أسدل الستار، أمس، على الزيارة الأربعينية في كربلاء، بعد نحو أسبوعين من الاستعدادات والتحضيرات والاستنفار الشديد وتعطّل دوائر ومؤسسات الدولة بنحو غير رسمي، لتستعد بغداد، بدءاً من اليوم، لحسم ملفات شائكة والعمل على استحقاقات مهمة، في الوقت الذي تنتظر فيه ضيفاً «ثقيلاً خفيفاً» يغيّر مسار الأزمة، ويُحدث الكثير من المفاجآت.
العاصمة العراقية تنتظر زيارة أو زيارات من نوع آخر، خلال هذا الأسبوع، لكنها مرهونة بـ«ضوء أخضر» من رئيس الحكومة حيدر العبادي. مصدران، الأول حكومي والآخر كردي، أكدا لـ«الأخبار» أن زيارة رئيس حكومة إقليم كردستان نيجرفان البرزاني قائمة، لكن المصدر الكردي أشار إلى أن «طائرته تنتظر موافقة العبادي للإقلاع».
وأكد هذا المصدر أن البرزاني أبلغ بعض الكتل السياسية الكردية بأن ملفات كركوك والمناطق المتنازع عليها ورواتب البيشمركة والموظفين الأكراد، فضلاً عن الموازنة التي أخذت موقعاً متقدماً في الأزمة، خلال الأيام الماضية، ستكون في صدارة الملفات التي سيبحثها مع المسؤولين في بغداد.
في المقابل، وضعت بغداد شروطاً جديدة «غير مُعلنة» على زيارته، أبرزها أن يحظى الوفد الذي سيترأسه بـ«مقبولية من جميع الأطراف الكردية»، وأن يقدم ضمانات لبغداد «تتعلق بوحدة العراق وسيادته»، وفق ما كشفه المصدر الحكومي الذي جدّد تأكيد موقف حكومة العبادي أن «كل حوار يجب أن يكون في إطار الدستور».
المصدر أشار، أيضاً، إلى رفض العبادي استدراج قضية الحوار مع أربيل وتحويلها إلى «صفقة سياسية»، سواء كان ذلك بضغط وتدخل خارجي أو داخلي، في إشارة ضمنية إلى طلب البرزاني ونائبة قوباد الطالباني من زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر، التوسط.
المصدر قال لـ«الأخبار» رداً على سؤاله عن مصير المفاوضات العسكرية والسياسية بين بغداد وأربيل، إن «نصراً ومفاجأة من العيار الثقيل سيحدثان خلال اليومين المقبلين»، لكنه رفض الإفصاح عنهما أو ملامحهما، مكتفياً بالإشارة إلى أن «المفاجأة تخص الأزمة (بين أربيل وبغداد)، وهي إيجابية لنا».
وفي ما يخص رسالة مسعود البرزاني السرية إلى قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري»، قاسم سليماني، نفى المصدر علمه بها، لكن مصدراً آخر قريباً من السفارة الأميركية أكد لـ«الأخبار» أنها على علم بموضوع الرسالة، رافضاً في الوقت ذاته الحديث عن محتوى الرسالة ومطالب البرزاني لسليماني. ولكنه لمّح إلى إمكانية قبول طهران بـ«توسلات البرزاني واعتذاراته»، مشيراً إلى أن «المرحلة المقبلة قد تشهد تعاوناً بين طهران والبرزاني».
لكن القيادي في ائتلاف «دولة القانون» كامل الزيدي، الذي أكد صحة الرسالة، رأى أن البرزاني يحاول عبر تحركاته الأخيرة البحث عن «طوق نجاة»، كاشفاً في تصريحات أوردتها وسائل إعلام عراقية عن اتصالات يجريها مع مسؤولين أتراك من أجل مقابلة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
في غضون ذلك، أعلن المتولي الشرعي للعتبة العباسية أحمد الصافي، أمس، تسجيل كربلاء دخول أكثر من 13.874 مليون زائر، لكنه اعتبر تلك الإحصائية «دون الحد الأدنى والواقع»، بسبب تعذّر حساب تلك الأعداد رغم نصب كاميرات حرارية ونزول فرق إحصاء. واقتربت تلك الإحصائية ممّا أعلنه نائب محافظ كربلاء علي الميالي، الذي أكد أن مدينته استقبلت نحو 15 مليون زائر خلال فترة أسبوع، مشيراً إلى عدم تسجيل أي خرق إرهابي طوال فترة أيام الزيارة نتيجة فاعلية الخطة الأمنية التي اعتمدتها القوات الأمنية، والتي شهدت مشاركة واسعة من «الحشد الشعبي»، وهو ما أثنى عليه الصافي الذي وصفها بـ«الخطة الموفقة».
من جهته، حرص رئيس الحكومة حيدر العبادي، على تسويق نجاح الخطة لمصلحة حكومته، مشيراً في بيان صدر مساء أمس إلى أن ذلك «يضاف إلى انتصارات قواتنا ضد داعش، وتحريرها الأراضي والمدن العراقية كافة».
* محمد شفيق/ الاخبار
101