ما يلفت له ان وسائل الاعلام طرحت هذه الجماعة على انها تنظيم بديل او امتداد لداعش يمكن له ان يكون الوريث القادر على صنع ما صنعه داعش عندما قام باحتلال المناطق السنية في عام ٢٠١٤ وبطريقة دراماتيكية غريبة. هذا الامر دفع /المدار/ الى البحث عن هذا التنظيم وحقيقة وجوده وقوة تاثيره وهل هو فعلا بهذه الضخامة والطرح الكبير الذي طرحته بعض وسائل الاعلام؟.
وكان مسؤول الجبهة التركمانية في قضاء طوزخورماتو هيثم أوغلو، أعلن ، ان اشتباكات وقعت بين قوات الحشد الشعبي وقوة مجهولة في منطقة جنبور جنوب شرقي قضاء داقوق. وقال أوغلو ان “اشتباكات وقعت بين قوات من الحشد الشعبي مع قوة أخرى تسمى بـ(الرايات البيضاء) تتمركز خلف الجبل”، مبيناً ان “هذه القوات شبيه لداعش وتسمى أيضاً بقوات السفيانيين”.
كما اعلنت اللجنة الامنية في مجلس محافظة ديالى، عن تفاصيل مثيرة عن تنظيم مسلح جديد بدأ حزب البعث المنحل بتشكيله في 6 محافظات، فيما اكد ان القوة تحمل رايات بيضاء يتوسطها اسد. وقال رئيس اللجنة صادق الحسيني، ان “هناك معلومات استخبارية تشير الى بدء حزب البعث المنحل تأسيس قوة مسلحة جديدة تستقطب اعوان الحزب وقياداته ومؤيديه في 6 محافظات يتم نقلهم بشكل سري الى مراكز تدريب لغرض تشكيل فصائل ومفارز مسلحة”.
واضاف الحسيني ان “القوة المسلحة الجديدة والتي تحمل شعار راية بيضاء يتوسطها اسد تمثل الجزء الثاني من مؤامرة كبرى تستهدف العراق بعد انتهاء فصل الجزء الاول والذي مثله داعش”، مبينا ان “التنظيم الجديد ليس له نشاط الان في ديالى لكن لا نستبعد بروزه في اي وقت في ظل وجود نشاط للحزب المنحل في بعض المناطق”.
ودعا الحسيني الى” ضرورة تحرك استخباري شامل لوأد ولادة تنظيم مسلح جديد قد يعلن عن نفسه في اي وقت”، لافتا الى ان “التنظيم هو مسار جديد لاستهداف امن واستقرار العراق وخلق الفتن”. وكان حزب البعث انشأ سلسلة تنظيمات مسلحة بعد 2003 في ديالى ابرزها كتائب المصطفى والتي انتهت بتفكيكها نهاية 2009 بعد اعتقال قياداتها ومسلحيها.
واكد الخبير الأمني الاستراتيجي فاضل ابو رغيف، ان ما يسمى (بالراية البيضاء) هم بقايا من تنظيم داعش.
وقال ابو رغيف ل/المدار/ ، ان “هؤلاء هم من ما تسربلوا من داعش في الحويجة والشركاط، وقد اطلق عليهم رايات الخازميون، وهم من بقايا تنظيم أنصار السنة وهم هجين من الكُرد والبعثية والنقشبندية، وان الأجهزة الاستخباراتية تملك قاعدة بيانات كاملة عنهم.
فيما قال الخبير الامني هشام الهاشمي، ان هناك مجموعة من الملاحظات تؤكد على ان هذه المجموعة ليست من بقايا داعش، باعتبار ان الجماعات المتطرفة لا تتخذ من اللون الابيض راية لها ولم يحدث ان حصل ذلك، كذلك ان صورة الاسد في وسط الراية بعيده عن تفكير الجماعات الارهابية لانه تعتبر ان كل ذي روح محرم، وبالتالي لايمكن اتخاذ ذي روح كراية يقاتل تحتها، بالاضافة الى ان صورة الاسد لا علاقه لها بالمبادئ الاسلامية، واضاف ان طرق قتال جماعة الرايات البيضاء وشعاراتها واساليبها بعيده جدا عن الجماعات الاصولية والارهابية، وهي بالمحصلة مجموعة كردية متمردة تقوم بعمليات بالضد من الحكومة العراقية بعد ان استرجعت كركوك والمناطق المتنازع عليها.
وفي تقرير امني لقناة العهد، اكدت ان مقرهم الرئيسي يقع في قرية الغرة، الواقعة بين قضائي طوزخرماتو وداقوق جنوب شرق كركوك في المناطق المحاذية لجبال حمرين، وان عدد عناصرهم بحدود الـ 500، ثم عادت القناة لتؤكد في تقرير جديد لها بتاريخ 6 كانون الاول الجاري، بان عددهم في ازدياد ووصل تقريبا لحدود 2000 مقاتل غالبيتهم من الكرد المتمردين وعناصر من حزب العمال واخرى تابعة للبارزاني، ومعهم الكثير من الجنسيات الاخرى من بقايا داعش منها الروسية والشيشيانية والاذربيجانية والعربية السنية، بعضهم جاء هاربا من الرقة السورية بعد استرجاعها من قبل الجيش السوري وحلفائه، ويحاولون بناء قاعدة عسكرية لتكون اساسية لتجميع عناصرهم الباقية وكاساس لانطلاق عمليات قتالية بالضد من الجيش العراقي والحشد الشعبي خلال المرحلة القادمة.
ويتضح من خلال قراءة لآراء خبراء الامن والمعلومات الامنية، ان هذه المجموعة تتخذ من المناطق المتنازع عليها وبالخصوص ذات الغالبية التركمانية والتي ينتمي الكثير من ابنائها للحشد الشعبي مكانا لعملها، اي ان موقعها الامني هو حد حاجز فاصل بين الحشد التركماني وقوات البيشمركة كجدار صد امامي لقوات البيشمركة في تلك المناطق، وانه انطلاقا من ذلك يكون الهدف الاساس منها هو ترويع الناس وبالخصوص التركمان والهجوم على مدنهم، والاشتباك مع الحشد التركماني وجره الى قتال موسع هناك مما يؤدي الى زعزعة الامن والاستقرار في عموم مناطق كركوك.
هذا وقد كانت الاجهزة الامنية العراقية المختصة قد حصلت على معلومات عن نية اجهزة كردية في تشكيل مثل هذه المجموعات او مجموعات استخبارية اخرى لزعزعة الامن، بل ربطت بعض المصادر الامنية بين هذه المجموعات وبين عملية اغتيال النقيب في جهاز مكافحة الارهاب احمد الجراح، الذي اغتيل في منطقة الحرية ببغداد قبل عدة ايام.
* المدار