الشيخ إدريس العكراوي
هو: محمّد (ص)، بن عبدالله، بن عبدالمطّلب، بن هاشم، بن عبدمناف، بن قصي، بن كلاب، بن مُرَّة، بن كعب، بن لؤي، بن غالب، بن فهر، بن مالك، بن النضر، بن كنانة، بن خزيمة، بن مدركة، بن الياس، بن مضر، بن نزار، بن معد، بن عدنان.
وقد أوصل البعض - كالإمام جمال الدين يوسف بن حسن بن عبدالهادي المقدسي في كتابه (الشجرة النبويّة في نسب خير البريّة) - أسماء آباء الرسول الأكرم (ص) إلى أبي البشر (آدم عليه السّلام) إلاّ أنّنا أعرضنا عن ذلك لما ثبت لدينا من قوله (ص): "إذا بلغ نسبي إلى (عدنان) فأمسكوا"[1]، وأنت ترى أنّ هذا الحديث الشريف يأمر بالإمساك والتوقّف عند اسم جدّ النبي (عدنان)، والأمر يدلّ على الوجوب كما قُرِّر في محلّه من علم الأصول، ولازم ذلك أن لا نذكر شيئاً ممّا بقي في سلسلة آباء النبي الأكرم (ص) إلى آدم (ع)، وليس السبب - كما قد يظنّه بعض مَن لا فهم له - أنّ في أسمائهم عيباً أو في أشخاصهم نقصاً أو قصوراً؛ لقوله تعالى :{وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِين }(الشعراء: 219) الدالّ على قدسهم وطهرهم وكمال شخصيّاتهم، فقد وردت روايات عن ابن عبّاس وعطاء وعكرمة وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبي نعيم وغيرهم تفيد بأنّ آباءه (ص) كلّهم أنبياء، كما ورد عن الإمامين الباقر والصادق (ع) أنّهما قالا في معنى (الساجدين) في الآية الكريمة: "أصلاب النبييّن: نبي بعد نبي حتى أخرجه من صلب أبيه عن نكاح غير سفاح من لدن آدم"[2].
نعم قد يكون السبب في الأمر بعدم تجاوز (عدنان) هو ما وجدناه من غرابة تلكم الأسماء المذكورة والتي يستعصي على العوام النطق بها فيسهل التصحيف فيها - وإن لم يكن عن تعمّد - فيدخل الوهن إلى ساحتهم أو يتجرّأ بعض العوام على جلالهم ومنزلتهم كما هو المتعارف بين كثير منهم.
[1] مناقب ابن شهرآشوب: ج1، ص106 – كشف الغمّة: ص6.
[2] الميزان في تفسير القرآن: م8، ج19، في البحث الروائي، ص337.