وقال الكاتب ناصر قنديل في مقاله بعنوان " مستقبل الوجود الأميركي في سورية والعراق" لا يمكن فصل جولات التصعيد المتعدّدة التي نشهدها في المنطقة منذ الكلام الأميركي حول إعادة النظر بالاتفاق النووي مع إيران، مروراً بالجملة المنظمة العالية السقف ضدّ حزب الله، وبمشروع الانفصال الكردي، وصولاً لفرط عقد حكومة التسوية اللبنانية، باحتجاز رئيسها وإصدار بيان استقالته، عن ترتيبات واشنطن لما بعد نهاية داعش، التنظيم الذي راهنت واشنطن، كما قال جيفري فيلتمان على إدارة الحرب معه لاستنزاف خصومها الإقليميين والدوليين، وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنّ الإدارات التي سبقته هي من صنع التنظيم وأداره كلياً،
اقرأ ايضا: ترامب: إدارة أوباما قامت بخلق تنظيم "داعش"
وفي الحالتين ما بعد داعش جاء سريعاً، لأنّ واشنطن لم تقم الحساب جيداً، فلا توقعت نهضة سريعة للعراق تجعله قادراً على المواجهة خارج الروزنامة الأميركية، ولا توقعت حجم القوة السورية المخبّأة للحظات المواجهة الحاسمة، ولا وضعت في حسابها هذا التموضع الروسي الوجودي في سورية، ولا تلك العزيمة الإيرانية في حسم أمر «داعش» وتنظيمات الإرهاب التكفيري مهما كانت الكلفة،
اقرأ ايضا: الغارديان: إيران الرابح الأكبر من هزيمة داعش.. ومن الخاسر؟!
وما بعد «داعش» الآتي سريعاً في التوقيت الأميركي يعني أنّ تأتي سريعاً لحظة البحث في مستقبل الوجود الأميركي في سورية والعراق، الموجود تحت شعار الحرب على "داعش".
وذكر الكاتب أن الأميركيين حاولوا وهم يستقبلون اقتراب نهاية داعش إيجاد عناوين لمعارك بديلة، سقطت تباعاً، كرسم خط أحمر لتلاقي السوريين والعراقيين عبر الحدود، ولخط يمتدّ من طهران إلى بغداد فدمشق ثم بيروت، كما حاولوا الاستثمار على مشروع الانفصال الكردي كعنوان للاستنزاف لقوى المقاومة من إيران إلى العراق إلى سورية، وتلاشت قدرة الرهانين بسرعة.
ويرى الكاتب أنه وكلما بدا العنوان الكردي كغطاء للوجود الأميركي في سورية معرّضاً للتلاشي بدت ساعة الرحيل الأميركي قريبة، كما قال السفير الأميركي السابق في سورية روبرت فورد، أما في العراق فمحاولة مقايضة الحملة على الحشد الشعبي بتشريع الوجود الأميركي ما بعد داعش لا تزال تصطدم بعقبات تحول دون بلوغ الهدف.
سبوتنيك
24