عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «ثلاث خصال من كنَّ فيه أو واحدة منهن كان في ظلِّ عرش الله عز وجل يوم القيامة يوم لا ظلَّ إلا ظلّه:
رجلٌ أعطى الناس من نفسه ما هو سائلهم لها.
ورجلٌ لم يقدِّم رِجلاً ولم يؤخّر أخرى حتّى يعلم أنّ ذلك لله فيه رضى أو سخط.
ورجلٌ لم يعب أخاه المسلم بعيب حتى ينفي ذلك العيب عن نفسه، فإنه لا ينفي منها عيباً إلا بدا له عيب، وكفى بالمرء شغلاً بنفسه عن الناس»(1).
هناك ثلاثة خصال إذا وجدت كلها أو واحدة منها في الإنسان كان مستظلاً بظل العرش الإلهي يوم لا ظل إلا ظلُّ الرحمة والأمان الإلهي. وهي:
1 ـ الشخص الذي يعطي الناس كل الأمور التي يتوقّع أن يعطوها إياه إذا سألهم عنها، فيقوم بأدائها لهم كما يحب أن يؤدوها له. فمثلاً إذا كان يتوقّع من الناس أن يسعفوه ويساعدوه في قضاء حوائجه عندما تضيق به السبل أو كان يتوقّع منهم الإحترام وحفظ حقه وحرمته، فالواجب عليه أن يقوم بمثل هذا بحقهم.
2 ـ الشخص الذي لا يقدم على عمل إلا إذا رأى أن هذا العمل هل فيه لله رضا أو سخط؟. فإذا اطمأن بأن الله يرضاه أقدم عليه وإذا كان يسخطه إجتنبه.
3 ـ الشخص الذي لا يعيب على الآخرين أيّ عيب إلا بعد أن يزيل وينفي هذا العيب عن نفسه أولاً. والفائدة والثمرة المترتبة على هذه الصفة هي أن الإنسان لن يعيب الآخرين بعيب أصلاً ولن يتتبع عيوبهم أو أنه سوف ينشغل بإزالة العيوب عن نفسه وتطهيرها منها وبتعبير الإمام (عليه السلام) أن كل عيب يزيله وينفيه عن نفسه سوف يلتفت بعده الى وجود عيب آخر فيه فيسعى لإزالته وهكذا، فينشغل بعيوبه عن عيوب الناس.
_________________ (1) الخصال / باب الثلاثة / ح 3 .