فاضل عباس
ثالثاً : الإمام الحسن ( عليه السلام ) في الحُكم
أجمع المؤرّخون على أنّ خلافة الحسن بن علي ( عليه السلام ) كانت في صبيحة اليوم الذي دُفن فيه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وبعد الفراغ من إنزال حكم الله بقتْل ابن ملجم ، فقد ضربه ضربةً واحدة قضت عليه كما أوصاه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
ومِن ثَمّ تجمّع عنده المسلمون ليبايعوه على الخلافة ـ كما أشرنا مسبقاً ـ وعندما بويع الإمام ( عليـه السـلام ) ، كان في الجانب الآخر معاوية بن أبي سفيان يترصّد الأخبار ، وعاصمته تحتفل بقتل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، ولكن خبر البيعة للإمام الحسن ( عليه السلام ) هزّه وأرعد فرائصه ، فعمل معاوية على بثّ الجواسيس في داخل المجتمع الإسلامي ، لنشر الإرهاب وإشاعة الدعايات ضد حكم أهل البيت ( عليهم السلام ) لصالح الفتنة في الشام ، لكن سياسة الإمام الحسن ( عليه السلام ) كشفت مخطّطات معاوية .
وكثُرت الرسائل المتبادلة بين الإمام ( عليه السلام ) و معاوية ، وكان أهمّها كتاب الإمام ( عليه السلام ) له بوجوب التخلّي عن انشقاقه والإنضواء تحت لوائه الشرعي ، إلاّ أنّ معاوية رفض ذلك ، وكان جوابه الأخير لرسولَي الحسن ( عليه السلام ) إليه ، أنّه قال لهما : ( ارجعا فليس بيني وبينكم إلاّ السيف ! ) .
وهكذا ابتدأ معاوية العدوان ، ممّا دفع الإمام الحسن ( عليه السلام ) لإعلان التعبئة لحرب الباغية معاوية بن أبي سفيان ، ولكنّه ( عليه السلام ) أُصيب بخيبة أمل كبيرة حينما انكشف له واقع الجماهير التي يقودها ، والتي أثّرت فيها الدعايات الأُمَوية ، ولكن هذا النداء وصل إلى أسماع بعض المخلصين ، الذين عبّروا عن إخلاصهم بتأنيب الناس ، وتحريضهم على النهوض بمسؤولياتهم الرسالية ، وعاهدوا الإمام الحسن ( عليه السلام ) على المضي قُدُماً في نصرة الحقّ ومواجهة الطغيان .
فاستطاع الإمام ( عليه السلام ) أن يسير بعد ذلك بجيش كبير ، بلَغ حسب بعض الروايات أربعين ألفاً أو أكثـر ، ولكنّه ضعيف في معنوياته يستبدّ به التشتّت حتى بلغ النخيلة (28) .
فنظّم الجيش ورسم الخطط لقادة الفِرَق ، وتوجّهَ بعد ذلك إلى دير عبد الرحمن (29) . وهناك قرّر إرسال طليعة عسكرية كمقدّمة لجيشه إلى ( مَسكن ) (30) ، واختار لقيادتها ابن عمّه عبيد الله بن العباس وقيس بن سعد بن عبادة كمعاونٍ له ، وأقام هو في المدائن (31) ، واتّخذها مقرّاً لقيادته العليا ، وأمّا الطليعة التي أرسلها إلى ( مَسكن ) بقيادة ابن عمه عبيد الله ، فهي الميدان الذي سوف يواجه فيها معاوية وأهل الشام ، وليس بين المعسكرين إلاّ خمسة عشر فرسخاً ، وكان خيرة جنود الحسن ( عليه السلام ) في الركْب الذي سبَقه إلى ( مَسكن ) ، وأنّ الفصائل التي عسكر بها الحسن ( عليه السلام ) في المدائن كانت من أضعف الجيوش معنوية ، ومِن أقرَبها نزعة إلى النفور والقلق والانقسام .
وبما أنّ الإمام وجيشه كانوا في معزل عن بعضهما ، فقد تمكّن معاوية من بثّ الإشاعات المضلّلة في صفوف جيش الإمام ، فقد أُشيع بين جيش الإمام أنّ الإمام قد صالح معاوية ، فاضطرب جيش الإمام لهذه الإشاعة ، ما دفع عبيد الله بن العباس ابن عمّ الإمام إلى الوقوف إلى جانب معاوية وترْك جيش الإمام ، وفي هذه الأثناء أيضاً دارت على الألسُن إشاعةٌ تفيد بقبول قيس بن سعد للصُلح ، وهو قوّة المقاومة الوحيدة المتبقّية في مقابل معاوية .
وكانت هذه بمثابة الضربة القاضية التي وُجّهت إلى الوضع النفسي المنهار في جيش الإمام ، ولم يمضِ بعض الوقت حتى طغَت على السطح كلّ العِلَل ، التي تفشّت في معسكر الإمام ( عليه السلام ) على شكلِ تمزّقٍ وفِتن واضطراب وتآمر على القيادة ذاتها .
وهنا اطمأنّ معاوية بأنّ المعركة لو وقعت بين أهل الشام وأهل العراق ستكون لصالحه ، وسيكون الحسن بن علي ( عليه السلام ) والمخلصون له من جُنده ، خلال أيام معدودات بين قتيل وأسير تحت رحمته ، وأنّ السلطة صائرة إليه لا محالة .
ولكن استيلاءه عليها بقوّة السلاح لا يعطيها الصبغة الشرعية ، ما دفعه إلى التقدّم بعَرض فكرة الصلح على الإمام الحسن ( عليه السلام ) ، وترَك للإمام أن يشترط ما يريد ، وكان معاوية عارفاً بأنّ مثل هذه الفكرة ستثير الفِتَن بين صفوف أنصار الإمام ، بل سيفضلونها على الذهاب إلى الحرب والقتال ، وبالفعل أثمرت فكرة الصلح نتائجها ، حيث يذكر الشيخ المفيد في إرشاده والطبرسي في أعلام الورى : ( أنّ أهل العراق كتبوا إلى معاوية السمع والطاعة ، واستحثّوه على السَير نحوهم ، وضمنوا له تسليم الحسَن إليه إذا شاء ، عند دُنوّه من معسكرهم ، أو الفتْك به ) (32) .
لدرجة أنّ الحسن ( عليه السلام ) لمّا بلَغه ذلك ، كان لا يخرج بدون لامَة حرْبِه ( أي الدرع ) ، ولا ينزعها حتى في الصلاة ، وقد رماه أحدهم بسهم وهو يصلّي فلم يثبت فيه .
فالإمام الحسن ( عليه السلام ) لم يفكّر قطّ بالصلح مع معاوية أو مهادنته ، غير أنّه بعد أن تكاثرت لديه الأخبار عن تفكّك جيشه ، وانحياز أكثر القادة إلى جانب معاوية ، قرّر ( عليه السلام ) أن يدفع بأعظم الضرَرَين :
أوّلهما : الاستمرار بحرب خاسرة لا محالة فيها فناؤه ، وفناء أهل بيته وبقية الصفوة الصالحة .
والثانية : القبول بالصلح وحقن دماء أهل بيت النبوة والعصمة وبقية الصفوة الصالحة من شيعتهم ؛ ليتّصل حبلهم بحبل الأجيال اللاحقة ، وليصل إليها معالم الدين .
وهكذا اضطرّ الإمام الحسن ( عليه السلام ) للصلح ، في محاولة ناجحة لكشف حقيقة معاوية ، الذي انفرد بالحكم واستأثر بإدارة شؤون الأُمّة التي ساندته فرأت طبيعته وحكمه ، ومدى الفرْق الشاسع بينه وبين أيام الأمير علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وبذلك يتحمّل الذين أطاعوا معاوية مسؤولية هذه المأساة التاريخية .
فإذاً ، لم يكن الناس قبل توقيع الصلح ينظرون إلى معاوية على أنّه حاكم جائر ، بل كانوا ينظرون إليه على أنّه رجل طالب للحياة والسلطة لا أكثر ، والذي كشف معاوية على حقيقته للناس هو ( صُلح الإمام الحسن ( عليه السلام ) ) وشروط الإمام الحسن ( عليه السلام ) .
وقد أثبتت الأيام غدر وخيانة معاوية ؛ وذلك عندما داس على بنود الصلح بقدَمَيه ولم يَعُد يعني له ذلك شيئاً ، ممّا أدّى ذلك لانتشار التململ بين أصحاب الإمام الحسن ( عليه السلام ) ، بحيث إنّهم تجرّأوا على إمام زمانهم ووصفوه بمُذلِّ المؤمنين ، فصبر سلام الله عليه صبراً جميلاً ، وطفق يُبيّن لهم الحقائق التي خفِيَت عنهم في أجواء الانفعال والعاطفة والغضب ، الذي اعتراهم من تحدّي معاوية لهم ، ونقضه لوثيقة الصلح وتوهينه للإمام الحسن ( عليه السلام ) وأصحابه .
فعن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد قال : " حدّثني رجُل منّا ، قال : أتيت الحسن بن علي ( عليه السلام ) فقلت : يا بن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) أَذلَلْت رقابنا وجعلتنا معشر الشيعة عبيداً ، ما بقي معك رجُل ، قال( عليه السلام ) : ومِمّ ذلك ؟ قال : قلت : تسليمك الأمر لهذا الطاغية ـ إشارة لمعاوية ـ قال ( عليه السلام ) : ( والله ما سلّمت الأمر إليه إلاّ أنّي لم أجد أنصاراً ، ولو وجدت أنصاراً لقاتلته ليلي ونهاري حتى يحكم الله بيني وبينه ) (33) .
رابعاً : الشهادة المباركة
انتقل الإمام الحسن ( عليه السلام ) بعد توقيع الصلح مع معاوية ، إلى مدينة جدّه المصطفى ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، وودّعته الكوفة وأهلها وهُم يرون الذلّة قد خيّمت عليهم ، وتحكّمت الفتنة بهم ، وبوصول الإمام ( عليه السلام ) إلى المدينة بدأت نشاطاته ، وأعماله الفكرية ، والاجتماعية تأخذ جانباً مهماً في حياة المسلمين ، فأنشأ مدرسة وقيادة فكرية كبرى ؛ لتكون محطّة إشعاع للهدى والفكر الإسلامي .
ولكن أجهزة الحكم الأُمَوي لم يكن خافياً عليها ذلك ؛ ولأجل هذا عقد أقطاب السياسة المنحرفة اجتماعاً مع معاوية لتداول أمر وضع الحسن ( عليه السلام ) ، فكان حديثهم : ( إنّ الحسن قد أحيا أباه وذِكره : قال فصُدِّق وأمَر فأُطيع ، وخفقَت له النعال ، وإنّ ذلك لدافعه إلى ما هو أعظم منه ، ولا يزال يبلغنا عنه ما يسـيء إلينـا ) (34) .
وهذا الحديث على وجازته يُعتبر أخطر تقرير قدّمه أقطاب البيت الأُمَوي وقادته إلى زعيمهم معاوية ، حول نشاط الإمام الحسن ( عليه السلام ) ، بما دفع معاوية إلى ارتكاب إحدى أكبر الجرائم البشعة بحقّ آل محمد ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، وذلك من خلال خطّته الخبيثة التي دبّرها بالاتّفاق مع زوجة الإمام الحسن ( عليه السلام ) ـ جعدة بنت الأشعث (35) ـ التي دسّت له السم (36) ، فقضى شهيداً وكان ذلك سنة ( 49 للهجرة ) .
وتشير الروايات بأنّ هذه ليست المرّة الأُولى التي يتعرّض فيها الإمام الحسن ( عليه السلام ) لمحاولة اغتياله بالسمّ ، حيث ورد عن اليعقوبي : ( ولمّا حضرته الوفاة قال لأخيه الحسين : " يا أخي إنّ هذه آخِر ثلاث مرّات سُقيت فيها السمّ ، ولم أُسقَه مثل مرّتي هذه ، وأنا ميّت من يومي " .
وقال ابن سعد في طبَقاته : " سمَّه معاوية مِراراً " .
ومِن ثَمّ باشر الإمام الحسين ( عليه السلام ) أمر تجهيزه ، وأخرجه ليُجدّد به عهداً بجدّه رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، ولم يشكّ بنو أمية ، أنّهم سيدفنونه هناك ، فاجتمعوا لذلك ، ولبسوا السلاح ، وأقبلوا ومعهم عائشة على بَغْل وهي تقول : " ما لي ولكم ، تريدون أن تُدخلوا بيتي ـ أي عند قبر الرسول ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ـ مَن لا أحبّ " ، وكادت الفتنة أن تقع ، بين بني هاشم ، وبني أمية ، إلاّ أنّ الحسين ( عليه السلام ) تدارك ذلك ومضى بأخيه الحسن إلى البقيع ، ودفنوه هناك عند جدّته فاطمة بنت أسد .
وأخيراً : الخاتمة :
مَن ينظر في شخصية الإمام الحسن ( عليه السلام ) ، وسيرته العملية سواء في عصر أبيه أو في حكمه ، يرى فيه قوّة الشخصية ، والعزيمة الراسخة وسرعة التحرّك لحسم المواقف ، ولكنّ الظروف الموضوعية التي ألمّت بالإمام ( عليه السلام ) أحرجَت موقفه بشكلٍ يندر نظيره في التاريخ .
فهو ( عليه السلام ) لم يسالِم معاوية رضاً به ، ولا ترَك القتال جُبناً وخوفاً من الموت ، ولا تجافى عن الشهادة طمعاً بالحياة ؛ ولكنّه صالح حين لم يبقَ في ظرفه احتمال لغير الصُلح ، وبهذا ينفرد الحسن عـن الحسيـن ، أي الحسن لم يبخل بنفسه ، ولم يكن الحسين أسخى منه بها في سبيل الله ، وإنّما صان نفسه يجنّدها في جهادٍ صامت ، فلمّا حان الوقت كانت الشهادة كربلاء ، شهادة حسنية ، قبل أن تكون حسينية ، وكان يوم ( ساباط ) أعرف بمعاني التضحية من يوم الطفّ لدى أُولي الألباب ممّن تعمّق ؛ لأنّ الحسن ( عليه السلام )، أعطى من البطولة دَور الصابر على احتمال المكاره في صورة مستكينٍ قاعد .
وكانت شهادة ( الطفّ ) حسنية أوّلاً ، وحسينية ثانياً ؛ لأنّ الحسن ( عليه السلام ) أنضَجَ نتائجها ، ومهّد أسبابها ، كان نصر الحسن الدامي موقفاً على جَلْوِ الحقيقة التي جَلاها ـ لأخيه الحسين ـ بصبره وحكمته ، وبجَلْوها انتصر الحسين نصرة العزيز وفتَح الله له فتْحه المُبين .
وكانا ( عليهما السلام ) كأنّهما متّفقان على تصميم الخطّة : أن يكون للحسَن منها دَور الصابر الكريم ، وللحسين دَور الثائر الكريم ؛ لتتألّف من الدَورين خطّة كاملة ذات غرَض واحد (37) .
ونحن نرى بعد صلح الإمام الحسن ( عليه السلام ) الذي وقع في سنة الأربعين للهجرة ، أنّ أهل البيت لم يلتزموا بالبقاء داخل البيت ، والاقتصار على بيان الأحكام الإلهية فقط ، بل نجد منذ أَوّل أيام الصلح أنّ برنامج كلّ الأئمة ( عليهم السلام ) ، كان يقوم على تهيئة المقدّمات لإقامة الحكومة الإسلامية التي يرَونها هُم ... وهذا ما يدلّ بوضوح على أنّ الإمام الحسن ( عليه السلام ) كان ينظر للمستقبل ، وهذا الآتي الذي ينظره ليس إلاّ الزوال الحتمي للحكومة الجائرة الباطلة ، وحلول حكومة العدْل مكانها (38) .
ويشهد على ذلك ، عندما أعلن معاوية أنّ كلّ شروط الصُلح مع الإمام الحسن ( عليه السلام ) صار تحت قدَمَيه ، فجاء بعض وجوه الشيعة إلى الإمام الحسن( عليه السلام ) وقالوا : يا بن رسول الله ، لقد أصبح اتّفاق الصلح هذا كأنّه لم يكن بعد أن نقَضه معاوية ، فما تقولون الآن في القيام ؟ فقال( عليه السلام ) : ( كلا ، القيام ليس الآن ، ولكن بعد معاوية ) .
فالمحصّلة : أنّ الإمام الحسن ( عليه السلام ) لم يمتنع عن الشهادة ، بل الشهادة هي التي امتنعت عنه ... وانتصر الحسن ( عليه السلام ) بثورته الصامتة ؛ حيث كانت معاهدة الصلح عملية كشف للمطامع الأُمَوية ولأحقادها الضارية ، وتعرية صريحة لواقِعها البغيض .
الهوامش :
28 ـ النخيلة ، موضع قريب من الكوفة ، باتجاه الشام .
29 ـ دير عبد الرحمن : هو مفرق طرق بين معسكري الإمام ( عليه السلام ) في المدائن ومسكن .
30 ـ مَسْكن : هي تقع على نهر وجبل ، ويقصد بـ ( مسكن ) القرية الكثيرة البساتين والشجر .
31 ـ المدائن : وهي عاصمة الساسانية ، وفيها مرقد الصحابي الجليل سلمان الفارسي .
32 ـ المفيد ، الإرشاد ، ص 190 .
33 ـ الطبرسي ، الاحتجاج ، ج2 ، ص 291 .
34 ـ حياة الرسول وأهل بيته ، حياة الإمام الحسن ( عليه السلام ) ، ص 47 .
35 ـ جَعدة بنت الأشعث : هي إحدى زوجات الإمام الحسن ( عليه السلام ) ، أقدمت على جريمتها النكراء ... بحكم بُنوَّتها للأشعث بن قيس ـ المنافق المعروف ـ الذي أسلم مرّتين ، وفي مقابل ذلك وعَدَها معاوية بتزويجها ابنه يزيد ، وإعطائها مِئة ألف درهم ، ولكنّها لم تلقَ من ذلك شيء .
36 ـ السم : وهو عبارة عن شربة من العسل بماء رومة .
37 ـ صلح الإمام الحسن ، راضي آل ياسين ، مقدمة الكتاب بقلم السيد عبد الحسين شرف الدين .
38 ـ الدروس العظيمة ، سيرة أهل البيت ، الإمام الخامنئي , ص 93 ـ 94 .