الكاتب: السيد زكي الموسوي
عند ملاحظة الدلائل التاريخية، والبراهين العقلية يقطع ويجزم ان النبي (صلى الله عليه) كان قبل ان يبعثه الله بالاسلام، مؤمنا بالله، وموحدا اياه.
وانه (صلى الله عليه واله) لم يعبد وثنا قط، ولم يسجد لصنم ابدا، وهذه الامور تعتبر من المسلمات ومن البديهيات.
ولاجل توثيق ذلك سوف نشير الى بعض الروايات التي تشير الى هذه الحقائق.
* بغض النبي لهذه الاصنام وتجنبه للاوثان:
في حديث طويل: ان النبي (صلى الله عليه واله) لما تم له ثلاث سنين قال يوما لوالدته (لمرضعته) حليمة السعدية: ما لي لا ارى اخوي بالنهار؟
قالت له: يا بني انهما يرعيان غنيمات.
قال: فما لي لا أخرج معهما.
قالت له: أتحب ذلك؟
قال: نعم، فلما اصبح محمد ، دهنته وكحلته وعلقت في عنقه خيطا فيه جزع يماني، فنزعه ثم قال لامه:
"مهلا يا اماه فان معي من يحفظني." المنتقى: ب٢من القسم الثاني: الكازروني، كما في البحار: ج١٥ص٣٩٢.
* بغض النبي (صلى الله عليه واله) للات والعزى: صرح النبي (صلى الله عليه واله) ببغضه للات والعزى وذلك فيما روي أن بحيرا الراهب قال للنبي في سفرته الاولى مع عمه أبي طالب الى الشام: يا غلام بحق اللات والعزى إلا اخبرتني عما أسألك، فقال رسول الله (صلى الله عليه واله(:"لا تسألني باللات والعزى فوا الله ما ابغضت شيئا بغضهما." قال الراهب: بالله الا اخبرتني عما أسألك عنه، قال (صلى الله عليه واله): سلني عما بدا لك. السيرة النبوية: ج١ص١٨٢.
* عدم حلف النبي (صلى الله عليه واله) باللات والعزى مطلقا:
روي انه قد وقع بين النبي (صلى الله عليه واله) وبين رجل تلاح في سفرته الثانية الى الشام للتجارة بأموال خديجة مع غلامها ميسرة بعد ان باع صلى الله عليه واله سلعته، فقال له الرجل: إحلف باللات والعزى، فقال رسول الله (صلى الله عليه واله: ("ما حلفت بهما قط، واني لأمر فاعرض عنهما." وفي رواية أخرى أنه قال:"اليك عني ثكلتك أمك فما تكلمت العرب بكلمة أثقل علي من هذه الكلمة." فقال الرجل: القول قولك. ثم قال لميسرة: هذا والله نبي. بحار الانوار: ج١٦ص١٨.
* عبادة النبي لله تعالى:
أجمع المؤرخون على أنه صلى الله عليه وآله، كان يخلو بحراء كل عام أشهرا يعبد فيه الله تعالى.
وقد أشار الامام علي (عليه السلام) الى ذلك بقوله: "ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء، فأراه ولا يراه غيري". نهج البلاغة: قسم الخطب: خطبة١٩٢.
جبرائيل وايصال الرسالة:
إن جبرائيل وافى الرسول (صلى الله عليه واله) بالرسالة في غار حراء، وفي تلك الحالة من التعبد لله تعالى. وقد صرح بهذا أصحاب الصحاح الستة، إذ قالوا:"وكان يخلو بحراء فيتحنث فيه، وهو التعبد في الليالي ذوات العدد". صحيح البخاري: ج١ص٢، مسند احمد: ج٦، الحديث: ٢٣٣.
وقد وصف الامام علي (عليه السلام) هذا المقطع من حياة النبي (صلى الله عليه واله) بقوله: (ولقد قرن الله به صلى الله عليه وآله من لدن أن كان فطيما ، أعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق المكارم، ومحاسن أخلاق العالم، ليله ونهاره". نهج البلاغة: قسم الخطب: ١٩٢.
حج النبي قبل البعثة:
ورد في الاخبار ان النبي (صلى الله عليه واله) حج قبل البعثة حجات عديدة وكان يأتي بمناسكها على الوجه الصحيح بعيدا عن أعين قريش.
فقد ورد في حديث إبن أبي يعفور عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال:"حج رسول الله (صلى الله عليه واله) عشر حجات مستترا في كلها."وسائل الشيعة: ج٨ص٨٨.
وبناء على تلك الواقائع يثبت بيان ما تقدم من ان النبي (صلى الله عليه واله) لم يسجد لصنم ولم يعبد وثن ابدا، وكان قبل بعثته يعبد الله الواحد الاحد، وكان مؤمنا بذلك..