وقال الرئيس الأسد، إن الانتصارات المتواصلة التي تتحقق على صعيد محاربة الإرهاب في سورية توفر الظروف الملائمة لتسريع وتعزيز عملية إعادة إعمار ما دمره الإرهاب في الكثير من المناطق السورية ما من شأنه أن يفتح آفاقا اقتصادية واسعة وفرصا أكبر للتعاون بين سورية وروسيا.
واشار إلى أنه يجب "أن ننتبه إلى أن الهدف من تركيز العالم على داعش فقط، هو تشتيت الأنظار عن أن الإرهاب وفي مقدمته جبهة النصرة مازال موجوداً، وبدعم غربي، لذلك الحديث عن داعش فقط لا يعني الإرهاب، لأن داعش جزء من الإرهاب ولكنها ليست كل الإرهاب"، مشددا أنه "طالما أن هناك مجموعات إرهابية أخرى، داعش والنصرة وغيرها من التسميات الكثيرة الأخرى، هذا يعني أننا مازلنا في قلب الحرب. الحرب على الارهاب في سورية لا تنتهي إلا بالقضاء على آخر إرهابي في سوريا، بغض النظر عن التسميات، عندها يمكن أن نتحدث بشكل واقعي عن الانتصار".
وأضاف الاسد بحسب "سانا" إنه “بالنظر إلى العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين والشعبين الصديقين والمواقف المشرفة التي لطالما تبنتها روسيا تجاه سورية وشعبها والتي ترسخت في إطار مواجهة الحرب الإرهابية التي تتعرض لها سورية فإنه من الطبيعي أن تكون روسيا شريكا مهما في عملية إعادة الإعمار في مختلف القطاعات”.
من جانبه لفت روغوزين إلى التقدم الكبير الذي يشهده التعاون الاقتصادي بين سورية وروسيا والجهود التي تبذلها اللجنة السورية-الروسية المشتركة للإسهام بشكل فاعل في توسيع افاق هذا التعاون بما يحقق المنفعة المشتركة للشعبين الصديقين.
وشدد روغوزين على أن الحكومة والشركات الروسية الكبرى على استعداد دائم ومستمر لتقديم كل الدعم والخبرات المتاحة لديها من أجل المساهمة الفاعلة في عملية إعادة إعمار سورية ودعم الشعب السوري لتحقيق تطلعاته في التقدم والازدهار.
ويضم الوفد الروسي نواب وزراء الخارجية والدفاع والتنمية الاقتصادية والطاقة والنقل والصناعة والتجارة والسفير الروسي بدمشق ومديري عدد من أهم الشركات الروسية.
هذا وحضر اللقاء عن الجانب السوري وليد المعلم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين ووزراء المالية والنفط والكهرباء والنقل وأمين عام رئاسة مجلس الوزراء ومعاون وزير الخارجية والمغتربين ونائب رئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي.
وفي تصريح صحفي لعدد من وسائل الإعلام عقب اللقاء أكد الرئيس الأسد أن الحرب على الارهاب لم تنته بعد ولا تنتهي إلا بالقضاء على آخر إرهابي في سورية لكننا قطعنا خطوات مهمة بالقضاء على المراكز الرئيسية لـ داعش.
وردا على سؤال بأن العلاقة بين روسيا وسورية وصلت إلى مستوى غير مسبوق في يومنا هذا على الصعيدين العسكري والسياسي.. وهل سيصل التعاون بين البلدين في الفترة القادمة إلى مرتبة مماثلة على الصعيد الاقتصادي؟ وهل يمكن اعتبار زيارة الوفد الروسي الموسع اليوم خطوة في إطار التحرك الثنائي لإعادة إعمار الجمهورية العربية السورية في مرحلة ما بعد الحرب؟
قال الرئيس الأسد: عمر العلاقات السورية الروسية أكثر من ستة عقود، ودائماً كان التركيز في هذه العلاقة على الجانب السياسي، وفي هذا الظرف الذي نعيشه، ظرف الحرب، التركيز يصبح أكثر على الجانب السياسي والعسكري، بمعنى آخر لم تعط العلاقات الاقتصادية حقها خلال العقود الماضية، خلال الزيارة السابقة للسيد روغوزين تم تحديد أولويات للإقلاع بهذه العلاقة، واليوم في الفترة الفاصلة بين الزيارتين هناك إنجازات على الأرض، هناك عدد من الشركات الروسية التي بدأت تعمل، بناء على واقع وجود مشاريع، وبنفس الوقت تحسن الوضع الأمني وبدء تحرك الاقتصاد السوري، تشكل هذه الزيارة فرصة لدفع المشاريع الموجودة أو القطاعات التي بدأنا بها وبنفس الوقت التوسع باتجاه قطاعات جديدة لم نكن قد وضعناها كأولويات منذ عامين، لذلك الوفد اليوم كبير ومتنوع وفيه مختلف المجالات وطرحت مشاريع مهمة جدا للاستثمارات الروسية في سورية، خاصة أننا الآن بدأنا في مرحلة إعادة الإعمار، وبنفس الوقت نحن تحدثنا عن التوجه شرقا في علاقاتنا الاقتصادية والثقافية وغيرها، وطبعا عندما نتحدث عن التوجه شرقا: فروسيا هي من أهم الدول في هذا الشرق الذي نقصده.
بشأن العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية بين موسكو ودمشق رحبت حكومتكم بمؤتمر الحوار الوطني السوري المزمع عقده في سوتشي.. ما المنتظر اليوم من هذا المؤتمر؟ برأيكم ما هو الفارق بينه وبين سواه من المؤءتمرات مثل جنيف؟ وماذا يمكن أن يتمخض عن المؤتمر في سوتشي؟
الرئيس الأسد:
نحن الآن أمام ثلاثة مؤءتمرات جنيف وأستانا وسوتشي، لكن الفارق الأساسي بين جنيف وسوتشي الذي نعمل عليه مع الأصدقاء الروس يستند أولا إلى نوعية الأشخاص أو الجهات المشاركة فيه، بالمقابل في جنيف الأشخاص الذين نفاوضهم، كما هو معروف، لا يعبرون عن الشعب السوري، لا يعبرون ربما حتى عن أنفسهم في بعض الحالات، أنا لا أعمم بشكل كامل، ولكن هذه هي إحدى المشاكل، أنت تسألينني عن الفرق الآن، لذلك هذا جانب من الفوارق.
الجانب الآخر هو أننا في سوتشي وضعنا محاور واضحة لها علاقة بموضوع الدستور، لها علاقة بما يأتي بعد الدستور من انتخابات وغيرها، هناك حديث عن دور الأمم المتحدة وهناك عدة محاور مرتبطة بهذا المؤتمر، طبعا، المؤتمر يناقش كل شيء، أي لا توجد حدود، ولكن مبدئيا وضعنا عدة محاور، مع ذلك أنا أتحدث عن أشياء ما زالت مبدئية، لذلك الفرق بينهما لا يمكن أن يحدد إلا عندما تكتمل الأمور، لكن بكل تأكيد نعتقد بأن أي شيء أفضل من جنيف لأن جنيف بعد ثلاثة أعوام لم يحقق شيئا.
سؤال..
هناك كلام كثير حول انتخابات برلمانية ودور للأمم المتحدة في هذه الانتخابات، ما هي طبيعة هذا الدور للأمم المتحدة؟
الرئيس الأسد:
هذا الموضوع طرح من خلال البند الذي ذكرته قبل قليل، وهو أن مؤتمر سوتشي سيناقش الدستور السوري، هل الدستور الحالي مناسب؟ هل نحن بحاجة لتعديلات؟ هل سورية بحاجة إلى دستور جديد؟ بكل الأحوال عندما يكون هناك تعديل دستوري، من الطبيعي أن تكون هناك انتخابات مبنية على الدستور لأن موضوع الانتخابات وكيفية انتخاب المؤسسات التشريعية هي من النقاط المهمة في أي دستور، طرح موضوع الرقابة الدولية وطرح تحديدا دور للأمم المتحدة في نقاشات معنا من قبل مختلف الأطراف، قلنا إن سورية هي عضو مؤسس في الأمم المتحدة، فعندما تأتي الأمم المتحدة لتلعب دورا في هذه الانتخابات، أي دور، يجب أن يكون مبنيا على ميثاق الأمم المتحدة المبني بدوره على سيادة سورية وعلى ما يقرره شعبها، لذلك نحن لا نقلق من أي دور للأمم المتحدة ونستطيع القول إننا نرحب بأي دور للأمم المتحدة بشرط أن يكون مرتبطا بالسيادة السورية، أي شيء يتجاوز هذه السيادة مرفوض، هذا الكلام يجب أن يكون واضحا اليوم ولاحقا وفي أي وقت.
سؤال..
هناك الكثير من التساؤلات في الشارع السوري حول سلوك الأكراد في المنطقة الشرقية وتعاونهم مع الأميركيين، كيف تنظر الحكومة السورية لهذا السلوك؟
الرئيس الأسد:
من غير المناسب أن نقول أن هناك شريحة سورية، سواء كانت شريحة عرقية أو دينية أو غيرها تتصف بصفة واحدة، هذا الكلام غير منطقي، هناك تنوع، الناس أجناس، كما يقال باللغة العامية، وبالتالي لو نظرنا إلى مختلف الشرائح في سورية فسنرى فيها الجيد والسيىء، الوطني وقليل الوطنية، أو الخائن في بعض الحالات، لذلك عندما نتحدث عما يطلق عليه تسميه الأكراد في الواقع هم ليسوا فقط أكرادا، لديهم مختلف الشرائح في المنطقة الشرقية مساهمة معهم، بغض النظر عن هذه التسمية، كل من يعمل لصالح الأجنبي، وخاصة الآن تحت القيادة الأميركية، وهذا الكلام ليس أنا من أقوله، هم يعلنون أنهم يعملون تحت مظلة الطيران الأميركي وبالتنسيق معه، وهم سوقوا ونشروا صورا وفيديوهات حول هذا الموضوع، كل من يعمل تحت قيادة أي بلد أجنبي في بلده وضد جيشه وضد شعبه هو خائن، بكل بساطة، بغض النظر عن التسمية، هذا هو تقييمنا لتلك المجموعات التي تعمل لصالح الأميركيين.
سؤال..
هل يمكننا بالفعل القول سيادة الرئيس ان الحرب على الإرهاب في سورية انتهت، خصوصا بعد الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري مؤخرا مع القوات الحليفة والقوات الرديفة ضد داعش؟ وماذا أيضا بشأن “جبهة النصرة” والمجموعات المسلحة التي تتحالف مع هذين التنظيمين الإرهابيين؟
الرئيس الأسد:
أن نقول ان الحرب انتهت، لا، هذا الكلام غير واقعي، نحن ما زلنا نعيش الحرب، نستطيع أن نقول إننا قطعنا خطوات أو مراحل مهمة جدا في هذه الحرب، القضاء وليس بالضرورة أن يكون القضاء النهائي، ولكن القضاء على المراكز الرئيسية لـ “داعش” في سورية هو مرحلة مهمة وانتصار كبير، ولكن علينا أن ننتبه إلى أن الهدف من تركيز العالم على “داعش” فقط هو تشتيت الأنظار عن أن الإرهاب وفي مقدمته “جبهة النصرة” ما زال موجودا، وبدعم غربي، لذلك الحديث عن “داعش” فقط لا يعني الإرهاب، لأن “داعش” جزء من الإرهاب ولكنه ليس كل الإرهاب، فما دامت هناك مجموعات إرهابية أخرى، “داعش” و”النصرة” وغيرهما من التسميات الكثيرة الأخرى، هذا يعني أننا ما زلنا في قلب الحرب، الحرب على الإرهاب في سورية لا تنتهي إلا بالقضاء على آخر إرهابي في سورية، بغض النظر عن التسميات، عندها يمكن أن نتحدث بشكل واقعي عن الانتصار.
سؤال..
قيل إن جولة جنيف لم تحرز تقدما ودي ميستورا وفرنسا حملا الوفد الحكومي مسؤولية ذلك، ما ردكم؟
الرئيس الأسد:
من الطبيعي أن يقوموا بهذا العمل لكي لا يحملوا المسؤولية لمجموعات هي تعمل لصالحهم، هذه التصريحات الفرنسية أو غيرها من الدول الغربية تؤكد أن هذه المجموعات تعمل لصالحهم وليس لصالح سورية أو لصالح الوطن، طبعا بالنسبة لنا هذه المجموعات لا نستطيع حتى أن نحملها مسؤولية فشل جنيف لسبب بسيط، لأنها مجموعات صوتية تعمل بالدولار، أي إذا وضعت فيها دولارا تعطيك صوتا وإذا وضعت فيها عشرة دولارات تعطيك مجموعة أصوات بنغمات مختلفة حسب ما يوضع من الدولارات، فلذلك لا نضيع وقتنا بالحديث عنها، أما بالنسبة للفرنسيين، فالمعروف أن فرنسا كانت هي رأس الحربة في دعم الإرهاب في سورية منذ الأيام الأولى ويدهم غارقة في الدماء السورية منذ الأيام الأولى، ولا نرى بأنهم غيروا موقفهم بشكل جذري حتى الآن، لذلك هم ليسوا في موقع أو موقف يقيم مؤتمرا يفترض بأنه مؤتمر للسلام، من يدعم الإرهاب لا يحق له أن يتحدث عن السلام، عدا عن أنهم لا يحق لهم أن يتدخلوا في الشأن السوري أساسا، وكل تصريحاتهم بالنسبة لنا لا تعنينا وليس لها قيمة.