تقرير لصحيفة The Guardian يتحدث عن أولئك الذين يفخرون بكونهم أشخاصاً عمليين، ويستندون إلى العلم، ويقولون إنَّ الأحلام هراءٌ لا معنى له، أو أنَّها على أفضل تقدير عملية مملة.
لكن ضرورية لترسيخ ذكريات اليوم، في حين سيُصرُّ هؤلاء الذين يرون أنفسهم أشخاصاً روحانيين على أنَّها رسائل من العالم الآخر ولكن لا تُعَدُّ الإجابة العلمية الواقعية جديرة بالتصديق أكثر من الإجابة الروحانية.
فإذا كانت الأحلام عبارة عن ذكريات عشوائية في الدماغ، فكيف لها أن تتكون من رواياتٍ متماسكة؟
وإذا كانت مجرد إعادة مملة للأحداث اليومية، فكيف لها أن تكون إبداعية وصعبة النسيان وسريالية في كثيرٍ من الأحيان؟
(لا تقلقوا لن يصيبك بالملل وأروي أحد أحلامي، رغم أنَّ الحقيقة الشهيرة التي تقول "لا شيء أكثر مللاً من أحلام الآخرين" هي في حد ذاتها مثيرة للاهتمام أيضاً).
فكما يقول جيمس هوليس المتخصص في علم النفس التحليلي، والذي تُعد الأحلام بالنسبة له أبعد ما يمكن عن كونها بلا معنى: "من الذي يبتكر هذه الأحلام؟".
ليلة تلو الأخرى، تذهب إلى السرير، وتتسلل قصص مجنونة إلى عقلك دون اختيارك! لا تخبرني أنَّه لا شيءَ مثيرٌ للاهتمام يحدث ها هنا.
يضيف تقرير The Guardian أنه تصعُب دراسة الأحلام في المختبرات، وذلك بوضوح لأنَّك الوحيد الذي يرى أحلامك ويختبرها.
في الواقع، ومثلما أشار الفيلسوف الأميركي دانيال دينيت، لا يمكنك حتى التأكد من أنَّك تختبر أحلامك بالفعل، على الأقل بالطريقة التي تتصورها؛ إذ إنَّك تتذكرها بعد أن تستيقظ، فكيف يتسنى لك التأكد أنَّ هذه الذكرى لم تتسلل إلى عقلك في لحظة استيقاظك؟
لكن الدراسات الحديثة التي أجراها باحثون من بينهم ماثيو ووكر، مؤلف الكتاب الجديد "Why We Sleep"، تشير إلى أنَّ الأحلام هي نوعٌ من "العلاج الليلي"؛ ففي خلال مرحلة "حركة العين السريعة" من النوم، نبدأ إعادة معالجة التجارب الصعبة عاطفياً، ولكن في غياب الناقل العصبي المحفز للقلق "النورأدرينالين".
وفي التجارب العلمية، تفاعل الأشخاص الذي عُرضت عليهم صورٌ عاطفية بهدوءٍ أكثر عندما رأوها مرةً أخرى بعد أن حظوا بأحلامٍ جيدة، في حين لم يتكرر التأثير نفسه في حالة النوم بلا أحلام أو مجرد مرور الوقت على تلك التجارب.
وفق The Guardian لم يتفق عالم النفس السويسري الراحل كارل يونغ مع هذا التفسير، إذ يمكن تبسيط رأيه في أنَّ الأحلام كانت رسائل من العقل اللاواعي، تُقدَّم بشكلٍ رمزي تصورات ونصائح ربما غابت عن العقل الواعي.
ذلك الحلم الذي كنت تترنح فيه أسفل منحدر داخل عربة تسوق باتجاه حافة الهاوية: ما الذي يريد أن يخبرك ذلك به عن حاجتك إلى التغيير؟
لذلك تكتب تفاصيل حلمٍ ما، ثم تدرسه، سواء مع معالجٍ أو وحدك لمحاولة الوصول إلى تفسيراتٍ مختلفة، وإذا بدا أحدها صحيحاً، أي إذا منحك شعوراً بالإثارة وحفَّز مشاعرَ قويةً بداخلك، تسعى لفهمه أكثر.
الأمر اللافت للنظر، والذي ربما تكون قد لاحظته بالفعل، هو أنَّ هذا النهج قد يكون صحيحاً حتى لو كان يونغ مخطئاً، وكانت الأحلام مجرد ذكريات عشوائية.
إذا تعاملت مع الأحلام كأشياءٍ يُحتمل أن تكون ذات مغزى، واحتفظت فقط بتلك التفسيرات التي تناسبك حقاً، فسينتهي بك الأمر بالوصول إلى رؤى لها معنى على أي حال.
أن تتساءل ما الذي قد تحاول أحلامك أن تخبرك به هو أن تطرح أسئلة عميقة وصعبة تفضل أن تتجنبها، حتى لو كانت أحلامك لا تحاول أن تخبرك بأي شيء على الإطلاق في حقيقة الأمر.
وهناك أسباب تؤدي للأحلام في النوم تناولها موقع mawdoo3 أبرزها الشعور بالقلق، والتوترات، والاضطرابات النفسيّة، وحالات الاكتئاب وتناول أنواع معينة من العقاقير والأدوية وعدم الانتظام في فترات النوم وعدم النوم لساعات كافية.
ومن الأسباب أيضاً وفق mawdoo3 الشعور بالتعب والإجهاد، ممّا يؤدي إلى النوم العميق وتناول بعض الوجبات الدسمة قبل النوم، ممّا يسبب حدوث الكوابيس، أضِف إلى ذلك الشعور بالحزن أو الصدمة من شيء معين، أو الخوف من أمر ما يؤدي إلى حدوث كوابيس.
المصدر : هاف بوست