في ذلك الحين، كانت عملية التطهير جارية بالفعل، حين شرعت قوات الأمن خلال ساعات، في اعتقال عشرات من أعضاء النخبة السياسية والتجارية في السعودية، معظمهم في العاصمة ومدينة جدة الساحلية، وبينهم 11 أميرًا، فضلا عن وزراء وأثرياء آخرين.
بعض المعتقلين دُعي إلى اجتماع في الفندق، وألقي القبض على آخرين في منازلهم، قبل أن يجري نقلهم جوا إلى الرياض، حيث فندق ريتز كارلتون الذي تحول إلى سجن مؤقت، وقد سمح لكلٍ منهم بمكالمة هاتفية واحدة وجيزة، بحسب ما يرويه شخص مطلع على عمليات الاعتقال لـ"رويترز".
ويضيف المصدر: "جرى احتجازهم في تشديد أمني مكثف، ولم يسمح لهم بتلقي المكالمات، ولا لأحد بالدخول أو الخروج، من الواضح أنه كان هناك الكثير من الإعداد لذلك الحدث".
وكان من بين أولئك المحتجزين في الفندق الأمير متعب بن عبد الله، الذي يرأس الحرس الوطني، وابن عم الأمير محمد. وكان متعب في منزله في الرياض عندما استدعى إلى لقاء مع ولي العهد. هذه الدعوة في ذلك الوقت من الليل لم تكن غير عادية بالنسبة لكبير المسؤولين، ولم تثر الشبهات.
لكنه ذهب ولم يعد، وفق ما يقوله شخص على علاقة بالمعتقلين، ليرافق أخيه الأمير تركي بن عبد الله، الحاكم السابق لمقاطعة الرياض، والملياردير صاحب الشهرة العالمية الأمير الوليد بن طلال.
وقال أحد المطلعين، على مقربة من العائلة المالكة، إنه من غير المرجح أن يتفاعل الحرس الوطني بقوة مع إبعاد الأمير متعب، تمامًا كما لم تتفاعل الداخلية مع الأمير محمد بن نايف.
واستجوبت السلطات السعودية 208 أشخاص في تحقيقات "مكافحة الفساد"، وتقدر الأموال التي قيل إنهم اكتسبوها بشكل غير مشروع، بما لا يقل عن 100 مليار دولار، وفقا لما ذكره النائب العام، فيما قال رئيس اللجنة إن المحققين عكفوا على جمع الأدلة على مدار ثلاث سنوات.
ولا يزال الملك سلمان، 82 عاما، لديه الكلمة الأخيرة في كل شيء، لكنه فوض إدارة الشؤون العسكرية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والأجنبية في المملكة إلى ولي العهد محمد بن سلمان، وقد كانت هناك تكهنات بأن الملك سيتنازل عن العرش قريبا، لكن مسؤولين حكوميين نفوا ذلك.
المصدر: سبوتنيك