ويوضح العلماء أنَّه على الرغم من كون هذه التقلبات في دوران الأرض صغيرة - فهي تُغيِّر طول اليوم بمقدار ميلي ثانية - فهي قد تؤدي إلى إطلاق كمياتٍ هائلة من الطاقة الموجودة تحت الأرض بحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وقال بيلهام لصحيفة The Observer البريطانية الأسبوع الماضي: "إنَّ العلاقة بين دوران الأرض والزلازل قوية، وتشير إلى أنَّ العام المقبل سيشهد زيادةً في عدد الزلازل الشديدة".
وقد ضم بيلهام وريبيكا في دراستهما الزلازل التي وقعت منذ عام 1900، وبلغت 7 ريختر أو أكثر. وقال بيلهام: "سُجِّلَت الزلازل الكبرى بدقة لأكثر من قرن من الزمان، وهو ما يمنحنا سجلاً جيداً للدراسة".
وعمل الباحثون على إيجاد علاقة بين هذه الفترات من النشاط الزلزالي الشديد، وعوامل أخرى، واكتشفوا أنَّه عند انخفاض دوران الأرض قليلاً، أعقب ذلك فترات ازدياد عدد الزلازل الشديدة. وقال بيلهام: "يتغير دوران الأرض قليلاً - بمقدار ملي ثانية في اليوم أحياناً - ويمكن قياسه بدقةٍ فائقة باستخدام الساعات الذرية".
واكتشف بيلهام وريبيكا أنَّه كانت هناك فترات دامت نحو خمس سنوات تباطأ فيها دوران الأرض بمثل هذا القدر عدة مرات في خلال القرن ونصف القرن الماضيين. والأهم من ذلك، أنَّ هذه الفترات أعقبتها فتراتٌ ازداد فيها عدد الزلازل الشديدة.
وقال بيلهام: "الأمر واضح، فالأرض تحذرنا من حلول فترة تدوم خمس سنوات من الزلازل المستقبلية".
ويعد هذا الارتباط مهماً بصورةٍ خاصة لأنَّ دوران الأرض بدأ بالفعل في تباطئه الدوري قبل أكثر من أربع سنوات، وقال بيلهام: "الاستنتاج واضح: في العام المقبل، سنشهد زيادةً محلوظة في أعداد الزلازل الشديدة، لم يقع سوى عدد قليل منها هذا العام، فلم نشهد سوى ستة زلازل شديدة فقط. غالباً ما سيشهد كوكب الأرض 20 زلزالاً في السنة ابتداءً من عام 2018".
لكن لا يزال السبب وراء ارتباط انخفاض طول اليوم بالزلازل غير واضح، مع أنَّ العلماء يشتبهون في حدوث تغييرات طفيفة في سلوك باطن الأرض ربما تسبب كلتا الظاهرتين.
وتقول الصحيفة إنَّه من الصعب التنبؤ بمكان وقوع هذه الزلازل الزائدة، على الرغم من أنَّ بيلهام قال إنَّهم وجدوا أنَّ معظم الزلازل الشديدة التي استجابت للتغيرات في طول اليوم وقعت في المناطق القريبة من خط الاستواء، ويعيش نحو مليار شخص في المناطق الاستوائية من الكرة الأرضية.
المصدر: هاف بوست