يبدو إن إطلالة الرئيس سعد الحريري، على الشاشة التي يَملُكها (المستقبل) ومن منزله في العاصمة الرياض، لم تكن مُقنعةً بالشكل الكافي، لكل المُتسمّرين واللبنانيين تحديداً لمُشاهدة مُقابلته مع الإعلاميّة بولا يعقوبيان، وخلقت حالةً من الجدل حول حقيقة وضعه، وتعرّضه للضغوط، حيث بدا الرجل مُرتبكاً، وغير مُرتاح، مما ضاعف حالة الخوف على حياته بين أوساط مُؤيّديه.
وبالرغم أن الرئيس الحريري أكّد عودته خلال أيام إلى لبنان، إلا أن الجميع من صحافيين، ومُحللين، وسياسيين، شكّكوا بإمكانيّة عودته إلى البلاد، ورسموا صورةً قاتمة للمُستقبل وأمان الحاضر، الذي تحاول العربيّة السعوديّة زعزعته، من خلال إجبار رئيس الحكومة على الاستقالة.
وتفاعل نُشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مع المُقابلة الحريرية، على منصّة التدوينات القصيرة “تويتر” عبر وسم هاشتاق “#تحت_الضغط”، واعتبر المُغرّدون اللبنانيون من مشاهير وعامّة، أن مواقف الحريري التي اتخذها، ليست إلا نِتاج ضُغوط، وليست وليدة قراراته.
باولينا غرّدت قائلة: العيون تتحدّث بكل شيء لا تستطيع قوله بالكلمات، الصحفية باتريسيا هاشم رئيسة تحرير موقع “بصراحة” علّقت: “نُقاطع كل فيلم يُصوّر خارج بيروت، أي حقيقة تتوقّعون أن تشاهدوا، وهي مُصوّرة بكاميرات سعوديّة مُعدّة سلفاً للمنتجة”، رامز القاضي المُقدّم في قناة الجديد عبر الهاشتاق المذكور: “الغالبيّة تتعامل مع مُقابلة الحريري بالشكل أكثر من مضمون الكلام، هو التعامل مع أي مخطوف عندما يظهر على التلفزيون”، أما مايا خوري فقالت: “كل التلفزيونات المُحترمة قاطعت مُقابلة الرئيس الحريري لأنه تحت الضغط، إلا MTV أجّلت “ديو المشاهير”، كرمال أموال السبهان”.
هيئة الحريري، وتلعثمه بالكلام، وبلع “ريقه” أكثر من مرّة، لم تكن الحدث الوحيد الذي اهتم به اللبنانيون، فخلال مُقابلته ظهر رجل في كادر الكاميرا خلف المُذيعة، وفي يده ورقة، حيث نظر إليه سعد الحريري بشكل لافت وحتى مُريب، ثم طلب إليه أي الحريري الابتعاد من المكان بحركة من يده، وهو ما اعتبره البعض من الظروف المُريبة التي يمر بها رئيس الحكومة، هذا بالإضافة إلى الخزانة العتيقة التي ظهرت خلفه، حيث ظهر أحد مقبض دواليبها وكأنه مخلوع، كما رصد المُتابعون تناقضاً في كلام الرئيس، حيث قال أن عائلته تُتابع مُقابلته من المنزل، فيما هو مُتواجدٌ في المنزل.
بدورها أوضحت الإعلاميّة بولا يعقوبيان (مسيحية أرمنية)، والتي أدارت الحوار مع الحريري، في اتصال مع الإعلامي المصري عمرو أديب، أن الرجل الذي ظهر هو من ضمن فريق عمل الحريري، وكان يُنبّهه إلى أمرٍ ما لم تسمعه، مُؤكّدةً أن ما حدث هو خطأ تقني، وأضافت أنها لم تُقابل أي مسؤول سعودي، وأن المُقابلة أُجريت على الهواء.
وكانت خمس وسائل إعلام لبنانية قاطعت مُقابلة الحريري، وهي “المنار”، OTV، NBN، الميادين، والجديد، وعلّق ثامر السبهان وزير شؤون الدولة السعودي مُغرّداً عبر “تويتر” على انقطاع البث في لبنان قائلاً: "أثبتوا كذبهم، وضعف حُججهم الواهية، وقطعوا الإرسال حتى لا ينكشف ضلالهم أمام العالم، واللبنانيين والحريري يتحدّث، وهم يلطمون كعادتهم"!!!.
وبدوره علّق القائم بالأعمال السعودي وليد البخاري على شائعة الخطف، بالاستعانة بصورةٍ كرتونيّة لباتمان، وهو يقوم بصفع كل من يقول أن الحريري مخطوف، ويُجيبه بكفى، مع هاشتاق “تحت الضغط”.
أهالي الضاحية الجنوبيّة، ردّوا على مزاعم السبهان بقطع حزب الله بث مقابلة الحريري في مناطقهم، بنشر صور ومقاطع فيديو، تدل على مُشاهدتهم للمُقابلة، من المقاهي، والمنازل في الضاحية، وكان الرئيس اللبناني ميشيل عون قد اعتبر أن إجراء المُقابلة من الرياض، يعني أن الحريري غير حُر بالكلام.
* خالد الجيوسي/ رأي اليوم