركة هذه أمانيه الصبيانية عندما شن الحرب المفروضة على إيران؛ أمنية فتح طهران، والوصول الى قيادة العرب، و"إلحاق محافظة خوزستان الايرانية بالعراق"، وأمنية "إبادة الجمهورية الاسلامية وهزم الثورة الاسلامية".
لسان حال صدّام اليوم هو رسالة عاجلة يوجّهها من قعر جهنم الى حكّام السّعودية ومن ضمنهم محمد بن سلمان يوصيهم فيه بعدد من الوصايا لتجنّب الأعمال الصبيانية والأماني الحمقى التي يحلم بها هؤلاء عبر الاستيلاء على طهران خلال عدّة أيّأم؛ صدّام في وصاياه لبن سلمان يقول :-
عندما أردتُ فتح طهران خلال العام 1980 كانت القوات المسلحة الإيرانية في أضعف مستوياتها وكنت أعتقد بأنهم ليسوا قادرين على الدفاع عن بلدهم، لكن اليوم فالقوات المسلحة الإيرانية هي أقوى قوة عسكرية في المنطقة.
عندما أردت فتح طهران، لم يكن الايرانيّون يمتلكون الصواريخ، لكنّهم اليوم فهم يُعتبرون ضمن مصاف الدول الأربعة الأولى التي تتمتع بهذه القدرة الصّاروخيّة.
عندما كنت أعتقد انه باستطاعتي شن حرب على أساس استراتيجية الحرب الخاطفة، فلأن ذلك يعود الى أن المنطقة ومن بينهم أنتم بالإضافة الى العالم كانوا يقفون الى جانبي. لكن إيران اليوم استطاعت أن تشكل جبهة ومحورا قويًّا في المنطقة. فإذا ما أردتم قياس القوة الإيرانية اليوم، عليكم ان تنظروا قليلا إلى هزيمة الاستراتيجية الأمريكية والصهيونية واستراتيجيتكم في المنطقة على مدى السنوات الأخيرة. كونوا على ثقة أنكم إذا أقدمتم على أيّ محاولة للعب بالنار فإن هذا المحور سيقف ضدكم بكل قوّة.
لماذا لا تنظرون الى تطورات المنقطة؟ عندما دخلت بحرب مع الجمهورية الإسلامية كانت تنحصر داخل جغرافيا محددة، لكن إيران اليوم تتمتع بنفوذ استراتيجي في المنطقة. إيران اليوم غيرها التي كانت متواجدة خلال العام 1980 وهي تستطيع أن تناور على مدى محور نفوذها الجيوسياسي من حدودها الشرقي حتى البحر المتوسط، كما أن الجمهورية الإسلامية تتمتع بدعم واسع من شعوب المنطقة ومن قسم كبير من الشعب السعودي نفسه.
لا تقارنوا قوتكم بقوة إيران! فلو كنتم تتمتعون بالقوة لما خسرتم في العراق، وسوريا ولبنان! ولو لم تكونوا ضعفاء لما كنتم مضطرين أن تعوضوا ضعفكم بعلاقات مع الكيان الصهيوني، ولو كنتم أهلا للحرب لما تعرّضتم للذل والضعف على يد الشعب اليمني الفقير والمظلوم! لقد أرقتم ماء وجه أمريكا وبريطانيا التي قدمت لكم كل هذا السّلاح المتطور، لكنّكم هزمتم في مقابل شعب فقير ومُحاصر!
أنا لدى ذات العقيدة التي يمتلكها وزير الخارجية الأمريكي الأسبق الجنرال بأول الذي دخل في موجة ضحك استهزائيه عندما زعم ضيوف سعوديّون على برنامج حواري عبر محطة الـ (CNN) أنّه باستطاعة السعودية أن تسيطر على المجال الجوي الإيراني خلال فترة 4 الى 6 ساعات وقال حينها : أنا لا أعتقد ذلك، فكلامكم أقرب الى المزاح، إذا دخلت إيران بحرب مباشرة معكم فلن تجدوا حتى الفرصة المناسبة لرفع سمّاعة الهاتف والاستنجاد بنا. من الأفضل أن تكونوا واقعيين أكثر وألا تقيسوا إيران مع اليمن أو أي دولة أخرى. حتى أمريكا لم تتجرأ حتى اليوم بإطلاق مزاعم مشابهة".
* المستشار الاعلى لممثل الولي الفقيه في حرس الثورة الاسلامية