وقال طلال سيلو القائد السابق في قوات سوريا الديمقراطية: "القوات تولت الإعداد لنقل جميع المسلحين الباقين من تنظيم داعش من مدينة الرقة وذلك رغم أنها قالت حينذاك إنها تقاتل المتطرفين الأجانب المستميتين في الدفاع عن المدينة".
ووصف مسؤولون أمريكيون تصريحات سيلو بأنها "زائفة ومختلقة" غير أن مسؤولا أمنيا في تركيا التي فر إليها سيلو قبل ثلاثة أسابيع روى أحداثا مشابهة عن هزيمة داعش في معقله السوري الرقة.
وتختلف تركيا مع واشنطن بشأن الدعم الأمريكي لقوات سوريا الديموقراطية الكردية التي قادت القتال في الرقة.
وكان سيلو هو المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية وأحد المسؤولين الذين قالوا لوسائل الإعلام في منتصف أكتوبر/تشرين الأول عندما تم التوصل للصفقة إن "أقل من 300 مقاتل غادروا الرقة مع عائلاتهم بينما واصل آخرون القتال".
إلا أنه قال في مقابلة مع وكالة "رويترز" إن "عدد المقاتلين الذين سُمح لهم بالمغادرة أعلى بكثير وإن ما رُوي عن معركة أخيرة كان محض خيال يهدف لإبعاد الصحفيين لحين إتمام عملية الإجلاء".
وأضاف أن "مسؤولا أمريكيا في التحالف الدولي المناهض للتنظيم لم يذكر اسمه وافق على الصفقة في اجتماع مع أحد قادة قوات سوريا الديمقراطية".
وتضاربت الروايات في ذلك الوقت، فيما إذا كان مقاتلون أجانب قد سُمح لهم بمغادرة الرقة أم لا.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" فيما بعد إن أحد السائقين في عملية الإجلاء وصف قافلة يمتد طولها إلى سبعة كيلومترات مكونة من 50 شاحنة و13 حافلة و100 عربة تابعة لتنظيم "داعش" محملة بالمقاتلين والذخائر.
وأبدت الحكومة التركية قلقها من احتمال تهريب بعض المقاتلين الذين غادروا الرقة عبر الحدود إلى الأراضي التركية وأنهم ربما يحاولون شن هجمات في تركيا أو في الغرب.
وقال سيلو إنه "تم التوصل لاتفاق على أن يرحل الإرهابيون. حوالي 4000 شخص هم وأسرهم". مضيفا "أنهم كانوا جميعا من المقاتلين باستثناء 500 فرد".
وأوضح أنهم اتجهوا شرقا إلى الأراضي الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش" حول دير الزور حيث حققت قوات الجيش السوري والقوات الداعمة للرئيس بشار الأسد مكاسب.
وعلى مدى ثلاثة أيام منعت قوات سوريا الديمقراطية الناس من الذهاب إلى الرقة قائلة إن القتال دائر للتعامل مع المسلحين الذين رفضوا تسليم أنفسهم.
وقال سيلو بهذا الشأن: "كانت كلها مسرحية".. "الإعلان كان غطاء لهؤلاء الذين رحلوا إلى دير الزور"، وأن الاتفاق أقرته الولايات المتحدة التي كانت تريد نهاية سريعة لمعركة الرقة حتى تتمكن قوات سوريا الديمقراطية من الانتقال إلى دير الزور.
المصدر: رويترز