كانت تلك الرسالة إيذانًا بإعلان دولة "اسرائيل" الذي حدث عام 1948. مئة عام مرّت على وعد بلفور، فيما يحصد التاريخ نتائجه حتى الآن، حيث أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعلان القدس عاصمة لإسرائيل، وكما خطّ بلفور اسمه على الرسالة، تناقلت الشاشات ووسائل الإعلام خطّ ترامب لاسمه على قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس، إيذانًا بمرحلة جديدة في الصراع العربي الإسرائيلي.
وكما شدد بلفور في رسالته على "ألا يجري أي شيء قد يؤدي إلى الانتقاص من الحقوق المدنية والدينية للجماعات الأخرى المقيمة في فلسطين"، كرر ترامب الحديث نفسه حيث قال "القدس يجب أن تبقى مكانًا يصلي فيه اليهود، والمسيحين، والمسلمين".
رغم مرور مئة عام على وعد بلفور إلا أن الأذهان لم تنسه حتى الآن، حيث تعدد التصريحات المصرية والعربية التي شبهت اليوم بـ"وعد بلفور جديد"، وهو ما تكرر في تصريحات السفير الفلسطيني في مصر "دياب اللوح"، والكاتبة "فاطمة ناعوت"، ونقابة الأطباء الأردنيين ورئيس مجلس النواب اللبناني "نبيه بري".
وكما ساهم وعد بلفور في إقامة دولة "اسرائيل"، بدأت بتشجيع اليهود على الهجرة إلى فلسطين، وتمكنت بريطانيا من احتلال الأراضي الفلسطينية، فإن اعلان ترامب لن يمر مرور الكرام، يقول المؤرخ الفلسطيني "عبد القادر ياسين" لمصراوي إن "اسرائيل" الآن تخوض صراع بمعادلة صفرية، فالعرب يساوون صفر، طالما لن يتخذوا قرارات حاسمة، فيما يرى أن عملية السلام هي "نصبة".
وفيما صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن اعتراف ترامب بالقدس يعكس التزام الرئيس الأمريكي بحقيقة تاريخية للاستمرار في مساعي السلام، يؤكد المؤرخ الفلسطيني أن قرار ترامب سيتبعه اعترافات من الدول الأخرى.
ويتشابه وعد بلفور في نظر ياسين الذي كان ذروة تأييد الاستعمار البريطاني للحركة الصهيونية، فإن "وعد" ترامب-كما وصفه- هو ذروة التأييد الأمريكي لإسرائيل.
واعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، بالقدس عاصمة لإسرائيل رسميا. وزعم أن هذه الخطوة تصب في مصلحة عملية سلام، مُشيرا إلى أنها تدفع قدما إلى اتفاق سلام مستدام بين الجانبين، بحسب قوله.
وأشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بإعلان ترامب، وقال إن "أي اتفاق سلام يجب أن يتضمن القدس عاصمة للدولة العبرية"، وفق زعمه. ويتوقع أن تؤجج تلك الخطوة التوتر والاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط.
ولا يعترف المجتمع الدولي بسيادة "إسرائيل" على القدس التي تضم مواقع إسلامية ويهودية ومسيحية مقدسة، كما أن الفلسطينيين يطالبون بالمدينة عاصمة لدولة مستقلة معترف بها دوليًا على أساس حدود 1967.
المصدر: مصراوي
25