وثانيا ستكون لها تداعيات سياسية قد تؤدي لاستثمار القوى المتطرفة او قوى اقليمية لهذه الفوضى لا سيما في ظل الهشاشة الحادة في بنية المجتمع الخليجي بخاصة مع وجود أكثر من 23 مليون عامل أجنبي ، كما قد ينعكس على البنية الاجتماعية وتعزيز نزعات الثقافات الفرعية والارتداد للمجتمع ” البدائي.
وقدم الدكتور وليد عبد الحي قرائته الخاصة في المشهد السعودي معتبرا ان الخلاف مع السياسات السعودية يجب ان لا يكون هو ” المُتَنفَس″ لمخزون مكبوتاتنا وتحويلها لأدبيات سياسية غرائزية تتحين فرصة للانتقام وتعزيز عملية الاحتقان السياسي والاقتصادي في المشهد الخليجي بشكل عام والسعودي بشكل خاص.
وقال: أن نقد السياسات السعودية والخليجية أمر يستحق كل العناية، لكن التأجيج غير العقلاني بدافع الانتقام وثقافة الثأر والتشفي سيعطل طاقات التفكير المتوازن للبحث في آليات معالجة الأزمة او إدارتها في اسوأ الأحوال.
ولا بد من تقديم أفكار تساعد على ترشيد القرار في الخليج الفارسي لا على تغذية الغرائزية الخليجية رغم سُمنتها.
وشدد الباحث الدكتور عبد الحي في القراءة التي نشرها على صفحته على أنه من الضروري ان تدرك هيئات واشخاص صنع القرار السياسي السعودي من زاوية مقابلة أن ” دبلوماسية عرض العضلات” العسكرية والمالية لا تقود لنتائج استراتيجية ما لم تكن مستندة لبيئة اجتماعية وسياسية محلية تتناسب مع مقتضيات العصر لا سيما في مساحة المشاركة في صنع القرار وتداول السلطة وعدالة توزيع الدخل والتحول نحو ثقافة المختبرات لا ثقافة القبور، ناهيك عن وجود هيئات استشارية تبني خيارات وبدائل عقلانية من خلال مساهمات ” خبراء” لا رجال فتوى تدربوا على فنون ” التأويل للنصوص”.
كما ان التعامل السعودي مع البيئة الاقليمية ومشكلاتها لا بد ان يستند لرؤية محددة وهي ان المنطقة ” كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى” ، وأن مفهوم القيادة الاقليمية لا يتكىء على ” ثقافة شيخ القبيلة ” بل على النموذج الحضاري المسنود بمقومات قوة فعلية، وليس بنقل الصراع من الخطر الاستراتيجي للخطر الذي تحدده الغرائزية .
وإستخلص عبد الحي: وأنا لا ارى ان ما يحدث في السعودية بأنه اصلاحات الامبراطور الياباني ميجي ولا هي تحديثات صينية أربع….
إن التحولات في بنية هيئات اتخاذ القرار في السعودية – والتي كنت قد توقعتها وبنفس المسار الذي سارت فيه كما اشرت ولامني البعض عليها رغم صحتها – تذكرني بأدبيات الرئيس السادات في اول مراحل تسلمه للسلطة عندما فتح المجال لما سمي بالمنابر والانفتاح واعتقال من اسماهم ” مراكز القوى” وفتح المجال لحرية الراي ، ولكنه انتهى عند عبارته المشهورة بانه ” سيفرم” كل من يعارض بعد ان اطمأن على كرسيه.
بكل صدق – ختم الباحث الأردني- لست متفائلا، فالغرائزية العربية والسعودية تنطوي على مخاطر موجة اضطرابات جديدة تطال من نجا من الموجة الأولى لما سمي الربيع العربي، وهم كُثر..فالفشل السياسي في الربيع العربي داخليا واقليميا ودوليا ، والاحتقان الاقتصادي، والتهميش الاجتماعي، والتخلف العلمي ، والزيادة السكانية …الخ تمثل الدورق الذي ستغلي فيه كل فنون الغرائزية العربية….آملا ان أكون مخطئا.
المصدر: الرأي اليوم
101/23