وقالت الصحيفة إن الجيش البريطاني يقوم بتدريب قوات سعودية بشكل سري، وأوضحت أن أكثر من 50 عسكريا بريطانيا يقومون بتدريب الجنود السعوديين على المهارات الحربية للقتال في هذه "الحرب القذرة".
وأشارت "ديلي ميل" إلى أن هذه الحرب المتواصلة منذ 2015، أسفرت حتى الآن عن استشهاد الآلاف بغارات القصف الجوي، وتركت نحو مليون طفل يمني يواجهون خطر المجاعة والأوبئة الشديدة نتيجة هذا الصراع.
وقال النائب في البرلمان البريطاني والوزير السابق للتنمية الدولية البريطانية، أندرو ميتشيل، إن مشاركة الجيش البريطاني في هذه الحرب تعتبر جزءا من "التواطؤ المخجل" لبريطانيا في هذه المعاناة.
وطالب النائب ميتشيل الحكومة البريطانية، السبت، بتقديم إجابات في مجلس العموم عن دور بريطانيا في العملية العسكرية السعودية في اليمن، وأكد أن المملكة المتحدة متواطئة بشكل مخزٍ في هذه الحرب وبطريقة تعتبر انتهاكا لاتفاقيات جنيف.
وأضاف: "ليس لدي شك في أن البرلمان سيطالب بتوضيحات عن التدريب، في ضوء القلق حول الكارثة الإنسانية التي تظهر في اليمن".
وبيّنت الصحيفة أن العملية المسماة "كروس وايز" (عملية الطرق المتقاطعة) انكشفت بعد أن نشر الجيش البريطاني صورا ومعلومات عن طريق الخطأ.
وأشار التقرير إلى أن الأمم المتحدة تحقق فيما تصفه أسوأ كارثة إنسانية في التاريخ الحديث، حيث استشهد أكثر من 10 آلاف شخص منذ بداية العملية بقيادة التحالف السعودي عام 2015، مشيرا إلى أن منظمة اليونيسف تتوقع أن يموت 150 ألف طفل يمني حتى نهاية عام 2017، بعد الحصار الذي فرضته السعودية بسبب الصاروخ الباليستي الذي أطلق عليها بداية هذا الشهر.
وشملت عملية "كروس وايز" قوات من الكتيبة الثانية للفوج الملكي الإسكتلندي، وكانت مهمتهم تدريس تقنيات الحرب غير النظامية (.I.W) لضباط من معهد مشاة القوات البرية الملكية السعودية.
والحرب غير النظامية (.I.W) هو اسم لتكتيكات محددة تستخدمها الجيوش التقليدية لهزيمة الجماعات الإرهابية.
وبيّنت الصحيفة أنه نظرا للقلق المثار حول العملية العسكرية السعودية في اليمن، فإنه كان من المفترض ألا يتم الكشف عن عملية الطرق المتقاطعة "كروس وايز"، التي ظهرت دون قصد عندما تم نشر ملخص وصور على موقع الفوج الإسكتلندي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حيث ظهر في الصور مدرب بريطاني يقف أمام خريطة اليمن وهو يشرح استراتيجية هجوم محتمل.
وقالت الصحيفة إن وزارة الدفاع البريطانية حاولت معالجة الأمر سريعا، وقامت بعد 20 دقيقة بإزالة الصور.
وأورد التقرير أن قائد البحرية البريطانية السابق لورد ويست طالب بالشفافية حول دور بريطانيا في اليمن، وقال: "في ظل الحساسية التي تحيط بالحرب السعودية في اليمن في الوقت الحالي، فإنه من الأفضل أن يكون هناك وضوح بشأن ما نقوم بعمله، ونأمل أن يسهم تدريبنا في إنقاذ الأرواح" حسب ادعائه.
كما نقلت الصحيفة البريطانية عن ضابط بارز في الجيش طلب عدم نشر اسمه، قوله: "هناك قلق كبير بشأن تسريب العملية في ضوء الحساسيات للدور السعودي في اليمن".
وأفاد التقرير بأن جهات عديدة انتقدت بريطانيا لبيعها أسلحة بمليارات الجنيهات للسعودية، ويعتقد أن القنابل البريطانية استخدمت في الغارات الجوية على اليمن، لافتا إلى أن وزارة الدفاع قالت إن بريطانيا لا تدرب القوات السعودية على نشاط غير نظامي، بل تقدم دورات تدريبية.