كشفت مصادر إعلامية أن منفذ الهجوم الإرهـابـي على مسجد الروضة بشمال سيناء هو سعودي الجنسية، حيث قتل 305 أشـخـاص مـن بينهم 27 طفلاً، وأصيب 128 آخـرون.
وأفاد شهود عيان بأن إرهابيين يستقلون سيارات دفع رباعي اقتحموا مسجد آل جرير الروضة وفجروا عبوة ناسفة بمحيط المسجد أثناء أداء الصلاة الجمعة.
وأوضح الشهود أن الإرهابيين أضرموا النار في سيارات الأهالي ثم قاموا بقطع الطريق المؤدي للقرية، وأمر النائب العام المصري المستشار نبيل أحمد صادق، بسرعة إجراء التحريات اللازمة بمعرفة أجهزة الأمن المعنية، وضبط المتهمين مرتكبي الجريمة لاتخاذ الإجراءات القانونية قبلهم.
تفاصيل جديدة
كشف الشيخ محمد عبد الفتاح رزيق خطيب وإمام مسجد الروضة، وشهود عيان، تفاصيل جديدة عن التفجيرات التي استهدفت المسجد، وكان رزيق اختفى عن الأنظار جراء التفجيرات لأكثر من سبع ساعات، ولم يُعثر عليه بين القتلى والجرحى، قبل أن يظهر في إحدى الفضائيات ويقدم شهادته حول الهجوم .
وحكى رزيق، خلال اتصال هاتفي مع برنامج "كلام تاني" الذي تبثه فضائية "دريم" المصرية، أنه سمع إطلاق النيران عندما صعد للمنبر بعد الأذان الثاني، ما تسبب في حالة من الهرج والمرج داخل المسجد، حيث حاول المصلون الهرب، وقفز بعضهم من نوافذ المسجد.
واستطرد رزيق بأن المهاجمين قاموا بتفجير المسجد في البداية، ثم شرعوا في إطلاق النيران على كل المصلين خلال محاولتهم الهروب، مشيرا إلى أنه يتلقى حاليا العلاج في المستشفى: "لسه في المستشفى والأطباء بيشخصوا الحالة.. وربنا يستر".
ويقول رزيق: «كنت مستهدفا منذ فترة لمنعي من الخطابة ضد الإرهاب، وبعد ٥ دقائق من صلاة الجمعة، فوجئنا بإطلاق النار من خارج المسجد، والمصلون رددوا الشهادة بعد سماع الانفجار، وأصبت بكدمات كثيرة بعد تساقط المصلين فوقي». وأضاف لـ«البوابة»: وحينما بدأت أستعيد قواي وجدت دماء كثيرة، ووجدت المصلين على الأرض غارقين في دمائهم، وضرب النار استمر حوالي ١٥ دقيقة، ولكنهم كانوا مثل ١٥ ساعة».
وذكرت وسائل إعلام مصرية أن رزيق البالغ من العمر 26 سنة، تلقى تحذيرات سابقة بعدم الصلاة في مسجد الروضة، لكنه لم يكترث وبحسب مواقع مصرية، فإن رزيق أصيب بشظية في رجله فسقط على الأرض، قبل أن ينقله الأهالي إلى منزل أحد أصدقائه القريب من المسجد. وكشف مصلون أنه سمع صوت انفجار ضخم بمحيط المسجد قبل بدء الخطيب إلقاء الخطبة، أعقبه إطلاق رصاص كثيف من قبل مسلحين اقتحموا المسجد وفتحوا نيرانهم صوب كل من في المسجد، لمدة استمرت من 10 إلى 20 دقيقة، مشيرين إلى أن ستة مسلحين يستقلون سيارات دفع رباعي لاذوا بالفرار بعد الهجوم وذلك بحسب موقع نون برس.
أكبر هجوم
من جهتها، نشرت صحيفة الغارديان تقريرا لمراسلها في القاهرة إدموند باور ، يشير إلى أن النائب العام المصري قال إن ما بين 25- 30 متطرفا نصبوا كمينا للمصلين أمام باب المسجد والنوافذ، وأخذوا يطلقون النار عليهم، ومن جهته أكد اتش أيه هيللير، الباحث المتخصص في الشؤون العربية والإسلامية في مركز "أتلانتيك كاونسل"، أن الهجوم على مسجد الروضة هو أكبر هجوم إرهابي في تاريخ مصر.
وأشار هيللير، في مقابلة مع "سي إن إن"، إلى أن الكنائس المصرية تعرضت لهجمات إرهابية وجرى تعزيز الإجراءات الأمنية حولها. وقال: "لا أعتقد أن أي أحد توقع أن المساجد ستكون الهدف التالي، المساجد تعرضت لهجمات سابقا في مصر، ولكن كان ذلك في التسعينات".