يشير موخين إلى أن تحرير مدينة البوكمال (السورية)، آخر معقل لـ "داعش"، لا يعني انتهاء العمليات القتالية في البلاد، حيث تستمر الصدامات بين القوات الحكومية ومسلحي التنظيم والمجموعات الإرهابية الأخرى في مختلف أنحاء سوريا. أي إن الحرب الأهلية مستمرة وهي في ظروف معينة قد تندلع بزخم جديد.
فأولا، لم تبدأ عملية السلام إلى الآن في سوريا، ولم تعلن وزارة الدفاع الروسية عن سحب الوحدات الروسية من سوريا. كما أن موقف المجتمع الدولي مختلف بشأن إطلاق عملية التسوية السلمية.
وإن مناطق خفض التصعيد، التي أنشئت محصورة في أراض صغيرة محددة، ونشاط المعارضة فيها متباين، والدول التي تدعمها لديها مصالحها الجيوسياسية الخاصة في سوريا، والتي تتعارض مع موقف موسكو ودمشق.
ثانيا، إن مؤتمر الحوار الوطني السوري، الذي اقترحته روسيا تم تأجيله إلى موعد آخر.
كذلك، وقد تباطأت مفاوضات جنيف، ومن جديد يتحدث ممثلو الدول الغربية في الأمم المتحدة عن استخدام دمشق السلاح الكيميائي، و"إذا تمكنوا من إثبات ذلك"، فسوف يعلنون عدم شرعية النظام السوري.
ثالثا، الحديث عن الانتصار على "داعش" سابق لأوانه. وهذا، كما يبدو، أمر يدركه الناتو، حيث أعرب أمينه العام ينس ستولتنبيرغ عن استعداد الحلف للاستمرار في محاربة "داعش" والمجموعات الإرهابية الأخرى.
وهنا يجب أن نتفق معه، لأن "الخلايا النائمة" بدأت تكثف من نشاطها في سوريا والعراق.
وبالطبع، ستأخذ روسيا هذه العوامل بعين الاعتبار، وستستمر في مساعدة النظام السوري على إحلال الأمن والاستقرار.
وقد يكون هذا الأمر من بين الموضوعات، التي سيناقشها الرئيس بوتين مع نظيريه الأمريكي ترامب في فيتنام، والتركي أردوغان في سوتشي.
والأمر الغامض هو موقف الكرد، الذين يدعمهم التحالف الدولي، من الحوار الوطني السوري.
يقول المحلل السياسي السوري عمر بسام إن الكرد كانوا يشكلون قبل الحرب 9 في المئة من سكان سوريا، والآن يسيطرون على أكثر من ثلث أراضي سوريا، التي ينتشر فيها 70 موقعا عسكريا أمريكيا يرابط فيها زهاء أربعة آلاف عسكري أمريكي.
وهذا ما لا يقبله العرب، الذين يشكلون الغالبية في شمال سوريا. ويضيف أن طرد الكرد السكان العرب من مساكنهم والاستيلاء على ممتلكاتهم سيكون سببا لنشوب الحرب بين العرب والكرد في شمال سوريا مستقبلا.
المصدر: وكالات
101/23