الشيخ إدريس العكراوي
نودّ هنا أن نتعرّض إلى قضيّة ترتبط بالإمام (ع) ارتباطاً مباشراً، وهي )قضيّة عقب الإمام(، وهل كان للإمام (ع) ولد أو لا؟، وهذه القضية مهمّة جدّاً وهي في نفس الوقت خطيرة جدّا ً:
- مهمّة: لأنّها أساس الأطروحة المهدويّة التي قام المذهب الشيعي الإمامي عليها، فالمذهب الإمامي قائم على أساس أنّ الأئمّة - من بعد رسول الله (ص) - إثنا عشر إماماً، موافقاً بذلك الروايات التي وردت عن رسول الله (ص) من طرق الفريقين، والتي تصرّح بأن الأئمّة من بعده (ص) إثنا عشر إماماً [1] أو إثنا عشر خليفة [2] أو إثنا عشر أميراً [3]، وأنّ الإمام الثاني عشر (ع) هو الإمام الغائب الذي سيظهر في آخر الزمان فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن تملأ بالظلم والجور.
- وخطيرة: لأنّه إذا ثبت أنّ الإمام العسكري (ع) لا ولد له، أو (عقيم)بتعبيرهم انهدمت الأطروحة المهدويّة كلّها، ونسف المذهب الحقّ من أساسه، فتصير الأئمّة أحد عشر لا اثني عشر، وتنتفي فكرة الإمام الغائب الذي سيظهر في آخر الزمان وما إلى ذلك.
وهذا الأمر كان يستهوي بعض خصوم مذهب أهل البيت (ع) إلى حدّ كبير فكانوا يصرّون على أنّ الإمام العسكري عقيم وأنّه لا ولد له، ولا دليل لهم على ذلك إلاّ ما ذكره المؤرّخون من أنّ ميراث الإمام العسكري (ع) قد وزّع على أهله، سواء قلنا أنّه أعطي لأمّه أو لأمّه وأخيه جعفر أو غير ذلك، فالمسلَّم بين المؤرّخين أنّه لم يعطَ لولده، ولو كان له ولد لكان له سهم من الميراث ولأعطي له كما أعطي لغيره ولصرّح باسمه المؤرّخون كما صرّحوا بأسماء من أعطي لهم الميراث، ولأنّ المؤرّخين لم يذكروا ذلك بل ذكروا بما لا ريب فيه ولا شكّ أنّ الميراث - كلّ الميراث - فرّق على ورثة الإمام (ع) دون الولد عرفنا أنّه لا ولد له.
وهذا الدليل غير تامّ؛ لأنّ المؤرّخين أنفسهم ذكروا أنّ الدولة العبّاسيّة قد ضيّقت على الإمام العسكري (ع) وفرضت عليه إقامة جبريّة وأحاطته بقوى مكثّفة من الأمن رجالاً ونساءً، وحتى بعد استشهاده ووفاته (ع) فتّشوا دار الإمام )ع) شبراً شبراً يفتشون عن ولد له فلمّا لم يجدوا شيئاً ،جاؤوا بالقوابل وعرضوا نساء الإمام (ع) وجواريه على هذه القوابل فلمّا اشتبهوا بواحدة منهنّ أنّها حامل حبست عندهم سنتين كاملتين حتى تبيّن لهم بطلان حملها فتركوها وأخلوا سبيلها... لماذا كلّ ذلك؟!
لأنّهم يعلمون بأنّ الأئمّة (ع) - كما قال رسول الله (ص) - إثنا عشر إماماً، ويعلمون بأنّ الإمام الثاني عشر هو الذي سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن يزيل الباطل ويميته، ولاشكّ أنّ دولتهم هي دولة باطل، أساسها باطل، وبناؤها باطل، ومعنى ذلك أن زوالهم وزوال دولتهم سيكون على يد هذا الإمام وهو الثاني عشر من أئمّة الهدى (ع)، فإذا كان تعداد الإمام الحسن العسكري (ع( في سلسلة الأئمة الإثني عشر هو الحادي عشر فمعنى ذلك أنّ الإمام الذي سيأتي من بعده هو الإمام الثاني عشر الذي سيزول ملكهم على يده، والمعروف أنّ الإمامة تنتقل من أب إلى ولد، ولا تجتمع في أخوين بعد الحسن والحسين (ع(، وعليه فإنّ الإمام الثاني عشر هو إبن الإمام الحادي عشر الذي هو الحسن العسكري (ع)، ومن هنا نشأ التضييق على الإمام العسكري (ع) وأحاطوه بالأمن رجالاً ونساءً وفرضوا عليه الإقامة الجبريّة ليكون أمام أعينهم، فإذا ما وُلِد له مولود ذكر قتلوه؛ لأنّه سيكون هو الإمام الثاني عشر أو على الأقل سيكون هناك احتمال في أن يكون هو الإمام الثاني عشر، ومن هنا تعلم لماذا لم يكن للإمام العسكري (ع) ذريّة في الظاهر؛ لأنّه كلّما رُزق بولد ذكر سيكون معرّضاً للقتل.
نعم.. قد يقول قائل، إذا كانت الأولاد الذكور معرّضة للقتل فلماذا لم يرزقه الله تعالى مولوداً أنثى لتنتفي عنه صفة (العقم)؟ ونجيب بأنّه (ع) لو رُزق بمولود أنثى لكانت احتماليّة ولادة المولود الذكر وإخفائه عن أعينهم قائمة في نظر دولة بني العبّاس إلى حدّ كبير ممّا يدعوهم إلى أخذ الحذر أكثر وأكثر والتضييق على الإمام أكثر وأكثر أو التفريق بين الإمام وأهله أكثر وأكثر أو حتى سمّ الإمام (ع) والتخلّص منه في وقت أبكر وأبكر؛ لأنّ ولادة الأنثى ستلقي الضوء أكثر على إمكانيّة ولادة المولود الذكر بخلاف إذا لم يرزق بمولود في الظاهر، لا أنثى ولا ذكر ممّا يقرّب احتماليّة العقم في أذهانهم ممّا يهيّأ الظروف أكثر وأكثر لولادة الإمام الثاني عشر (ع) وإخفائه عن أنظارهم وعيونهم.
ولذلك نحن ندّعي أنّ الظروف التي أحاطت بولادة الإمام (ع) كانت شبيهة بالظروف التي أحاطت بولادة النبي موسى (ع) وولادة النبي إبراهيم الخليل(ع) من قبله، ففرعون - لما علم بطريق ما أنّ مولوداً سيأتي وعلى يديه سيكون زوال ملكه ودولته - اجتهد في قتل المواليد في ذلك العام، فأيّما ذكر وُلد قتل حتى يتخلّص من ذلك المولود، فأخفى الله تعالى حمل أمّ موسى بموسى (ع) كما أخفى حمل أمّ إبراهيم بإبراهيم (ع) حينما فعل نمرود نفس فعل فرعون، وكما فعل نمرود وفرعون فعلت بنو العبّاس مع الإمام العسكري (ع) بالتحديد؛ لأنّهم يعلمون علم اليقين أنّ الإمام الثاني عشر لا يكون إلاّ ابناً للإمام الحادي عشر الذي هو الحسن العسكري (ع)، ومن هنا أخفى الله تعالى حمل أمّ الإمام الثاني عشر به حتى لا يُلحظ ذلك عليها ويقتل، وهذا الأمر هو ما يفسّر ما قامت به السلطة من التضييق على الإمام وفرض الإقامة الجبريّة عليه والمجيئ بالقوابل وعرض نساء الإمام عليها، وحبس الجارية سنتين كاملتين حتى تبيّن بطلان حملها، وهذا الجوّ الإرهابي هو الذي يفسِّر غيبة الإمام (ع)كما جاء في كثير من الروايات[4].
وإخفاء حمل السيّدة نرجس (ع) بابنها الإمام المنتظر (ع) تؤكّده رواية السيّدة حكيمة بنت الإمام الجواد (ع)، أخت الإمام الهادي وعمّة الإمامين العسكري والحجّة المهدي (ع)، المنقولة في ولادة الإمام المهدي (ع) من أنّ الإمام العسكري (ع) دعاها إلى الإفطار في داره ليلة النصف من شهر شعبان، وقال لها: [يا عمّة! اجعلي إفطارك الليلة عندنا فإنّها ليلة النصف من شعبان، فإنّ الله تبارك وتعالى سيظهر في هذه الليلة الحجّة وهو حجّته في أرضه، قالت: ومَن أمّه؟ قال لي: نرجس، قلت له: والله، جعلني الله فداك، ما بها من أثر؟][5].
ومن البديهي إذا أخفى الله تعالى حمل أمّ الإمام الثاني عشر (ع) به، كان لزاماً على أبيه - الذي هو العسكري (ع) - أن يخفي ولادته بل كان لزاماً عليه أن يخفي شخصه عن الناس حتى المقرّبين منهم إلاّ مَن وثق به أنّه لا يذيع هذا السرّ وإن قُطِّع بالسكاكين أو شُرِّح بالمواس بشرط أن يكون مصدَّقاً عند الشيعة حتى يخبرهم بما رأى وتصدّقه الناس من قبيل (العَمْري(ثقة الإمامين الهادي والعسكري (ع) والمهدي (ع) من بعدهما، وفي بحار الأنوار[6]: [وخلّف ابنه المنتظر لدولة الحقِّ، وكان قد أخفى مولده وستر أمره لصعوبة الوقت، وشدّة طلب سلطان الزمان له، واجتهاده في البحث عن أمره لما شاع من مذهب الشيعة الإماميّة فيه، وعرف من انتظارهم له، فلم يظهر ولده (ع) في حياته، ولا عرفه الجمهور بعد وفاته].
ومن هنا وزّع ميراث الإمام العسكري (ع) على أهله دون ولده؛ لأنّ المفروض بحسب الظاهر أنّه لا ولد له، لا أنّه حقيقة لا ولد له.. وبهذا يتبيّن أنّ الإمام )ع) ليس عقيماً.
أضف إلى ذلك أنّ عقيدة المسلمين قائمة على طهارة الأنبياء (ع) وكمالهم، صحيح أنّ القرآن يقول: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ}(البقرة: 253(، ويقول:{وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ} (الإسراء: 55)، إلاّ أنّنا لا نفهم منه أنّ في الرسل والأنبياء (ع) ناقصاً وكاملاً بل نفهم منه أنّ فيهم كاملاً وأكمل، فهم منزّهون عن النقص في أرواحم وأبدانهم، في عقولهم وأفكارهم، ولاشكّ أنّ (العقم) نقص في البدن، وبالتالي يلزم أن لا يكون الرسول ولا النبي عقيماً، فمَن كان عقيماً كان عقمه خير دليل وشاهد على أنّه ليس رسولاً ولا نبيّاً، ولهذا تجد القرآن الكريم حينما يتحدّث عن نبي الله زكريّا (ع) مثلاً ينسب العقر - وهو العقم نفسه كما تصرّح به معاجم اللّغة - إلى زوجة زكريّا النبي لا إلى زكريّا (ع)، نعم.. القرآن يصرّح بأنّ زكريّا (ع) قد كبر في السنّ حتى وهن عظمه واشتعل رأسه شيباً، والحالة الطبيعيّة لمثله أن لا ينجب وهو في مثل هذا العمر، ولكن كبر السنّ شيئ والعقم شيئ آخر، يقول تعالى: {كهيعص * ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا * إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا * قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا * وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا * يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا * قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا * قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا})مريم: 1-9(.
إذن الأنبياء (ع) منزهون عن النقص، والإمامة - في العقيدة الشيعيّة التي هي عقيدة القرآن - لا تقلّ عن النبوّة، والإمام لا يقلّ عن النبي، فكما أنّ النبوّة عهد الله فكذلك الإمامة عهد الله تعالى، وكما يصطفي الله الأنبياء ويجعلهم أنبياء كذلك يصطفي الأئمّة ويجعلهم أئمّة، قال تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}(البقرة: 124)، وبالتالي كما يلزم أن يكون النبي منزّهاً عن النقص والعيب فكذلك الإمام - في العقيدة الإماميّة - يلزم أن يكون منزّهاً عن النقص والعيب، وكما إذا ثبتت نبوّة فلان من الناس ثبت كماله وخلّوه من النقص والعيب فكذلك إذا ثبتت - في العقيدة الإماميّة - إمامة فلان من الناس فإنّه يثبت كماله وخلّوه من النقص والعيب، وبالتالي كما ينزّه النبي عن العقم فكذلك ينزّه الإمام - في العقيدة الإماميّة - عن العقم، وقد ثبت بالأدلّة القاطعة والصريحة لدى الإماميّة أنّ العسكري (ع) إمام، وعليه يثبت أنّه ليس بعقيم.
وكلّ ما تقدّم يثبت بطلان التهمة التي يحاول هذا البعض من خصوم مذهب أهل البيت (ع) أن يلصقها بالإمام العسكري (ع)، ومع بطلانها تثبت الأطروحة المهدويّة وهذا ما لا يرتضيه هذا البعض فيضطر إلى التوسّل بالكذب والافتراء ولو باقتطاع الكلمات من سياقها ليوحي للعوام من الناس بصدق دعواه الباطلة، فكان منه أن بتر رواية العَمري - وهو أبو عمرو عثمان بن سعيد - الموجودة في أصول الكافي ليقول أنّ العَمري (رض) - الذي تقول الشيعة الإماميّة بأنّه ثقة الإمامين الهادي والعسكري (ع) وتدّعي أنّه النائب الأوّل للإمام الثاني عشر - يقول أنّ الإمام العسكري (ع) لا ولد له، فينقل عن العَمْري أنّه قال: [إنّ الأمر عند السلطان أنَّ أبا محمّد مضى ولم يخلِّف ولداً، وقَسَّم ميراثَه].
ونحن إذا رجعنا إلى الرواية في أصول الكافي نجد أنّ الرواية المشار إليها بنفسها تثبت أنّ الإمام العسكري (ع) ليس عقيماً، فهي تثبت بأنّ العمري (رض( يشهد بأنّه رأى ولده الذي هو الإمام الثاني عشر، والرؤية فرع الوجود، فهو مولود موجود فلذلك رآه، ولكنّ هذا البعض المتعصّب ضدّ المذهب يتوسّل بالتزوير ليخدع الناس ويوهم بخلاف ذلك فيقتطع ما يريد من الرواية ويفصله عن سياقه، وكلّ ذلك يدلّ على خبث السريرة وإرادة المكر والتدليس على الناس، وإليك نصّ الرواية ;كاملا:[محمّد بن عبدالله ومحمّد بن يحيى جميعاً، عن عبدالله بن جعفر الحِميري، قال: اجتمعتُ أنا والشيخ أبو عمرو (رحمه الله) عند أحمد بن إسحاق، فغمزني أحمد بن إسحاق أن أسأله عن الخلف، فقلتُ له: يا أبا عمرو إنّي أريد أن أسألك عن شيئ، وما أنا بشّاك فيما أريد أن أسألك عنه، فإنّ اعتقادي وديني أنّ الأرض لا تخلو من حجّة إلاّ إذا كان قبل يوم القيامة بأربعين يوماً، فإذا كان ذلك رُفعت الحجّة وأُغلق باب التوبة، فلم يك {يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا}[7]، فأولئك أشرار من خلق الله (عزّ وجلّ)، وهم الذين تقوم عليهم القيامة ولكنّي أحببتُ أن أزداد يقيناً، وإنَّ إبراهيم (ع) سأل ربّه (عزّ وجلّ) أن يريه كيف يحيي الموتى،{قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي}[8]، وقد أخبرني أبو علي أحمد بن إسحاق عن أبي الحسن (ع)، قال: سألته وقلتُ: مَن أُعَمل أو عمَّن آخذ، وقول مَن أقبل، فقال له: العَمْرِيُّ ثقتي فما أدَّى إليك عنّي فعنّي يؤدِّي، وما قال لك عنّي فعنّي يقول، فاسمع له وأطع فإنَّه الثقة المأمون، وأخبرني أبو علي أنّه سأل أبا محمّد (ع) عن مثل ذلك، فقال له: العَمْري وابنه ثقتان، فما أدَّيا إليك عنّي فعنّي يؤدِّيان، وما قالا لك فعنّي يقولان، فاسمع لهما وأطعهما فإنّهما الثقتان المأمونان، فهذا قول إمامين قد مضيا فيك.
قال: فخرّ أبو عمرو ساجداً وبكى، ثمّ قال: سل حاجتك، فقلتُ له: أنت رأيت الخلف من بعد أبي محمّد (ع)؟ فقال: إي والله ورقبته مثل ذا - وأومأ بيده -، فقلتُ له: فبقيت واحدة، فقال لي: هاتِ، فقلتُ: فالإسم، قال: محرَّمٌ عليكم أن تسألوا عن ذلك، ولا أقول هذا من عندي، فليس لي أن أحلّل ولا أحرِّم، ولكن عنه (ع) فإنّ الأمر عند السلطان أنَّ أبا محمّد مضى ولم يخلِّف ولداً، وقَسَّم ميراثَه، وأخذه مَن لا حقّ له فيه، وهو ذا عياله يجولون ليس أحد يجسر أن يتعرّف إليهم أو يُنِيلهم شيئاُ، وإذا وقع الإسم وقع الطلب، فاتقوا الله وأمسكوا عن ذلك}[9].
إذن لا مجال لإنكار عقب الإمام العسكري (ع)، وهذه المسألة ليست من ادّعاءات الإماميّة واختصاصاتهم، بل أثبتها جملة من أهل الإختصاص من المذاهب الأخرى، وكلمة المتخصّصين حجّة في مقام تخصّصهم أو لا أقل تورث الاطمئنان، فكما يرجع المريض إلى الطبيب باعتباره المختص، وكما يرجع مَن تعطّلت سيارته إلى الميكانيكي باعتباره المختص فكذلك يرجع من يريد معرفة الأنساب والمواليد إلى المحقّقين في الأنساب، العارفين بالمواليد باعتبارهم المختصّين في هذا المجال، ونحن إذا جئنا إلى النسابة والمحقّقين نجد جملة منهم يقرّون بأنّ للإمام الحسن العسكري (ع) ولد، واتفقوا على اسمه وهو (محمّد)، وعلى كنيته وهي (أبو القاسم)، وعلى لقبه وهو (المهدي)، من هؤلاء:
(1) العلاّمة النسّابة السيّد محمّد بن الحسين بن عبدالله الحسيني السمرقندي المدني في كتابه [تحفة الطالب بمعرفة من ينتسب إلى عبدالله وأبي طالب][10] حيث يقول: [وأمّا ولده محمّد المهدي بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمّد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنهم ورحمة الله عليهم أجمعين(فهو الثاني عشر من الأئمّة]، وهو هنا لا يعني بالثاني عشر من الأئمّة الثاني عشر من أئمّة الشيعة، لا، بل الإمام الثاني عشر من الأئمّة الذين قصدهم رسول الله (ص) بقوله: "الأئمّة بعدي اثنا عشر إماماً كلّهم من قريش"؛ لأنّهم لا يعتقدون بأنّ المقصود بالأئمّة الإثني عشر في قول الرسول (ص) هم أئمّة الشيعة.
(2) الشريف جمال الدين أحمد بن عنبة في كتابه [عمدة الطالب في نسب آل أبي طالب][11]، حيث يقول: [وأعقب من رجلين هما أبو محمّد الحسن العسكري (رحمه الله)، كان من الزهد والعلم على أمر عظيم، وهو والد الإمام محمّد المهدي (رحمه الله( ثاني عشر الأئمّة عند الإماميّة].
(3) صلاح الدين خليل بن ايبك الصفدي في كتابه [كتاب الوافي بالوفيّات][12]، حيث قال: [3352- العسكري والد الإمام المنتظر: الحسن بن علي بن محمّد بن علي الرضا بن موسى بن جعفر الصادق بن محمّد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنهم)، أبو محمّد العسكري، أحد أئمّة الشيعة الذين يدّعون عصمتهم، ويُقال له: الحسن العسكري؛ لكونه نزل سامرّاء، وهو والد منتظر الرافضة].
(4) مؤرّخ الإسلام شمس الدين أبو عبدالله محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي في كتابه [تاريخ الإسلام ووفيّات المشاهير والأعلام][13] حيث قال: [162- الحسن بن علي بن محمّد بن علي الرضا بن موسى بن جعفر الصادق، أبو محمّد الهاشميّ الحسيني: أحد أئمّة الشيعة الذين تدّعي الشيعة عصمتهم، ويُقال له الحسن العسكري لكونه سكن سامرّاء، فإنّها يُقال لها العَسْكر، وهو والد منتظر الرافضة... وأمّا ابنه محمّد بن الحسن الذي يدعوه الرافضة القائم، الخلف، الحجّة، فَولِد سنة ثمان وخمسين، وقيل: سنة ستّ وخمسين].
(5) أحمد بن يوسف القرماني في كتابه [أخبار الدول وآثار الأُول في التاريخ][14]، وذلك بعد أنّ ذكر [15] في الفصل العاشر الإمام العسكري (ع)، قال:[الفصل الحادي عشر في ذكر أبي القاسم محمّد الحجّة، الخلف، الصالح: وكان عمره عند وفاة أبيه خمس سنين، آتاه الله فيها الحكمة كما أوتيها يحيى عليه السّلام صبيّاً... وزعم الشيعة أنّه غاب في السرداب ببغداد].
(6) عبدالملك بن حسين بن عبدالملك الشافعي العاصمي المكّي في كتابه [سَمْطُ النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي][16]، حيث قال في كلامه حول الإمام العسكري (ع): [مات في أوائل خلافة المعتمد مسموماً في يوم الجمعة لثمان خلون من شهر ربيع الأوّل سنة ستّين ومائتين بـ (سرّ من رأى)، ودُفن عند قبر أبيه الهادي، خلَّف ولده محمّداً أوحده، وهو الإمام محمّد المهدي بن الحسن العسكري بن علي التقي بن محمّد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب (رضي الله تعالى عنهم أجمعين)، وُلِد يوم الجمعة منتصف شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين، وقيل: سنة ست وهو الصحيح].
(7) النسّابة: الشريف أنس الكُتُبي الحسني في كتابه [الأصول في ذريّة البضعة البتول][17]، حيث يقول: [محمّد المهدي: وهو محمّد المهدي بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمّد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد بن علي بن أبي طالب عليهما السلام] ثم يقول بعد أن يذكر كناه وألقابه وصفاته وبوّابه وعمره[أقول: تأتيني مشجّرات في وقتنا الحاضر تنتهي نسبتها إلى علي بن محمّد المهدي بن الحسن العسكري، وهذا أمر يثير العجب، ويجعل التوقّف والتحقيق فيه واجب، وهو ما دفعني لكتابة هذا، فالإمام المهدي اختفى في سنّ مبكّر، والأمر مسلَّم بين السنّة والشيعة على اختفائه وغياب أخباره وعدم ظهوره، فقد وُلِد المهدي بسرّ من رأى في ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين من الهجرة النبويّة المباركة، وهو وحيد أبيه، لم يعقّب الحسن غيره، وقد أعقبه في آخر حياته]، ثمّ قال في صفحة (99): [وفي الصواعق المحرقة: وكان عمر المهدي عند وفاة أبيه خمس سنين، لكنّ الله آتاه فيها الحكمة، ويسمّى القائم المنتظر، قيل: لأنّه سُتر في المدينة وغاب فلم يُعلم أين ذهب] ثمّ يقول:[ومن المؤرّخين مَن نفى عقب أبيه الزكي العسكري، وهذا إطلاق في القول بما يوجب أن لا يعتدّ به، فالحسن العسكري بن علي الهادي عقبه مسلَّم في ابنه محمّد المهدي][18].
نكتفي بهذا القدر من ذكر مصادر غير الإماميّة في إثبات أنّ الإمام الحسن العسكري )ع) قد رزق بولد أسماه محمّداً (ع)، وقد ذكر العلاّمة السيّد محمّد كاظم القزويني في كتابه [الإمام المهدي (ع) من المهد إلى الظهور][19] ثمانية عشر مصدراً من المصادر السنيّة التي تثبت هذه الحقيقة غير ما ذكرناهم، وقال في مقدّمة بحثه: [لقد ذكر المرحوم الشيخ نجم الدين العسكري في الجزء الأوّل من كتابه (المهدي الموعود المنتظر) أسماء أربعين من علماء السنّة الذين اعترفوا بولادة الإمام المهدي (ع)، كما ذكر العلاّمة المعاصر الشيخ لطف الله الصافي في كتابه (مُنتخب الأثر) جماعة أخرى يبلغ عددهم ستة وعشرين عالماً من علماء السنّة الذين صرّحوا بولادة الإمام المهدي (ع)]، ثمّ ذكر أنّه انتخب الأسماء الثمانية عشر منها.. ومع ذلك نحن لا ندّعي استيعاب كلّ المصادر السنيّة فضلاً عن استيعابها واستيعاب غيرها التي تثبت هذا الأمر وتقول به.
وبما تقدّم لا يبقى لشاكّ حجّة، ولا لمنصف من عذر إلاّ التسليم بأنّ الإمام الحسن العسكري (ع) له عقب وليس عقيماً كما يدّعيه المغرضون المزوِّرون، وهذا هو المطلوب إثباته.
الهوامش:
[1] إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات، [خرّج أحاديثه: علاء الدين الأعلمي، منشورات مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات: بيروت - لبنان]: ج2، (الباب التاسع: النصوص العامّة على إمامة الأئمّة الإثني عشر (ع) وخلافتهم وعصمتهم مجملاً ومفصّلا)، الفصل الثاني، ح101، ص38، و111، ص42.. مائة منقبة من مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والأئمّة من ولده (ع)، [تحقيق الشيخ نبيل رضا علوان، الناشر: مؤسّسة أنصاريان للطباعة والنشر - قم، الطبعة الثالثة: 1422-1380]: المنقبة الحادية والأربعون، ص97.
[2] صحيح مسلم بشرح النووي، [المطبعة المصريّة بالأزهر، الطبعة الأولى: 1349هـ - 1930م]: ج12، كتاب الإمارة، باب: الناس تبع لقريش والخلافة في قريش، ص201.. صحيح سنن أبي داود، [مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرياض، الطبعة الأولى: 1419هـ - 1998م]: ج3، (30- كتاب المهدي)، (1- باب)، ح4279، وح4280، ص19، وح4281، ص20.. مسند الإمام أحمد بن حنبل، [الموسوعة الحديثيّة تقدّمها مؤسّسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع: بيروت، المشرف العام على إصدارها: الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، المشرف على تحقيقها وتخريج نصوصها والتعليق عليها: الشيخ المحدّث شعيب الأرنؤوط]: ج34، حديث جابر بن سمرة السوائي، الأحاديث التالية: (20805) و (20814) و (20830) و (20838) و (20860) و (20879) و (20924) و (20926) و (20927) و (20939) و (20951) و (20966).. إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات، (مصدر سابق): (الباب التاسع: النصوص العامّة على إمامة الأئمّة الإثني عشر (ع) وخلافتهم وعصمتهم مجملاً ومفصّلا)، الفصل الثاني، ح (112) و (113)، ص43، وح (115) و (116)، ص44.
[3] صحيح البخاري، [دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع: دمشق وبيروت، الطبعة الأولى: 1423هـ - 2002م]: (93- كتاب الأحكام)، (51- باب الاستخلاف)، ح (7222-7223)، ص1784.. مسند الإمام أحمد بن حنبل، (مصدر سابق): ج34، حديث جابر بن سمرة السوائي، الأحاديث التالية: (20817) و (20836) و (20841) و (20862) و (20872) و (20889) و (20896) و (20922) و (20923) و (20942) و (20962).. مختصر سنن الترمذي: [اختصره وشرح جمله وألفاظه وعلّق عليه الدكتور مصطفى ديب البغا، اليمامة للطباعة والنشر والتوزيع: دمشق وبيروت، الطبعة الأولى: 1418هـ - 1997م]: (31- كتاب الفتن)، (46- باب: ما جاء في الخلفاء)، ح2224، ص315.. إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات، (مصدر سابق): (الباب التاسع: النصوص العامّة على إمامة الأئمّة الإثني عشر (ع) وخلافتهم وعصمتهم مجملاً ومفصّلا)، الفصل الثاني، ح114، ص44.
[4] يقول العلامة المجلسي (عليه الرحمة) - في بحار الأنوار، [تحقيق وتصحيح لجنة من العلماء والمحقّقين الأخصّائيين، طبعة منقّحة ومزدانة بتعاليق العلاّمة الشيخ علي النمازي الشاهرودي، منشورات مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات: بيروت - لبنان، الطبعة الأولى: 1429هـ - 2008م]: ج50، أبواب تاريخ الإمام الحادي عشر، (4- باب مكارم أخلاقه، ونوادر أحواله، وما جرى بينه وبين خلفاء الجور وغيرهم، وأحوال أصحابه وأهل زمانه [صلوات الله عليه])، ص403 -: [وروى الصيمريُّ أيضاً عن هاشم قال: كنتُ محبوساً عند أبي محمّد في حبس المهتدي فقال لي: يا أبا هاشم إنّ هذا الطاغي أراد أن يعبث بالله (عزّ وجلّ) في هذه الليلة وقد بتر الله عمره، وجعله للمتولّي بعده، وليس لي ولد، سيرزقني الله ولداً بكرمه ولطفه، فلمّا أصبحنا شغب الأتراك على المهتدي وأعانهم الأمّة لما عرفوا من قوله بالاعتزال والقدر، وقتلوه ونصّبوا مكانه المعتمد وبايعوا له، وكان المهتدي قد صحّح العزم على قتل أبي محمّد (ع)فشغله الله بنفسه حتى قتل ومضى إلى أليم عذاب الله]، وقال في صفحة (404): [وذكر الصيمري أيضاً عن المحمودي قال: رأيتُ خطَّ أبي محمّد (ع) لمّا خرج من حبس المعتمد{يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}(الصف: 8)]، ثمّ قال: [وذكر نصر بن عليّ الجهضميّ وهو من ثقات المخالفين في مواليد الأئمّة (ع): ومن الدلائل ما جاء عن الحسن العسكري عند ولادة (م ح م د) ابن الحسن: زعمت الظلمة أنّهم يقتلوني ليقطعوا هذا النسل، كيف رأوا قدرة القادر].. وجاء في نفس المصدر، في (5- باب وفاته صلوات الله عليه والردّ على مَن ينكرها)، ح1، ص412: [وبعث السلطان إلى داره مَن يفتّشها ويفتّش حجرها، وختم على جميع ما فيها، وطلبوا أثر ولده، وجاءوا بنساء يعرفن الحبل، فدخلن على جواريه فنظرن إليهنّ فذكر بعضهنّ أنّ هناك جارية بها حبل، فأمر بها فجعلت في حجرة ووكّل بها (نحرير) الخادم وأصحابه ونسوة معهم ثمّ أخذوا بعد ذلك في تهيئته... فلمّا دفن وتفرّق الناس اضطرب السلطان وأصحابه في طلب ولده وكثر التفتيش في المنازل والدور، وتوقّفوا عن قسمة ميراثه، ولم يزل الذين وكّلوا بحفظ الجاريّة التي توهّموا عليه (عليها) الحبل ملازمين لها سنتين وأكثر حتى تبيّن لهم بطلان الحبل فقسّموا ميراثه بين أمّه وأخيه جعفر، وادّعت أمّه وصيّته وثبت ذلك عند القاضي، والسلطان على ذلك يطلب أثر ولده]، ويستمر المجلسي (عليه الرحمة) في نقل رواية سعد بن عبدالله عن أحمد بن عبيدالله بن خاقان - وهو عامل السلطان على الخراج والضياع - إلى أن يقول: [والسلطان يطلب أثر ولد الحسن بن علي حتى اليوم].
[5] بحار الأنوار (مصدر سابق): ج51، (1- باب ولادته وأحوال أمّه صلوات الله عليه)، ح2، ص5.
[6] في: ج50، أبواب تاريخ الإمام الحادي عشر، (4- باب مكارم أخلاقه، ونوادر أحواله، وما جرى بينه وبين خلفاء الجور وغيرهم، وأحوال أصحابه وأهل زمانه صلوات الله عليه)، ص416.
[7] الأنعام: 158.
[8] البقرة: 260.
[9] أصول الكافي [ويليه الروضة، منشورات مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات: بيروت - لبنان، الطبعة الأولى: 1426هـ - 2005م]: ج1، كتاب الحجّة، باب في تسمية مَن رآه (ع)، ح1، ص193.
[10] تحقيق: الشريف أنس الكُتُبي الحسني، منشورات الكُتُبيّة الحسنيّة الخاصّة (3): تحت عنوان [الإمام محمّد المهدي]، ص54.
[11] كتبه موسى بن ملا المارديني، واعتنى به وشجّره اللواء الركن - م: السيّد يوسف بن عبدالله جمل الليل، (مكتبة جُلّ المعرفة) و (مكتبة التوبة)، الرياض - المملكة العربيّة السعوديّة، الطبعة الأولى: 1424هـ - 2003م، ص349.
[12] تحقيق واعتناء: (أحمد الأرناؤوط) و (تركي مصطفى)، دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع: بيروت - لبنان، الطبعة الأولى: 1420هـ - 2000م، ج12، ص70.
[13] حقّقه وضبط نصّه وعلّق عليه: الدكتور بشّار عوّاد معروف، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى: 1424هـ - 2003م، ج6، ص69.
[14] دراسة وتحقيق: الدكتور فهمي سعد والدكتور أحمد حطَيط، عالم الكتب: بيروت - لبنان، الطبعة الأولى: 1412هـ - 1992م، ج1، ص353.
[15] في صفحة 351.
[16] [تحقيق وتعليق: الشيخ عادل أحمد عبدالواحد والشيخ علي محمّد معوّض، منشورات محمّد علي بيضون، دار الكتب العلميّة: بيروت - لبنان، الطبعة الأولى: 1419هـ - 1998م]: ج4، 150
[17] [دار المجتبى للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى: 1420هـ - 1999م]: ص98-99.
[18] ويتابع ويقول: [والثابت عند أهل العلم من متقدّمين ومتأخّرين انقطاع خبره، وعدم معرفة قبره ولا مكانه، ولكنّ الشيعة الإماميّة يقولون: وهذا المعروف والمتواتر عندهم أنّه دخل السرداب والحرس عليه في دار أبيه بسرّ من رأى ... وهو الإمام الثاني عشر عندهم، والله أعلم]، ثمّ يقول في صفحة (100): [ومن التحاليل السابقة والتي استقصيناها من الكتب المعتمدة التي تؤكّد لنا صحّة اختفاء الإمام المهدي في سنّ مبكر وعدم ظهوره، فلم يكن له عقب بالإجماع]، واللطيف ذكره أنّه يقول في صفحة (100) وما فوق بأنّه أنّ في (مصر) و (الشام) و (بلاد المغرب) جمع كبير يعرفون بالسادة (الجعافرة)، وأنّ نسب هؤلاء الشرفاء ينتهي إلى [علي بن محمّد المهدي بن الحسن العسكري] وهذا لا يصحّ بشتّى الطرق عند أرباب علوم النسب، ويقول: [ولعلّ في هذا النسب اشتباه كبير ممّا يجعل الطعن فيه يسير]، ثمّ يذكر ويقول بأنّ العصبيّة حرّكته لأن يكتب حول نسبهم وأنّه توصّل إلى أنّهم ينتهون إلى (علي بن محمّد)، ثمّ يقول: [ويحتمل أنّهم من أعقاب السيّد محمّد بن علي الهادي العسكري الذي توفّي في حياة والده] كما يذكر احتمالات أخرى بعد ذلك، ثمّ يقول: [وإنّي أذكر نصّ ما ذكره النسّابة ضامن بن شدقم الحسيني المدني في كتابه تحفة الأزهار، ص456 المخطوط، قال: فالإمام أبو الحسن علي الهادي عليه السلام أعقب ثلاث بنين: الإمام أبو محمّد الحسن العسكري، وأبو علي محمّد، وأبو كرّين جعفر، أمّهم أمهات أولاد، وعقبهم ثلاثة أقطاب: القطب الأول: عقب أبي علي محمّد... وبعد ذلك تعرّض لأعقاب جعفر الزكيّ بن الإمام الهادي، ولم يتعرّض لأعقاب الحسن العسكري، حيث ليس له عقب إلاّ ولده المهدي عليه السلام]، ثمّ يقول: [وهذا ضامن بن شدقم هو نسّابة شهير، يعدّ من أرباب علوم النسب، ومن أعلامه في القرن الحادي عشر الهجري، ويعدّ متأخّراً، فهو لم يثبت في كتابه عقباً للإمام المهدي]، ونقول: ولكنّ هذا النسابة الشهير الذي يعدّ واحداً من أرباب علوم النسب ومن أعلامه في القرن الحادي عشر الهجري والذي يعتمد عليه ويؤخذ منه أثبت عقباً للإمام الحسن العسكري (ع) وهو الإمام محمّد المهدي (ع).
[19] [مؤسّسة الوفاء، فرع مدينة قم المقدّسة، الطبعة الأولى: 1405هـ - 1985م]: تحت عنوان: (علماء السنة المعترفون بولادة الإمام المهدي [ع])، ص113.
المصدر : موقع الكاتب