السعودية تُريد أنْ تقوم "إسرائيل" بالحرب نيابة عنها ضدّ حزب الله حتى أخر جنديّ في جيش الاحتلال، هذا ما أكّده المُحلّل الإسرائيليّ، أورين نهاري، في حديثٍ صحافيٍّ أدلى به للتلفزيون العبريّ شبه الرسميّ (كان) أمس.
يُشار إلى أنّ نهاري، يعمل مُحلّلاً للشؤون العالميّة في موقع (WALLA)، الإخباريّ-العبريّ، وجاءت أقواله في نقاشٍ حول قيام "إسرائيل" بمُساندة المملكة السعوديّة دبلوماسيًا في معركتها ضدّ حزب الله اللبنانيّ.
في السياق عينه، قال مُحلّل الشؤون العربيّة في القناة عينها، عيران زينغر، إنّه خلال حرب لبنان الثانية صيف العام 2006 نُشر عن قيام دولٍ عربيّةٍ بمُطالبة "إسرائيل" بتشديد العدوان على لبنان لكسر حزب الله والقضاء عليه، وتابع قائلاً إنّه في تلك الفترة كان من الممنوع الكشف عن أسماء الدول العربيّة المقصودة، أمّا اليوم، شدّدّ المُحلّل زينغر، فإنّه يُمكن القول والفصل أيضًا إنّ السعوديّة كانت من أكثر الدول التي ضغطت على صنّاع القرار في تل أبيب لتوجيه ضربةٍ قاسيةٍ لحزب الله، على حدّ قوله.
في السياق عينه، مع تزايد الأنباء عن احتمال قيام دولة الاحتلال بتوجيه ضربةٍ عسركيّة لحزب الله بضوءٍ أخضرٍ من الولايات المُتحدّة الأمريكيّة يستمّر النقاش داخل الدولة العبريّة حول السؤال المفصليّ: هل حزب الله بات مردوعًا من قوّة "إسرائيل" العسكريّة، أمْ أنّ "إسرائيل" هي التي أصبحت مردوعةً من حزب الله؟.
وبحسب محافل سياسيّة وأمنيّة رفيعة المُستوى في تل أبيب فإنّ الإجابة على السؤال صعبة، وفي أحسن الأحوال، تقول المحافل عينها إنّ الطرفين باتا مردوعيْن، كما نقلت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة عن مصادر مطلعّة في تل أبيب.
علاوةً على ذلك، كشفت الصحيفة النقاب عن أنّ قلقًا عارمًا يسود شعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان) في الجيش الإسرائيليّ من مواجهةٍ مستقبليّةٍ قاسيةٍ على الجبهة الشماليّة، أيْ مع حزب الله اللبنانيّ. وبحسب الصحيفة، التي اعتمدت على مصادر سياسيّة وأمنية إسرائيليّة رفيعة المُستوى، فإنّه على خلفية معارضة البيت الأبيض زيادة المساعدات العسكريّة لإسرائيل لحمايتها من الصواريخ، حذّر رئيس شعبة الاستخبارات العسكريّة الإسرائيليّة (أمان)، الجنرال هرتسي هليفي، من حرب غير هينّة مع حزب الله.
كما أوضح الجنرال الإسرائيليّ إنّه خلال المواجهة القادمة ستشهد الجبهة الشماليّة تجربةً قاسيةً جدًا، بحسب تعبيره.
وبيّن أيضًا أنه من ناحية الوضع تحسّن، نحن أقوى من كل الجهات المحيطة بنا، ومن ناحية أخرى نحن في بيئةٍ معقدةٍ، بعبارة أخرى، الوضع قد تحسّن وتحولّ لمعقدٍ، على حدّ وصفه.
بالإضافة إلى ما ذُكر أعلاه، فإنّ حسابات الجيش الإسرائيليّ، خلال بدء الاستعدادات لحرب لبنان الثالثة لم تأخذ بعين الاعتبار أنْ يكون الجيش العربيّ السوريّ في وضعٍ يسمح له بالانخراط في الحرب، كما أنّ إيران لم تؤخذ على محملٍ من الجّد، ذلك لأنّ فرضية العمل لدى جيش الاحتلال كانت تقول إنّ الرئيس السوريّ، د. بشّار الأسد، سيسقط من سُدّة الحكم، ولكن خلافًا للتوقعّات، لا بل الرهانات الإسرائيليّة، تمكّن من الانتصار، الأمر الذي أربك أركان الدولة العبريّة، ومع أنّهم لا يُقّرون بذلك، إلّا أنّ التسريبات الإعلاميّة تؤكّد على أنّ الجيش الإسرائيليّ ما زال غير جاهز للحرب الثالثة على لبنان، أوْ باسمها الجديد: حرب الشمال الأولى.
ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكريّ مطلّع على الأحداث، كما وصفته، قوله إنّ حرب لبنان الثالثة ستكون قاسيةً جدًا وأنّ "إسرائيل" ستنتصر فيها، ولكن الانتصار يتعلّق بالضربة الافتتاحيّة، على حدّ تعبيره، لافتًا إلى أنّ أسهل طريقة هي عدم اتخاذ القرار، لأنّ مَنْ سيتخذ القرار ستكون لجنة التحقيق في انتظاره، وبالتالي يجب أنْ يكون القرار مبنيًا على أسسٍ موضوعيّةٍ، وبعد الحصول على صورةٍ واضحةٍ من أذرع الاستخبارات الإسرائيليّة، كما أكّد.
* زهير أندراوس/ رأي اليوم
101