وأضاف أن "المجتمع القطري المتميز قد راعى علاقاته مع أشقائه في دول مجلس التعاون، وأصول ومبادئ وأعراف الخلاف مما أكسبه احترام العالم".
وأوضح أن "تكامل الأدوار السياسية والاقتصادية والإعلامية والشعبية، قد أفلح في إفشال كل المخططات الماكرة وكسر شوكة الحصار وتعزيز سيادة واستقلالية دولة قطر، إلى درجة أن السكان باتوا لا يشعرون الآن بأي تأثير للحصار على حياتهم اليومية".
واستدرك قائلا: "إلا أن ما يقلقنا فقط تأثير الحصار على الأسر، فهناك 26000 حالة انتهاك لحقوق الإنسان مسجلة وهذا الأمر خطير جدا، ونؤكد أننا إذا تجاوزنا الأزمة، فلن نتجاوز هذه الانتهاكات بحق الشعب القطري، ونشدد أيضا على أن حل الأزمة يجب أن يضمن عدم العودة إلى هذا الأسلوب الانتقامي في التعامل مع المواطنين عند حدوث خلاف سياسي بين الحكومات".
وتابع: "ما يحزننا أيضا تسبب هذه الأزمة في اهتزاز الثقة بمجلس التعاون، لكننا رغم ذلك نرى ضرورة المحافظة على هذه المنظومة المعنية بالأمن الجماعي، والعمل على إيجاد صيغة تضمن المحافظة على سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وإنشاء آليات حضارية لفض النزاعات والخلافات بين أعضاء المجلس، والعمل على استعادة الثقة وفقا لمعايير واضحة وشفافة يلتزم بها الجميع".
وعبر الوزير القطري كذلك عن اعتقاده بأن "كل هذه الأمور مهمة جدا للمحافظة على هذه المنظومة التي تعتبر الدرع الأول لدول مجلس التعاون ضد كافة المخاطر الخارجية خصوصا في ظل التوترات الإقليمية المستمرة".
وشدد على أن دولة قطر قد نجحت في إيصال رؤيتها المتكاملة لحل الأزمة إلى كل دول العالم من خلال قنوات التواصل المختلفة، مجددا التعبير عن استعدادها الكامل لحوار شفاف قائم على الاحترام المتبادل للسيادة والالتزامات المشتركة.
وقال: "لقد نجحنا في إيصال رؤيتنا المتكاملة لحل الأزمة إلى كل دول العالم من خلال قنوات التواصل المختلفة، ونؤكد مجددا استعدادنا الكامل لحوار شفاف قائم على الاحترام المتبادل للسيادة والالتزامات المشتركة، وسنظل متمسكين بهذا النهج رغم تعنت دول الحصار وتجاهلها التام لدعوات الحوار والجهود المبذولة من كافة الأطراف لإيجاد حل لهذه الأزمة يحفظ الحقوق والسيادة لكل دولة".
وفي جانب آخر من حديثه، أكد وزير الخارجية القطري أن "هذا الحصار الجائر احتضن في أعماقه خيرا كثيرا وبشريات عظيمة، وشكّل فرصة لإعادة اكتشاف إمكانيات المجتمع القطري المشبع بالإيمان والعزيمة والإرادة والأفكار والطموح، وهو نقطة انطلاق جديدة نحو العمل الدؤوب والإنتاج الوفير لتأمين الاحتياجات وبناء علاقات اقتصادية وتجارية أوسع من أي وقت مضى، والاستمرار في خطط التنمية ومشاريع رؤية قطر المستقبلية".
ولفت إلى أن "أجمل ما كشفته الأزمة الراهنة هو ذلك التناغم والتلاحم والتعاضد بين الشعب والقيادة في مواجهة التحديات المفروضة والمساعي الرامية لكسر الإرادة وفرض الوصاية، وهي محاولات تحطمت على صخرة المواقف الصلبة والإبداعات التي كسرت الحصار خلال فترة وجيزة، وأكدت أن قطر ليست من الأهداف السهلة وستبقى شامخة".
المصدر: العربي الجديد
27 /102