هذه القصة تشير الى بركات إيمان وإخلاص الشيخ عباس القمّي رحمه الله.
في أحد الأيام ينقل أحد المؤمنين قائلاً: زرت المرجع الديني السيد المرعشي النجفي قدّس سرّه، فنقل لي قصة عن الشيخ عباس القمّي رضوان الله عليه، فقال:
ذات يوم جاء الشيخ عباس القمي إلى منزلنا، وكان يوماً حارّاً، فذهبت لأحضر له كأساً من الزنجبيل، وحينما جئته به، رأيت أنني نسيت أن أضع فيه الملعقة ليخلطه قبل شربه، وحينما ذهبت مرة ثانية، تأخّرت قليلاً، إذ قمت بغسل الملعقة التي كانت متسخة ولم يكن لدينا غيرها... وحينما عدت إليه رأيته يخلط الشراب بإصبعه. فبادرني إلى القول:
لا تظنني على عجلة لشرب الكأس، ولكنني تذكّرت بأنني أكتب وأنقل روايات وأحاديث الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم، وظننت أن تكون البركة بإصبعي فيرتفع بها ما أشعر من الحمى.
وأضاف السيد المرعشي النجفي قدّس سرّه: وبعد هنيئة وضع الشيخ عباس القمّي يده على الأخرى وقال لي: لقد انقطعت الحمى!
إن الإيمان والإخلاص أمران مهمان للغاية، ولهما تأثيراتهما الكثيرة في الحياة الدنيا. فالمرحوم الشيخ عباس القمّي كانت له مؤلّفات كثيرة جداً، ولكن الأشهر من بينها كان كتابه المسمّى «مفاتيح الجنان». وقد سُئل رحمه الله عن السبب وراء شهرة هذا الكتاب من بين سائر الكتب، فأجاب:
لقد صرفت لدى تأليفي هذا الكتاب أقلّ الوقت، ولكنني أهديت ثوابه مخلصاً إلى السيدة الصديقة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها.
كان من خصوصيات المرحوم الشيخ عباس القمّي أنه عاش طيلة عمره الشريف مجاوراً لمراقد المعصومين الأربعة عشر صلوات الله عليهم، الأمر الذي لم يتسنّ لغيره من الصالحين.