تنحدر نجلاء داوود محمد “أم أحمد”، البالغة من العمر 41 عامًا، من قضاء حديثة في محافظة الأنبار، وهي أخت لأربعة أشقاء أحدهم حامد الزاوي “أبو عمر البغدادي” ثاني زعيم للتنظيمات الإرهابية في العراق بعد الأردني أبو مصعب الزرقاوي الذي قتل عام 2006، وزوجة “عبد محمد حسن” المعتقل الذي كان يشغل منصب ما يسميه التنظيم الإرهابي بـ”الناقل العام”، وهو شقيق جاسم محمد حسن “أبو إبراهيم” وزير نفط لدى التنظيم، ووالدة مسؤول تجهيز التنظيم في نينوى فضلا عن ولديها اللذين قتلا في معارك تحرير مدينة الموصل.
نجحت القوات الأمنية العراقية في القبض على شقيقة زعيم الإرهاب السابق في العراق ومؤسس ما يسمى بـ”الدولة الإسلامية (داعش)” أبو عمر البغدادي، بعد متابعة تنقلاتها بين مدن الموصل وبغداد وقضاء القائم غربي الأنبار، بحسب “السومرية”.
وروت نجلاء بداية الأحداث منذ أن داهمت القوات بيتهم عام 1994 واعتقلت أخيها حامد “أبو عمر البغدادي” رغم أنه كان وقتها ضابطا في الشرطة في إحدى نواحي قضاء حديثة، لمدة ستة أشهر، مضيفة أنه تعرض لتعذيب شديد، وبعدها فصل من عمله، بسبب توجهه الديني وارتباطه بجماعة دينية.
وأضافت: “بعد أشهر عدة من خروجه من السجن قام بتشكيل مجموعة في أحد الجوامع الذي قاموا بتغيير اسمه إلى جامع التوحيد وصار يلقي الدروس الدينية والخطب حتى صار إماما للجامع، واستمر به هذا الحال حتى كوّن له مجموعة من الرجال ممن يهتمون بشؤون الوعظ والإرشاد الديني”.
وتقول شقيقة البغدادي: “نهاية عام 2003 داهمت قوة من الجيش الأمريكي بيته واعتقلته، وبعد 15 يومًا أفرج عنه وصار يجمع الناس حوله ويحثهم من جامع التوحيد على الجهاد والسيطرة على المدينة وكانت أولى العمليات مطلع عام 2004 عندما أشرف على عملية إسقاط مراكز الشرطة في قضاء حديثة عبر هجمات بالصواريخ والأسلحة الخفيفة”.
وأردفت أنه “بعد هذه العملية بدأت ملاحقة حامد من قبل الأجهزة الأمنية العراقية والقوات الأمريكية، عرفت بعدها أنه ترك الأنبار وقصد بغداد وكانت زوجته تأتي لزيارتنا بين فترة وأخرى، وعند سؤالي إياها أخبرتني أنهم يسكنون منطقة الحسينية لكنها لم تكن تخبرني عن أي شيء آخر وفهمت أنه من كان يمنعها من الإدلاء بأي معلومات كما كان يرفض أن يزوره أي أحد في بغداد”.
وأكدت أن “زوجته انقطعت عن زيارتنا إلى أن قتل أبو مصعب الزرقاوي زعيم التنظيم الإرهابي آنذاك، وبعدها بدأت الأحداث تتغير بشكل كبير، بدأ الأمر عندما ترك شقيق زوجي “جاسم محمد حسن” المكنى بأبي إبراهيم والذي شغل منصب وزير النفط لاحقا في دولة داعش ترك عمله في الحرس الوطني، وصار يجمع في بيته المقاتلين الأجانب وهذا ما رأيته بنفسي بعدها عرفت أن هذا كان بأمر من أخي أبو عمر البغدادي”.
وتسترسل أم أحمد “حتى هذا الوقت لم أكن أعرف أن أخي هو زعيم التنظيم، كل ما كنت أعرفه أنه ضمن التنظيم وصار الكثير من رجال العائلة في التنظيم وهذا ما كان يسبب لنا المشكلات ليس مع القوات الأمريكية والعراقية فحسب، بل مع بعض وجهاء ورجال عشيرة الجغايفة التي كانت مناوئة لتحركات التنظيمات الجهادية”.
وتؤكد أنها كانت مسؤولة عن نساء قادة التنظيم وتوجيههن بما تقتضيه أوامر التنظيم والإشراف على توزيع الكفالات المالية، وتشكيل شبكة ترتبط بشورى التنظيم تعنى بالترويج لفكر الجهاد والدولة الإسلامية وحث الأبناء على الانضمام للتنظيم.
وكالات