وأضاف الرئيس روحاني في لقاء تلفزيوني تطرق فيه إلى أداء الحكومة خلال الـ100 يوم الأولى من عملها، أن: بعض النجاحات التي حققها الاتفاق النووي لايمكن أن تزول أبداً وماكان ممكناً إدارة البلاد من دون هذه النجاحات.
وأوضح أن الاتفاق النووي اتفاق راسخ ولايمكن أن يزول بسهولة، مؤكداً أن السياسة الخارجية للحكومة قائمة على التعاطي البناء والاحترام المتقابل مع العالم أجمع.
وقال إن إيران عازمة على حل مشاكلها في المنطقة معتمدة على الحوار لا على المواجهة.
وشدد بالقول: إن أميركا لم تحظ إلا بتأييد اثنين أو ثلاث دول فيما يتعلق بموقفها من الاتفاق النووي، وإن العالم أجمع دعا إلى الحفاظ على خطة العمل المشترك الشاملة.
حققنا في الاتفاق النووي نجاحات لا يمكن تقويضها
وأكد الرئيس الإيراني بأن إيران حققت في الاتفاق النووي نجاحات لا يمكن تقويضها اي نجاحات لا تزول ابدا.
وقال روحاني: إن الاتفاق النووي سيبقي أبداً في البلاد وتاريخها، حيث أننا أولا قمنا عند طاولة المفاوضات بحل مشكلة دولية كبيرة كانوا يطرحونها كأزمة دولية، وهو ما يعد نجاحاً دبلوماسياً لنا ولن يزول أبدا.
وأضاف أنه: مثلما انتصرنا في حرب الأعوام الثمانية وثبت ذلك في التاريخ ولن يزول فقد انتصرنا هنا من الناحية الاخلاقية وأثبتنا بأننا لا نكذب أبداً وأن الأطراف الأخرى المقابلة لنا هي التي كانت تكذب، إذ أننا لم نسع أبداً وراء امتلاك السلاح النووي.
ونوه إلى الحركة الاقتصادية الجيدة والاستثمارات التي أجريت بعد الاتفاق النووي وكذلك إنتاج وبيع النفط كما تريده إيران "وهو ما يعد انفراجا استفدنا منه ولن يزول."
وأشار إلى محاولات الإدارة الأميركية الجديدة لتقويض الاتفاق النووي منذ مجيئها إلى سدة الحكم منذ نحو عام وقال: إنها لم تستطع تحقيق ذلك، وهو الأمر الذي يعني بأن الاتفاق اتفاق رصين جداً ولا يمكن تقويضه بسهولة.
وأكد بأن: الأهم من ذلك هو أن دولتين أو ثلاثة والكيان الصهيوني فقط هي التي أيدت أميركا في موقفها وعدائها لإيران في الاتفاق النووي فيما الاتحاد الاوروبي كله وروسيا والصين ودول أخرى وقفت أمام أميركا.
وقال الرئيس روحاني: إن المناهضين للاتفاق النووي في العالم وهم في المنطقة "إسرائيل" والسعودية بصورة رئيسية إضافة إلى المتطرفين في أميركا فشلوا في مسعاهم لغاية الآن.
السعودية تعادي إيران للتغطية على هزائمها في المنطقة ومشاكلها الداخلية
وأكد الرئيس روحاني بأن السعودية تسعي لجعل إيران عدوها لقضيتين الأولى التغطية على هزائمها في المنطقة والثانية صرف الأنظار عن قضاياها الداخلية والخلافات الحادة الحاصلة فيها.
وأضاف أن: سياستنا الخارجية في الحكومة الثانية عشرة (الحالية) لا تختلف عن الحادية عشرة (السابقة).
وأضاف أن: أساس هذه السياسة هي أن نحل مشاكلنا في المنطقة عبر الحوار وليس المواجهة وأن نعمل على إرساء الأمن في المنطقة وإزالة المشاكل المؤدية إلى زعزعة الأمن.
وتابع الرئيس الإيراني أن: علاقاتنا التجارية والدولية مع الاتحاد الأوروبي وروسيا هي أفضل من الماضي ولنا علاقات أفضل مع دول المنطقة أيضا ما عدا دولة أو دولتين.
وقال إن: لنا الآن علاقات أفضل مع تركيا والعراق وأفغانستان وباكستان وقطر، ومن الممكن أن هنالك دولة أو دولتين مثل السعودية كانت لنا معها مشاكل وهي التي تعمل على زيادة هذه المشاكل.
وأكد الرئيس روحاني: إنني أقول بين هلالين؛ إن السعودية تسعى لحل مشكلتين وبناء عليه تسعي لتقديم إيران كعدو لها، المشكلة الأولى هي التغطية على هزائمها في المنطقة، إذا أنها فشلت في قطر والعراق وسوريا ولبنان وتريد التغطية على هذه الهزائم.
وأضاف أن المشكلة الثانية هي القضايا الداخلية في السعودية المتمثلة بالخلافات والتجاذبات وهي قضايا حادة يريدون التغطية عليها أو صرف الأنظار عنها، لذا فإنه علينا العبور من هذه المشاكل بفطنة وذكاء.
وأكد: إننا بحاجة دوما إلى جناحين لمواجهة التهديدات المحتملة وهما الجناح الدبلوماسي وجناح القوة العسكرية، ومن دون أي منهما لن يكون التحليق ممكنا، واعتبر أن الأمر لا يستقيم بقوة أحدهما وضعف الآخر بل بقوة الإثنين معا للوصول إلى أهدافنا.
وأضاف روحاني: بناء على ذلك فإن الجناحين ضروريان معاً ولقد سعينا خلال الحكومة الحادية عشرة لتقوية كليهما ونتابع في الحكومة الثانية عشرة هذه السياسة.
وأكد الرئيس روحاني "علينا أن نعزز قدراتنا العسكرية" وأضاف أن: قدرتنا الأساسية هي شعبنا لكننا في الوقت ذاته بحاجة إلى القدرة العسكرية أيضا وكذلك القدرة الدبلوماسية.
وتابع الرئيس الإيراني: إن ما قمنا به في العراق كان دعماً كبيراً جداً للحكومة والشعب والجيش العراقي ولقد سعينا وقدمنا الدعم في سوريا والعراق للانتصار على داعش وسائر الإرهابيين.
وقال رئيس الجمهورية: إن الجهد الذي بذل بين إيران والعراق وتركيا في إقليم كردستان كان مفيداً جداً لأن هذه المنطقة أصبحت تشهد توتراً وان التعاون بين الدول الثلاث ساعد في عودة الأوضاع إلى طبيعتها.
وأردف روحاني أن: دول محور المقاومة حققت انتصاراً كبيراً على الإرهاب، فإيران والعراق وسوريا وروسيا تعاونت لتدمير قواعد داعش الرئيسية، وحالياً فإن داعش فقد قواعده الرئيسية في العراق وسوريا، ولم تعد هنالك مدينة بيد داعش، وطبعاً فإن مشكلة الإرهاب لن تحل بشكل نهائي بهذه البساطة، ويجب بذل جهود واسعة لكي نصل إلى النقطة المطلوبة.
وأضاف: أن أساس سياساتنا الخارجية يتمثل في التعاطي البناء والمتسم بالعزة في العالم وإرساء السلام والاستقرار في المنطقة.
إزالة الفقر المطلق ونشر العدالة، هدفان اقتصاديان للحكومة
وأكد رئيس الجمهورية حسن روحاني أن هدف حكومته اقتصاديا، هو القضاء على الفقر المطلق وتحقيق العدالة.
وأعرب عن شكره لجميع أبناء الشعب والأجهزة الحكومية والقوات المسلحة لما بذلوه من جهد دؤوب لنجدة ومساعدة المنكوبين بالزلزال الذي ضرب محافظة كرمانشاه.
وأشار رئيس الجمهورية إلى أن حكومته: لديها هدفان أساسيان في مجال الاقتصاد وهو استئصال الفقر المطلق خلال الحكومة الثانية عشرة.. وقد اتخذت الخطوات الأولى في هذا المجال وستستمر، والهدف الثاني هو تحقيق العدالة وتقليص الفوارق بين الشعب وإيجاد الانتعاش الاقتصادي.
وأضاف أن هدفنا الرئيسي هو رفع نسبة مداخل وعوائد الشعب وتحقيق التوزيع العادل.
وأوضح الرئيس روحاني أنه كان قد وعد الجماهير إبان الانتخابات بأن "هدفنا حتى نهاية الحكومة الثانية عشرة هو استئصال الفقر المطلق."
وأكد أن خلق فرص العمل يعد أمراً مهماً، مشيراً إلى أن تحركاً جيداً اعتمد منذ عام 2014 بحيث أن معدل فرص العمل منذ خريف 2014 وحتى صيف 2016 بلغ 685 ألف فرصة عمل.
وأكد: إننا سنبذل جهدنا لزيادة هذا الرقم ليصل إلى اكثر من 900 ألف شخص.
وأوضح أن: الأجواء الافتراضية يمثل فرصة تمكننا من زيادة فرص العمل فيها، فضلاً عن قطاعات الصناعة والخدمات والزراعة.
وقال رئيس الجمهورية في تقريره للشعب إن بعض المشاريع في قطاع الزراعة نفذت خلال المائة يوم الأولى من عمل الحكومة بما فيها مشروع فرص العمل الشاملة ومشروع "الجهد".
وأكد أن هذه المشاريع ستستمر: لأن هدفنا هو توصيل فرص العمل إلى درجة تتقلص فيها البطالة بالتوازي.. فهذا العام انخفضت البطالة بنسبة واحد بالمائة، وهبطت من 12.7 إلى 11.7.
خفض التضخم سيستمر
وأضاف رئيس الجمهورية حسن روحاني أن: أساس فعالياتنا هو استئصال الفقر في البلاد وإيجاد الانتعاش الاقتصادي وفرص العمل.
وأكد أن حكومته ستواصل برامجها لخفض التضخم، الأمر الذي وعدت به في الحكومة الحادية عشرة، وقال إن الهدف هو الإبقاء على معدل التخضم ليكون رقما واحدا.
وأضاف: إننا نعمل من أجل إيجاد تطور في القرى والأرياف وقد قدمنا لائحة للبرلمان لنستخدم 1.5 مليار دولار من صندوق التنمية لتطبيق مشروع خلق فرص العمل في القرى، وقد صادق عليها مجلس الشورى الإسلامي، ويتم تطبيقها لدى الحكومة.
وأضاف أنه بالتزامن مع خفض نسبة التضخم، تعمل الحكومة الثانية عشرة لزيادة النمو الاقتصادي، حيث بلغ هذا الرقم من النمو الاقتصادي خلال الأشهر الستة الأولى من العام الإيراني الحالي 6.5 بالمئة من دون احتساب النفط ومع النفط كان 7 بالمئة، بعدما كان ناقص 8.6 بالمئة حسب البنك المركزي وناقص 6.4 بالمئة حسب مركز الاحصاء.
وأوضح رئيس الجمهورية أنه من أجل تحقيق النمو الاقتصادي يجب استقطاب الرأسمال الأجنبي، فقد أبرمت الحكومة الثانية عشرة خلال الأيام المائة الأولى من عملها اتفاقات مع بنوك البلدان المختلفة لاجتذاب 23.1 مليار دولار على شكل تمويل.
الرحلات الجوية عبر الأجواء الإيرانية ازدادت بكثير
وأكد الرئيس روحاني بأن الرحلات الجوية عبر الأجواء الإيرانية قد ازدادت بكثير عما كانت عليه سابقا.
وأوضح روحاني أن: الرحلات الجوية عبر الأجواء الإيرانية ازدادت بكثير بعد أحداث أوكرانيا وقطر، وأصبحت سماء إيران ممراً رئيسياً للرحلات الجوية الآمنة من الشرق إلى الغرب أو بالعكس ومن الشمال إلى الجنوب.
كما لفت إلى تبادل الطاقة الكهربائية لإيران مع غالبية دول الجوار وقال إنه: يتم ترانزيت الكهرباء مع تركمنستان وتركيا والعرق وهنالك مشروع كبير لترانزيت الكهرباء والغاز مع باكستان.
ونوه كذلك إلى المشاريع الإنمائية لمد سكك الحديد والترانزيت وقال: إن ترانزيت "شمال – جنوب" مهم جداً حيث تم اتخاذ خطوات جيدة في هذا المجال، وإن المحادثات الثلاثية بين إيران وروسيا وجمهورية آذربيجان هي من أجل الترازنيت غالباً، فضلا عن المحادثات بين إيران والهند وأفغانستان، وأخيرا المحادثات بين إيران وأفغانستان وأوزبكستان.
وأشار كذلك إلى خطة تطوير الموانئ ومنها ميناء الشهيد بهشتي في جابهار جنوب شرق إيران حيث سيتم خلال الأسبوع القادم افتتاح مشروع فيه باستثمارات بلغت مليار دولار لتصل طاقة الميناء إلى 8.5 مليون طن سنوياً ومن ثم يصل مرحلة بعد مرحلة إلى 85 طناً، لافتاً إلى أن الكثير من الدول راغبة بالاستثمار في ميناء جابهار.