وفي بداية القتال سيطر الرئيس علي عبدالله صالح مع قواته على معظم مساحة العاصمة صنعاء لكن ليل السبت - الاحد شنّ الحوثيون هجوما مضادا واستطاعوا انتزاع مطار صنعاء من قوات الرئيس صالح ومبنى وزارة الدفاع أيضا من قوات صالح، إضافة الى احتلال التلفزيون الرسمي للرئيس علي عبدالله صالح.
كما قام الحوثيون بفك الحصار عن القصر الجمهوري الذي كان يقيم فيه المسؤول السياسي وهو الممثل السياسي لتحالف علي عبدالله صالح والحوثيين لكنه من الحوثيين. واستطاعت قوات الحوثيين بعد فك الحصار من السيطرة على القصر الجمهوري وتحرير صالح الصماد المسؤول السياسي ضد الرئيس اليمني عبد الهادي منصور وضد السعودية والامارات.
اثر ذلك، اتصل الرئيس علي عبدالله صالح بالقوات الإماراتية في مأرب كي تتقدم باتجاه العاصمة صنعاء لمساعدته، لكن الحوثيين قطعوا الطريق ومنعوا قوات الامارات والمرتزقة الأجانب معها من التقدم نحو صنعاء، في الوقت الذي جرت فيه معركة كبيرة جنوب العاصمة صنعاء بين الحوثيين وقوات يمنية (مرتزقة) مدعومة من السعودية.
وهذه القوات (المرتزقة) المدعومة من السعودية لديها ضباط سعوديون وقامت السعودية بتسليحها بدبابات ومدافع واسلحة متقدمة. ودارت المعركة طوال ليل السبت -الاحد حتى ظهر يوم الاحد، وانتهت بتراجع المرتزقة والسعودية الى الوراء من جنوب صنعاء.
في هذا الوقت، استدعى الرئيس علي عبدالله صالح قوات تابعة له من كل المناطق كي يستطيع الدفاع عن نفسه والوقوف في وجه الحوثيين. كما ان الحوثيين استدعوا قوات إضافية لهم كي يسيطروا على العاصمة ومرتفعاتها كلها.
مقتل علي عبدالله صالح اثناء توجهه من صنعاء الى مأرب
في ظل هذا الواقع، قرر علي عبدالله صالح بعدما فقد مراكزه وقوته في العاصمة صنعاء التوجه من صنعاء الى مدينة مأرب للنجاة بنفسه من محاصرة الحوثيين له وسيطرتهم على العاصمة صنعاء. فقام موكب كبير له بحماية من قواته بالتوجه الى الطريق نحو مدينة مأرب، حيث تتواجد قوات إماراتية ومرتزقة لديها، إضافة الى قوات من النخبة في جيش الامارات والسعودية، أي من المغاوير والذين كانوا في جزيرة مقابل مدينة مأرب وتم نقلهم الى مدينة مأرب.
واثناء توجه علي عبدالله صالح نحو مأرب لاحقته 20 سيارة من قوات الحوثيين الى ان وصلت الى قرب موكبه المتجه نحو مدينة مأرب، وبدأت باطلاق النار على السيارات المواكبة له. فاستطاعت تدمير السيارات وقتل من فيها، معتبرين انه قام بخيانة عظمى بحق الشعب اليمني وبحقهم كحوثيين وبحق الثورة التي قاموا بها على الرئيس عبد الهادي منصور.
استنجاد السعودية بأميركا
اثر اعلان علي عبدالله صالح انقلابه على الحوثيين ودعوة المؤتمر الشعبي والقوات العسكرية التابعة له الى الهجوم على مواقع الحوثيين وضربهم وقيامه بالتحرك في العاصمة صنعاء والسيطرة على مواقع عديدة، اتصل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وفق تلفزيون بلومبيرغ وموقعه بوزير الدفاع الأميركي ماتيس، وابلغه ان الفرصة تاريخية وسانحة الان لتدخل أميركي لان "الإيرانيين!" والحوثيين في تراجع بعد انقلاب علي عبدالله صالح عليهم، وان السعودية بحاجة جدا الى مساعدة الطيران الأميركي ليقصف بقوة الحوثيين وعندها يتقدم الجيش السعودي برا باتجاه اليمن.
كما تتقدم القوات الإماراتية وقوات تابعة للرئيس الهارب عبدربه منصور هادي الموالي للسعودية من مدينة مأرب نحو صنعاء. فلم توافق اميركا على الاشتراك في الحرب في اليمن عبر ارسال طائرات مقاتلة لقصف الحوثيين ومواقعهم في اليمن.
ووفق محطة الـ س. ان. ان. وبلومبيرغ فان ولي العهد السعودي قال لوزير الدفاع الأميركي ان حلفا عسكريا استراتيجيا يجمع بين السعودية والولايات المتحدة وان الأمور خطيرة تمس الامن الوطني السعودي ومنطقة الخليج الفارسي، وان السعودية بطلب من الولايات المتحدة تنتج 11 مليون برميل ونصف مليون كي يبقى سعر برميل النفط 42 دولاراً من اجل مساعدة الاقتصاد الأميركي كي يبقى سعر البرميل 42 دولاراً، لانه اذا قامت السعودية بتخفيض الإنتاج وقامت بتصدير 7 ملايين برميل نفط يوميا بدلا من 11 مليون ونصف سيكون سعر برميل النفط 70 دولاراً. وان السعودية حرمت نفسها من الاستفادة ماليا من اجل الاقتصاد الأميركي، في حين لو تم بيع البرميل بـ 70 دولارا لكانت الموازنة السعودية بأفضل وضع.
ماتيس لمحمد بن سلمان: لسنا بوارد ارسال قوات عسكرية
كما قال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لوزير الدفاع ماتيس، وفق موقع بلومبيرغ انكم تقولون ان موقفكم هو ضد ايران، وايران تتدخل في دولة عربية هي اليمن، ونحن في حرب معها كي لا تستولي على اليمن، ولا بد من ارسال طائرات مقاتلة أميركية لتضرب الحوثيين كي نستطيع مع الجيش التابع للرئيس (الهارب) هادي والقوات السعودية والقوات الإماراتية ان نتصدّى للحوثيين وايران ونحرر اليمن من ايران!!
لكن وزير الدفاع الأميركي اجابه ان الإدارة الأميركية ليست بوارد ارسال قوات عسكرية للدخول في حرب اليمن، فردّ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قائلاً ان العلاقات الاستراتيجية الأميركية - السعودية ستهتز وان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ارسل 100 طائرة الى الرئيس بشار الأسد وقلب الموازين كلها خلال شهر، فيما أنتم لا ترسلون طائرة او سرب طائرات واحد لمساعدتنا في القتال لـ"تحرير اليمن من الإيرانيين"!! وانتهت المكالمة عند هذا الحدّ.
القيادة العسكرية السعودية: الامن السعودي مهدد بالخطر
القيادة العسكرية السعودية اجتمعت برئاسة وزير الدفاع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعد مقتل علي عبد الله صالح واعتبرت ان الحوثيين بقتلهم الرئيس صالح وضرب حزبه المؤتمر الشعبي إضافة الى تحييد القبائل والسيطرة على القوات العسكرية التابعة للرئيس صالح هو امر خطير للغاية وان الحوثيون بدأوا يتجهون نحو مدينة مأرب، وان القوات الإماراتية المتواجدة هناك قد لا تستطيع التصدي للحوثيين.
كما قال القادة العسكريون السعوديون ان الحوثيين بعد مقتل صالح قد ينتشرون باتجاه الحدود اليمنية - السعودية، وانهم سيقومون بقصف المدن السعودية بالصواريخ ولذلك فان الامن الوطني السعودي مهدد بالخطر.
قصف سعودي عنيف على مطار صنعاء ومراكز الحوثيين
وطلب وزير الدفاع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان استنفار الجيش السعودي بكل طاقاته، إضافة الى استنفار الحرس الوطني السعودي.
كما استنفر أيضا كل وسائل الدفاع الجوي وأعطى أوامره بالقصف العنيف على مراكز الحوثيين وخاصة في صنعاء. فقامت الطائرات السعودية بقصف مطار صنعاء، وقصف مبنى وزارة الدفاع في العاصمة صنعاء التي استولى عليها الحوثيون. كذلك قصفوا مركز القصر الجمهوري، وشنت الطائرات السعودية اكثر من 30 غارة على كافة الأراضي اليمنية ضد مواقع الحوثيين.
لكن الساعات القادمة تشير الى ان الحوثيين يقتربون من مدينة مأرب، وان الخطر كبير في ان يسيطروا على مرفأ الحديدة وهو مرفأ استراتيجي في اليمن ويمكن لإيران ارسال بواخر الى هذا المرفأ واذا قامت البحرية السعودية والاماراتية باعتراض السفن الإيرانية فيعني ذلك حربا بحرية بين الجيش الإيراني والجيش السعودي والاماراتي. فيما الاسطول السابع الأميركي بقيَ على الحياد ولا يتدخل مع البحرية الإيرانية ولا يساعد البحرية العسكرية السعودية ولا البحرية الإماراتية.
تجدر الإشارة الى ان السعودية تملك 300 طائرة من طراز اف - 15 هي من احدث طائرات القصف الجوي إضافة الى إمكانية حمولتها من القنابل والصواريخ الموجهة باللايزر، وقد بدأت السعودية اثر مقتل علي عبدالله صالح بشنّ غارات كثيفة مستعملة طائرات الـ اف - 15 الأميركية الصنع والمتطورة ضد مواقع الحوثيين بكثافة بالغة لكن الحوثيين يتقدمون من بلدة الى مدينة ومن مدينة الى مدينة أخرى. كما ان القوات العسكرية التي كانت تابعة الى الرئيس علي عبدالله صالح قد استسلمت الى الحوثيين وبعضهم انضم الى الحوثيين في القتال ضد جيش عبدربه منصور هادي الرئيس اليمني الهارب والموالي للسعودية وضد القوات الإماراتية والسعودية.
محمد بن سلمان مستاء من الانذارات الاميركية
ولي العهد السعودي كان منزعجا جدا من ضغط الإدارة الأميركية عليه لاطلاق سراح الرئيس سعد الحريري كي يعود الى لبنان. كما ان ولي العهد السعودي مستاء جدا للإنذار الأميركي الذي تم إبلاغه إياه عندما علمت واشنطن بأن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سيرسل طائرات لقصف قطر، وعندها انذرته القيادة العسكرية الأميركية بأنها ستسقط أي طائرة تقوم بقصف قطر، سعودية او غيرها، خاصة وان المخابرات الأميركية علمت بمخطط ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وأبلغت الرئيس ترامب والقيادة العسكرية عن ان محمد بن سلمان يريد قصف قطر فتم انذاره وتراجع عن قراره.
لكن التوتر بين السعودية والولايات المتحدة بلغ اقصى حد لان واشنطن لم تشترك في الحرب في اليمن ولم تقم بمساعدة الجيش السعودي في حربه على اليمن، بل تركت الجيش السعودي وحده يقود هذه الحرب دون تقديم دعم عسكري مباشر.
اتصال تيلرسون بالجبير: لن نسمح لاحد بالدخول الى الاراضي السعودية
ويقول موقع بلومبيرغ ومحطة تلفزيون الـ ان. بي. سي الأميركي انه بعد الاتصال الهاتفي المتوتر بين وزير الدفاع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ووزير الدفاع الأميركي اتصل وزير الخارجية الأميركي تيلرسون بوزير الخارجية السعودي عادل جبير وابلغه ان الولايات المتحدة ملتزمة بالاتفاق الاستراتيجي مع السعودية ولن تسمح لاحد بضرب الامن الوطني للسعودية.
لكن الولايات المتحدة منذ البدء لم تأخذ قراراً بالاشتراك في حرب السعودية على اليمن. كما ان السعودية أبلغت الإدارة الأميركية انها ستشنّ حرباً على اليمن وانها قادرة على الانتصار فيها.
وأضاف وزير الخارجية الأميركي قائلا لوزير الخارجية السعودي، وفق تلفزيون الـ ان. بي. سي. ان السعودية عندما شنت الحرب على اليمن أبلغت الولايات المتحدة بالامر لكنها لم تطلب تدخلاً عسكرياً أميركياً وقالت ان لديها من القوى العسكرية جواً وبحراً وبراً ما يكفي لالحاق الهزيمة بالحوثيين.
وحاول وزير الخارجية الأميركي ان يخفف التوتر الحاصل بين السعودية وأميركا، اما وزير الخارجية السعودية فقال له ان الوضع الان خطير وان الحوثيين اذا سيطروا على اليمن فيعني ذلك ان الحدود اليمنية - السعودية ستشتعل، فردّ وزير الخارجية الأميركي لن نسمح لاحد ان يدخل الى الأراضي السعودية، والولايات المتحدة مستعدة للمحافظة على سيادة السعودية على ارضها.
وامتنع وزير الخارجية الأميركي عن القول بأن الولايات المتحدة ستضرب القوات اليمنية من حوثيين وغيرهم اذا حصلت اشتباكات على الحدود اليمنية - السعودية، بل قال فقط سنمنع أي قوة من دخول الأراضي السعودية.
على كل حال، يقوم الجيش السعودي حاليا بارسال قوات كبيرة معززة بالدبابات والمدافع ومنظومات صاروخية باتجاه الحدود مع اليمن، كذلك تقوم الطائرات الحربية السعودية بقصف مراكز الحوثيين في اليمن، في الوقت الذي بدأت فيه الامارات ارسال تعزيزات عسكرية الى الشاطئ اليمني مقابل عدن مع المرتزقة لدى جيش الامارات.
القبائل اليمنية على الحياد
اما على صعيد الحرب داخل اليمن، فالقبائل تقف حتى الان على الحياد، وفي ظل وجود الأسلحة الثقيلة والمدفعية والصاروخية لم تعد القبائل قادرة على التحرك في ظل امتلاكها أسلحة رشاشة فردية لا تؤثر في هذه المعارك. وزاد الحوثيون من انتشارهم في اليمن، فيما يطرح الجيش السعودي الى اين يسير الوضع العسكري، كذلك تطرح الامارات الى اين يسير الوضع العسكري، وماذا يمكن فعله في ظل مقتل علي عبدالله صالح وانتصار الحوثيين في السيطرة على العاصمة ومرتفعاتها كلها، إضافة الى مدن عديدة وبدأ الحوثيون بالتوجه نحو مدينة مأرب، إضافة الى توجههم نحو ميناء الحديدة الاستراتيجي، وما هو مستقبل الصراع العسكري في اليمن حيث اصبح الامن الخليجي كله يهتز، وبالدرجة الأولى امن المملكة العربية السعودية.
محمد بن سلمان اتصل بالرئيس الروسي
موقع برافدا الروسي قال ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان اتصل بالرئيس الروسي بوتين وتحدث معه في شأن الوضع في اليمن ووضع المنطقة الخليجية لكن موقع برافدا الروسي لم يكشف عن تفاصيل المحادثات وعن موقف روسيا من الصراع السعودي مع الحوثيين او ايران. كما لم يكشف موقع برافدا الروسي عما اذا كان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد طلب تدخلا روسيا لوقف اطلاق النار في اليمن.
الأمور خطيرة في اليمن لكن الوضع العسكري حسم لصالح الحوثيين، والتوتر ارتفع الى اقصى مستوى بين السعودية وأميركا حيث ان السعودية أبلغت اميركا انها كانت تنتظر عبر الحلف الاستراتيجي مع واشنطن تدخل الطائرات الأميركية في اليمن عندما قام علي عبدالله صالح بانقلابه على الحوثيين ومشاركة الطيران السعودي أيضا لانها كانت فرصة تاريخية سانحة للسيطرة على العاصمة صنعاء.
واشنطن رفضت التدخل وتركت السعودية لوحدها
لكن رئاسة اركان الجيش الأميركي رفضت التدخل وتركت السعودية وحدها تتحمل نتائج الحرب في اليمن. واعتبرت السعودية ان زيارة ترامب الذي قام بها الى السعودية وحصل على 208 مليارات دولار كصفقات تسلح وغيرها إضافة الى انتاج 11 مليون برميل ونصف من قبل شركة أرامكو للنفط السعودي من اجل ان يكون سعر برميل النفط 42 دولاراً خدمة للاقتصاد الأميركي وحتى الأوروبي لم تبادله اميركا بمساعدة عسكرية مباشرة مع الجيش السعودي ضد الحوثيين.
وهنالك محللون سعوديون ظهروا على شاشات التلفزة ووصل بهم الامر الى حد اتهام الولايات المتحدة بأنها تتآمر وانها هي التي سلمت العراق الى ايران، وان الحرس الثوري الإيراني والحشد الشعبي في العراق انتشر تحت انظار الاميركيين ووجود الجيش الأميركي في العراق، كما ان الجيش الأميركي والإدارة الأميركية تركوا السعودية والامارات تواجه ايران وحدهما دون اية مساعدة عسكرية أميركية.
يبقى ان نشير الى ان قائد الجيش الأميركي في المنطقة الوسطى الممتدة من باكستان حتى افريقيا وتشمل السعودية ودول الخليج الفارسي اعطى الأوامر لمنظومات الدفاعات الأميركية الجوية ضد الصواريخ والطائرات بالاستنفار الى اقصى حد للتصدّي للصواريخ التي قد يطلقها الحوثيون من اليمن باتجاه السعودية او باتجاه الامارات، وان منظومات باتريوت أميركية سيتم ارسال المزيد منها الى الأراضي السعودية والى الامارات للتصدّي للصواريخ البعيدة المدى اذا قصف الحوثيون عبرها السعودية والامارات.
وزير الدفاع الاميركي: قرار الحرب لا يتم باتصال هاتفي
وجاء هذا القرار بأمر من رئيس اركان الجيوش الأميركية في واشنطن الى قائد الجيش الأميركي في المنطقة الوسطى، وانتقد موقع بلومبيرغ المواقف السعودية المتسرعة، ونقلت وسائل إعلامية أميركية عن ان الجنرال ماتيس وزير الدفاع الأميركي ابلغ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ان الإدارة الأميركية ورئاسة الجيش الأميركي ووزارة الدفاع لا تتخذ قرارا بشنّ حرب بناء على اتصال هاتفي، بل ان هنالك أصولاً لاتخاذ قرار في الحرب لدى الإدارة الأميركية، ذلك ان الجيوش الأميركية خاضعة لقرار الرئيس الأميركي، وان أي حرب تشنّها الولايات المتحدة يتم بعد حصول اجتماع بين الرئيس الأميركي ووزير الخارجية ورئيس الامن القومي في البيت الأبيض ووزير الدفاع ورئيس اركان الجيوش الأميركية في العالم وفي الولايات المتحدة ويتم التباحث في كل التفاصيل ووجود وكالة المخابرات الأميركية المركزية التي تقدم المعلومات، إضافة الى وكالة المخابرات العسكرية الأميركية التي تقدم معلومات تفصيلية عن القوى العسكرية. وتعقد الإدارة الأميركية اجتماعين واكثر قبل التوصل الى قرار في شنّ حرب في منطقة من العالم.
وعندما يتخذ الرئيس الأميركي قرارا في شنّ حرب يدعو رئيس الأكثرية في الكونغرس ورئيس الأقلية في الكونغرس الأميركي، سواء كانوا من الحزب الجمهوري ام الديموقراطي ويطلعهم على ان مصلحة الامن القومي الأميركي يفرض شنّ حرب على منطقة معينة، نظرا الى العناصر التالية، وان زعماء الأكثرية والأقلية يقومون بالاتصال بأعضاء الكونغرس كي يوافقوا على قرار الرئيس الأميركي، ويحصل كل ذلك خلال 4 او 5 أيام فقط.
كما ان للرئيس الأميركي الحق بإعلان الحرب وشنّها لمدة 100 يوم دون اذن الكونغرس، وبعد 100 يوم عليه ان يعود لاخذ موافقة الكونغرس لاستكمال الحرب. وانه عندما طلب ولي العهد السعودي وزير الدفاع محمد بن سلمان من وزير الدفاع الأميركي ان تقوم الولايات المتحدة بشن حرب الى جانب السعودية في اليمن ضد الحوثيين بعد انقلاب الرئيس علي عبدالله صالح عليهم، اجابه وزير الدفاع الأميركي ماتيس بشرح كل هذه الأصول الأميركية التي يتم عبرها اتخاذ قرار الحرب، كما ان الولايات المتحدة لا تتخذ قرارا بالحرب بناء على اتصال هاتفي، يأتيها من أي جانب في العالم، بل ان الإدارة الأميركية وقيادة الولايات المتحدة لديها أصول لشنّ حرب في اية بقعة من العالم. وان القوات الأميركية في السعودية قادرة على صدّ أي هجوم على المملكة، وأضاف لقد زوّدنا السعودية بأحدث الأسلحة التي تستطيع الدفاع عن نفسها عبر هذه الأسلحة في كل المجالات.
وأضاف وزير الدفاع الأميركي ماتيس ردا على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بأن السعودية أبلغت الولايات المتحدة بأنها عازمة على شن حرب في اليمن، لكنها لم تتشاور معها، ولو حصلت مشاورات لكان تم الطلب من الجيش الأميركي في الاشتراك في حرب اليمن لكانت الإدارة الأميركية عقدت الاجتماعات مع وزير الدفاع ورئيس اركان الجيوش الأميركية ووزير الخارجية ومسؤول الامن العسكري ورئيسي جهاز المخابرات الأميركية والمخابرات العسكرية، وفي ظرف أسبوع كانت الإدارة الأميركية قد اتخذت القرار، إما بالاشتراك ام لا، مع العلم ان الولايات المتحدة لا ترى في حرب يمنية داخلية بين رئيس تعتبره السعودية شرعي وحصول انقلاب عليه امر يهدد السعودية بأمنها الوطني.
اميركا حمت المملكة طوال 60 سنة
وقال وزير الدفاع الأميركي ردا على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من ان السعودية تقوم بإنتاج 11 مليون برميل ونصف مليون من اجل إبقاء سعر النفط 42 دولاراً بدل 70 دولاراً وذلك لمساعدة الاقتصاد الأميركي قال له وزير الدفاع الأميركي نحن منذ 60 سنة ملتزمون بالدفاع عن المملكة السعودية بكامل جيشنا واسلحتنا وامكانياتنا، ولم يحصل أي اعتداء على السعودية لان كل الدول تعلم ان المملكة السعودية هي على اتفاق استراتيجي عسكري مع الولايات المتحدة، ولو حصل أي اعتداء على السعودية فان الجيش الأميركي الموجود فيها وفي المنطقة سيضرب أي قوة تهاجم السعودية.
وقال ماتيس الى ولي العهد السعودي لا يجب ان تنسى ان 60 سنة من تاريخ المملكة السعودية قامت الولايات المتحدة بحماية المملكة من أي اعتداء خارجي، لا بل اكثر من ذلك، قامت المخابرات الأميركية بقمع ومراقبة كل معارضي النظام السعودي الملكي وقدمت المعلومات الى المخابرات السعودية كي تحافظ على النظام الملكي في السعودية، ولولا المخابرات الأميركية لتم اختراق النظام السعودي الملكي، وحصلت اضطرابات داخل المملكة. لذلك فان الولايات المتحدة تريد ان تبقى حليفة للسعودية، ونحن لا نقبل اتهامنا بالتقصير، لان المملكة السعودية حافظت عليها الولايات المتحدة طوال 60 سنة، سواء من خلال منع أي اعتداء خارجي ام من خلال قيام المخابرات الأميركية في التنصّت عبر الأقمار الاصطناعية وعبر التنصّت الأرض على كل المعارضين للنظام الملكي السعودي ومنع أي اضطرابات تؤدّي الى ضرب النظام الملكي السعودي.
ماتيس تحدث بلهجة قاسية مع محمد بن سلمان
وقال موقع بلومبيرغ ان وزير الدفاع الأميركي تحدث بلهجة قاسية مع ولي العهد السعودي وزير الدفاع محمد بن سلمان بأنه غضب اثر قول ولي العهد السعودي اننا قدمنا لكم 208 مليارات دولار اثناء زيارة الرئيس ترامب الى السعودية كما اننا ننتج النفط من اجل دعم اقتصادكم بنسبة 11 مليون برميل ونصف، ولم يقبل وزير الدفاع الأميركي هذا الكلام.
وقد غضب وزير الدفاع الأميركي وقال الى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان: «الم تطلبوا من الولايات المتحدة منع فتح مكاتب للمعارضة السعودية في الولايات المتحدة، مع العلم ان الولايات المتحدة دولة ديموقراطية وفيها حرية رأي، ومع ذلك منعنا المعارضة السعودية من فتح أي مكتب لها على كامل أراضي الولايات المتحدة، والمعارضة السعودية كانت كبيرة وقوية ومنتشرة في الولايات المتحدة وبريطانيا، ووافقنا معكم على عدم فتح أي مكتب للمعارضة السعودية، حفاظا على نظام الملك السعودي، وخالفنا الدستور الأميركي الذي يعطي الحق الى أي طرف داخلي او خارجي باعطاء رأيه السياسي طالما انه يعمل سياسيا ولا يستعمل العنف والارهاب. ومع ذلك منعنا مكاتب المعارضة السعودية في الولايات المتحدة.
السعودية غير مرتاحة للموقف الاميركي
وانتهت مكالمة وزير الدفاع الأميركي مع وزير الدفاع السعودي ولي العهد محمد بن سلمان بتوتر شديد وغضب كبير، ورغم محاولة وزير الخارجية الأميركي تيلرسون تخفيف التوتر عبر اتصاله بوزير الخارجية السعودي عادل الجبير فان التوتر لم ينخفض وقد بدأت السعودية تدرس الموضوع جديا في شأن امنها الوطني وبشأن الاتفاق الاستراتيجي الأميركي وحدوده وخطوطه الحمر للسعودية.
كذلك بدأ ولي العهد السعودي بعقد اجتماعات متواصلة مع قيادات الجيش السعودي والحرس الوطني والمخابرات السعودية لضبط الامن داخل المملكة السعودية وخاصة ضبط 5 ملايين مواطن يمني يعملون في السعودية.
ويبدو ان الوضع داخل السعودية غير مرتاح للموقف الأميركي، كما ان الولايات المتحدة بدأت تنظر بالشك والريبة بقرارات ولي العهد السعودي ووزير دفاعها محمد بن سلمان لان خطواته تعتبرها واشنطن خطرة ومتسرعة وغير مدروسة، وتعتبرها غير مألوفة كما يحصل الان، ذلك ان الإدارة الأميركية اعتادت على قيادات سعودية حكيمة عرفت كيف تقيم افضل علاقة مع الولايات المتحدة وتحصل على كل ما يعزز امن المملكة السعودية من أي اعتداء خارجي او داخلي كذلك من خلال تقديم الولايات المتحدة احدث وافضل الأسلحة الأميركية الى المملكة السعودية.
ورغم تزويد الولايات المتحدة بصواريخ باتريوت الى السعودية، فان السعودية لم تحسن عبر صواريخ الباتريوت التي استلمها الجيش السعودي من تدمير الصاروخ البالستي الذي انطلق من اليمن ضد العاصمة الرياض، بل ان الجيش الأميركي عبر صواريخ الباتريوت التي امتلكها على الأراضي السعودية هو الذي قام في اللحظة الأخيرة بتدمير الصاروخ البالستي بعدما فشل الجيش السعودي، رغم تزويده بصواريخ الباتريوت من تدمير الصاروخ البالستي اليمني.
شارل أيوب/ الديار