الشيخ شلتوت والفتوى الذهبية!

الأحد 3 ديسمبر 2017 - 09:31 بتوقيت مكة
الشيخ شلتوت والفتوى الذهبية!

عندما يأتي ذكر الشيخ الراحل الكبير محمود شلتوت يقترن ذلك بمجمل إنجازاته الإصلاحية النهضوية، وتأتي فتواه بجواز التعبد بمذهب الشيعة الإمامية الإثناعشرية على رأس تلك الأمور...

قراءة في كتاب "الشيخ محمود شلتوت، قراءة في تجربة الإصلاح والوحدة"تأليف الدكتور حسن سلهب

عزيزة السبيني
عندما يأتي ذكر الشيخ الراحل الكبير محمود شلتوت يقترن ذلك بمجمل إنجازاته الإصلاحية النهضوية، وتأتي فتواه بجواز التعبد بمذهب الشيعة الإمامية الإثناعشرية على رأس تلك الأمور، الفتوى التي استقبتلها العقول النيرة، والنفوس التوّاقة للوئام والسلام من المسلمين سنة وشيعة بكل إكبار وتقدير وثناء!
أما العقل الطائفي المقيت، والاتجاه التكفيري التدميري فقد نزلت عليهم هذه الفتوى الوحدوية المسؤولة نزول الصاعقة وأغلقت الكثير من دكاكين الفتنة التي كانوا يعتاشون منها.. ويتكسبون من سحتها الأسود.. وكانت ردود الفعل تجاهها مختلفة:

1ـ بعضهم حاول نفيها كذباً أو جهلاً، وأصر على ذلك إمعاناً في تمزيق الأمة وشق صفوفها وكأن الفتوى أباحت حراماً، أو حلّلت حراماً، أو أن أصل التشيع كان متوقفاً عليها!!!
على رأس هؤلاء يأتي القرضاوي الذي طالماً دعى للوحدة والتقريب بين المسلمين، وكان عضواً في "المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية" مدة من الزمن، ولا زالت بعض كتبه الثقافية الفكرية في بيوت الكثيرين من الشيعة، ولكنه ـ ولشديد الأسف ـ انقلب على قناعاته، بل صارعلى طرف النقيض منها، وتحول من صوت وئام وحدودي، إلى صوت طائفي مقيت مقزز، يمزق شمل الأمة ويضرب وحدتها الإسلامية في الصميم من على منابر شيوخ آل خليفة في قطر، تارة باسم التبشير الشيعي الذي اخترعه بعد انتصار حزب الله عام 2006، وتارة بغيرها..وصدق ربنا العظيم حيث يقول:{..وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} فلنستمع لكلامه !!

لقد رد الكثيرون على كلام القرضاوي ومنهم علماء سنة محترمون كالشيخ عصام تليمة وغيره.
ننقل هنا القسم الذي يذكر مصدر الفتوى في رد " المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب" على كلام القرضاوي بعد الاستغراب وتسجيل الامتعاض من نفيه الغريب المريب لأمور واضحة ومعروفة:
"
وأعرب مجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية عن استغرابه من ان يطالب الشيخ بأن يريه أحد نص الفتوى منشوراً في كتاب أو مجلة وقد نُشرت في كتب ومجلات عديدة ومنها مجلة جماعة التقريب التي كان الشيخ شلتوت يرعاها في زمان مشيخته للأزهر وبتوقيعه الشخصي وقد أيدها بعض علماء الأزهر، وتوجد بنصها في الصفحة 228 من العدد الثالث (محرم 1379هـ - يوليو 1959م) من السنة الحادية عشرة من مجلة رسالة الاسلام ويوجد أصلها في مكتبة الروضة الرضوية بمشهد بما يقطع اي تشكيك فيها.." ثم نقل نص الفتوى.والفتوى مصورة في مجلة رسالة الإسلام و مجلة الأزهر وتجدها في كلام الشيخ محمد الغزالي بالأسفل..

2ـ الإعتراف بالفتوى بعد أن كانت حقيقة لا يمكن إنكارها ولا التدليس بشأن صدورها، والأسف الشديد لصدورها، وجعلها في خانة الخطأ التاريخي الشنيع!! وأن الشيخ الكبير محمود شلتوت ـ وهو شيخ الأزهر ـ خدعه بعض الروافض، وغشوه بحقيقتهم فأصدر الفتوى، وفي هذا الرأي المتعصب ما لا يخفى من الاستخفاف بمقام مشيخة الأزهر وعلمائه. ومن يقرأ الفتوى أو حتى يستمع إليها من نفس نقل هذا التكفيري المتعصب يدرك تماماً أن الشيخ شلتوت لم يُغش ولم يُخدع وإنما هي قناعة تامة عنده وفقه الله(تعالى) لأن يصدح بها.

لا أدري كيف سيواجه هؤلاء الفتنويون الكذابون ربهم يوم القيامة؟!
كذب صراح، وعلى الملأ في أكثر من موضع في كلامه!! هل الشيعة حين يدعون للتقريب يبشرون بالتشيع؟! أين فعلوا ذلك؟ وما هو الدليل الذي يقنع به العقلاء؟! وإلى متى يتم استغفال الناس المساكين والاعتماد على ثقتهم في أناس ليسوا محل ثقة ولا يتمتعون بأدنى درجات الصدق مع النفس والأمة كالمتحدث أعلاه.
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!

3ـ العمل الدؤوب على محاولة سحب اعتراف الأزهر بالفتوى، واستغلال الأحداث السياسية المختلفة لتأليب الرأي العام والأزهر ضد أتباع مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) والدعوة لسحب الفتوى!!
مع أننا نؤكد بأن أتباع مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) لا يحتاجون إلى اعتراف أحد بهم ولا يضرهم لو وقفت كل الدنيا ضدهم، فهم يستندون في اعتقادهم إلى الأدلة القاطعة الواضحة من القرآن الكريم، وسنة الرسول(صلى الله عليه وآله) المأخذوة من المنابع التي يرون حقانيتها.وإنما تكمن الحاجة لمثل هذه الفتاوى المشكورة لوأد الفتنة ولقطع الطريق على الفتنويين ومن يحرضون أبناء الأمة بعضهم على بعض.
على أية حال، هذه المحاولات كثيرة جداً وآخرها الدعوة التي طرحت مؤخراً حين اشتدت الأزمة بين آل سعود والجمهورية الإسلامية في إيران. وفي كل مرة يخيب الله(تعالى) سعي هؤلاء الفتنويين الطائفيين المقتاتين على دماء ولحوم أبناء الأمة الإسلامية.

4ـ أما الصنف الرابع، وهو عموم أبناء الأمة من الذين لم تلوثهم الحملات الطائفية المقيتة، ولم تشوّه صفاء فطرتهم فتاوى وآراء التكفيريين والفتنويين، الذين يتمنون أن تترك السياسة ومصالحها الزائلة أبناء الأمة لحال سبيلهم ليتلاقوا واخوانهم المسلمين في كل شبر من هذه الأرض التي ضجت بدماء الفتن، ودموع الثكالى والمكلومين.. هؤلاء الواعون المسؤولون استقبلوا هذه الفتوى ـ وكل المواقف الوحدوية بشكل عام ـ بقلب مسرور ونفوس تواقة لتلاقي أبناء كلمة " لا إله إلا الله"..

هل صدرت الفتوى أم لا؟

نكتفي بنقل كلام الشيخ الكبير الراحل محمد الغزالي في الموضوع فهو أستاذ القرضاوي، وقد ألف في سيرته ومواقفه القرضاوي نفسه كتاباً، وهو رجل صادق نزيه ومؤلفاته تملأ المكتبات:

أولا : نضع صورة الفتوى :

 

ثانياً: نص كلام الشيخ الغزالي بالمصدر المصور:

 

هذه الوثائق المصورة من كتاب الشيخ الغزالي نشرها قبل مدة على الشبكة الأخ العزيز المرحوم " مرآة التواريخ".. الفاتحة لروحه.
كفى الله(تعالى) الأمة شر الطائفيين والتكفيريين وكل من يمزق شمل الناس ويضرب مصالحهم باشعال الفتن بينهم.

المصدر:موقع مؤمن قريش

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الأحد 3 ديسمبر 2017 - 09:19 بتوقيت مكة