وحسب الوثائق، التي حصلت عليها "BBC" حصريا، إن الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك استجاب لمطلب أمريكي بتوطين فلسطينيين في مصر قبل أكثر من ثلاثة عقود، لكنه اشترط التوصل لاتفاق بشأن "إطار عمل لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي".
وكشف مبارك عن موقفه من الطلب الأمريكي خلال مباحثاته مع رئيسة الوزراء البريطانية مارغريت ثاتشر أثناء زيارته إلى لندن في طريق عودته من واشنطن في شهر فبراير/ شباط عام 1983 حيث التقى الرئيس الأمريكي رونالد ريغان، وفقا للوثائق.
وذكر البيان المنشور على صفحة "أنا آسف يا ريس"، أنه "إبان الغزو الإسرائيلى للبنان عام 1982 كانت الأمور تسير فى اتجاه اشتعال الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وكان ذلك بعد شهور من إتمام الانسحاب الإسرائيلي من سيناء عام 1982، وفي ظل هذا العدوان الإسرائيلي واجتياحه لبلد عربي ووصول قواته لبيروت اتخذت قراري بسحب السفير المصري من إسرائيل وعملت على تأمين خروج الفلسطينين المحاصرين في بيروت، وبالفعل قامت مصر بتأمين خروجهم وعلى رأسهم ياسر عرفات وتم مرورهم من قناة السويس متجهين إلى اليمن ولقد استقبلت ياسر عرفات لدى توقف الباخرة المقلة له ورفاقه في قناة السويس مؤكداً وقوف مصر مع الشعب الفلسطينى للحصول على حقوقه المشروعه".
وتابع: "لا صحة إطلاقاً لأي مزاعم عن قبول مصر أو قبولي لتوطين فلسطينين بمصر وتحديداً المتواجدين منهم فى لبنان فى ذلك الوقت فلقد كان هناك مساعٍ من بعد الأطراف لإقناعي بتوطين بعض الفلسطينين الموجودين في لبنان في ذلك الوقت بمصر وهو ما رفضته رفضاً قاطعاً، ورفضت كل المحاولات والمساعي اللاحقة إما لتوطين فلسطينين في مصر أو مجرد التفكير فيما طرح علي من قبل إسرائيل تحديداً عام 2010 لتوطين فلسطينيين في جزء من أراضي سيناء من خلال مقترح لتبادل أراضي كان قد ذكره لي رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت وقد أكدت له على الفور في هذا اللقاء عدم استعدادي حتى للاستماع لأي طروحات في هذا الأطار مجدداً، وتمسكت بمبدأ لم أحد عنه أبداً وهو عدم التفريط في أي شبر من أرض مصر التي حاربت وحارب جيلي كله من أجلها وهو ما تجسد في إصرارنا على استعادة آخر شبر من أرضنا المحتلة عام 1967 بعودة طابا كاملة إلى السيادة المصرية".
وفُتح النقاش في هذه المسألة بعد 8 شهور من غزو إسرائيل للبنان في 6 يونيو/ حزيران 1982 بذريعة شن عملية عسكرية ضد منظمة التحرير الفلسطينية إثر محاولة اغتيال سفيرها في بريطانيا، شلومو أرجوف على يد منظمة أبو نضال الفلسطينية.
وحسب محضر جلسة المباحثات فإن مبارك أبدى استعداده لاستقبال مصر الفلسطينيين من لبنان رغم إدراكه للمخاطر التي تنطوي عليها مثل هذه الخطوة، ولكنه أبلغ الولايات المتحدة أنه يمكن أن يفعل ذلك فقط كجزء من إطار عمل شامل لحل".
وردت ثاتشر على هذا التحذير، ملمحة إلى أنه أيا تكن التسوية المستقبلية، فإنه لا يمكن أن يعود الفلسطينيون إلى فلسطين التاريخية، وقالت "حتى إقامة دولة فلسطينية لا يمكن أن تؤدي إلى استيعاب كل فلسطينيي الشتات".
غير أن الدكتور بطرس غالي، وزير الدولة للشؤون الخارجية المصري في ذلك الوقت، رد على ثاتشر قائلا إن "الفلسطينيين سيكون لديهم حينئذ، مع ذلك، جوازات سفر خاصة بهم، وسوف يتخذون مواقف مختلفة".
وكانت الوزيرة الإسرائيلية جيلا جملئيل قالت إنه لا يمكن إقامة دولة فلسطينية إلا في سيناء، في حوار لمجلة "السيادة"، خلال المشاركة في مؤتمر نسائي تابع للأمم المتحدة الأسبوع الماضي في مصر.
المصدر: سبوتنيك