وفي مقابلة مع جريدة " الاخبار " استعرض الكعبي اخر مستجدات المجالين الميداني والسياسي حيث اشار الى ان "داعش" سيحتفظ على المستوى الميداني، بخلاياه النائمة ما يتطلب عملاً أمنياً مُوسّعاً ومكثّفاً للقضاء عليها مضيفا، أما الفكر الذي رسّخه التنظيم في مناطق سيطرته، فنحتاج إلى ثورةٍ وحركةٍ ثقافية واجتماعية كبيرة لتنظيف العقول الملوّثة بسببه.
اما على المستوى السياسي فقد نوه الى ان خريطة التحالفات قد تغيّرت متابعا القول : كل يومٍ نلاحظ تغيّراً جديداً حتى بات صعباً تخمينها. ومع اقتراب الانتخابات، ستتحالف القوى التي شاركت في تشكيل «الحشد الشعبي»، والتي تمثّلها فصائل المقاومة، وسيكون لها دور أساسي ومهم في المستقبل السياسي للعراق.
وفيما يخص عودة بعض فصائل المقاومة للعمل المسلح ضد الأميركيين في المرحلة المقبلة صرح الكعبي: نحن في فصائل المقاومة وظيفتنا الأساسية وأحد أهدافنا منع أي احتلال للعراق. المقاومة الإسلامية تشكّلت مع بداية الاحتلال الأميركي (2003). لذلك، أي وجود عسكريٍّ أميركيٍّ في البلاد وظيفة المقاومة استهدافه ومنعه من البقاء، وتحديداً الوجود غير الديبلوماسي.
وعن اسباب رفض «حركة النجباء» خوض الغمار الانتخابي قال : «النجباء» لن تشارك في الانتخابات المقبلة لأسبابٍ عدة. هذا قرارٌ سياسي لكنه ليس من منطلق رفض التدخل في العملية السياسية. نحن نتدخّل فيها، ولنا خطاب ومواقف واضحة أيضاً، لكن أولويّتنا الآن هي الشعب العراقي. ومن هذا المنطلق نؤكّد ضرورة مشاركة الشعب في الانتخابات بفعاليّة، ونعتقد بوجود شخصيات نزيهة. وعندما نُسأل من ننتخب، سنحدّد الجهات والقوائم التي نعتقد أنها نزيهة وتمثّل طموح الشعب والإصلاح والقضاء على الفساد، والمقاومة وفكرها.
وعن قرار منع رئيس الوزراء حيدر العبادي الفصائل المسلّحة و«الحشد» من المشاركة في الانتخابات اوضح الامين العام لحركة الجباء قائلا : أولاً، تصريحات السيد العبادي اعتيادية وطبيعية. ثانياً، «الحشد» (أي المؤسسة العسكرية ككل، وليس الفصائل) لن يشاركوا في الانتخابات. مثلاً، «حزب الدعوة» اليوم، حزب السيد العبادي، لديه جناح داخل «الحشد» بمسمى «قوات الشهيد الصدر»، وأيُّ واحدٍ منهم يريد المشاركة في الانتخابات لا بد أن يستقيل من «الحشد». الأمر يسري أيضاً على الأجهزة العسكرية والأمنية. هذه الضابطة أُقرّت في النظام، ويكفلها الدستور العراقي: استقالة فمشاركة.
أما الفصائل، فلا تملك جناحاً مسلحاً داخل البلاد. قواتنا في العراق هي «الحشد»، وقواتنا خارج العراق لا دخل للحكومة بها. هم مجموعة من المسافرين الذين يذهبون بصورة طبيعية ورسمية، يذهبون زواراً إلى سوريا وأسلحتهم وتجهيزهم هناك، ولا شأن للحكومة العراقية بهم.
وبشان ازمة كردستان قال الكعبي : فشل مشروع مسعود البرزاني وانكسر. حماقته جعلته يستعجل... حتى الآن وداخل حزبه أبدى كثيرون انزعاجهم وتذمرهم، لأنه تصرّف بعقلية عشائرية، وضيّع مشروع دولتهم. عقليّة البرزاني عشائرية بعيدة عن السياسة والإدارة والقيادة الحقيقية. آل البرزاني على مرّ التاريخ أدخلوا شعبنا الكردي في معارك ومشكلات كثيرة. تحالفوا مع صدّام ضد الأكراد، في الوقت الذي كان فيه صدّام يقمع شعبنا ويقمع الكرد. هذه العائلة ــ لها أيضاً ــ علاقات واسعة وكبيرة مع الكيان الصهيوني.
وتابع : هدف البرزاني إضعاف العراق وإنهاكه، وفصل رقعةٍ جغرافية عبر تمدّد قواته واحتلالها كركوك وبعض المناطق الأخرى، حتى إعلان دولته المزعومة، التي ستكون "إسرائيل" الثانية في المنطقة.
وحول الانفتاح السعودي المستجد على العراق قال الكعبي : نلاحظ أن غالبية الشخصيات التي أُرسلت للعمل في العراق هي شخصيات دُرّبت داخل المخابرات الأميركية، وعملت في أميركا، سواءً أكان عملها ديبلوماسياً أم مخابراتياً. (السفير السعودي السابق ثامر) السبهان هو نموذج. كل الشخصيات التي ركّزت على الملف العراقي شخصيات أميركية مخابراتية واجهتها سعودية، في محاولة لإيجاد مقبوليةٍ داخل العراق، لأنّ الأميركيين لا يستطيعون تنفيذ مشاريعهم بأنفسهم. خروج السبهان من البلد لا يعني انتهاء مشروعه، بل هو مستمر، والسفير الجديد يُديره السبهان أصلاً، لأنه بلا حول ولا قوة، بل هو واجهة. الأميركيون يشغّلون دولة كاملة كالسعودية لخدمتهم، وذلك لترسيخ فكرة واحدة يدفعون عليها أموالاً كثيرة وهي تعزيز مفهوم الوطنية... بالعداء لإيران والولاء للسعودية وأميركا. باعتقادي المطلوب هو تجزئة وتقسيم محور المقاومة.
وردا على سؤال مضمونه هل نرى «النجباء» تُقاتل إلى جانب حزب الله في لبنان أو الجنوب السوري؟ قال : عندما أعلنّا «لواء تحرير الجولان»، فقد شكّلناه فعلاً، وهو موجود الآن، ويقاتل المجاميع التكفيرية التي تخوض حرباً بالنيابة عن الكيان الصهيوني. وعندما أعلنّاه، حدّدنا نقاطاً وذكرنا أنّه سيكون جاهزاً إذا طلبت الحكومة السورية أن يشارك الجيش العربي السوري في تحرير الجولان. أما مشاركتنا في أي معركة ضد الكيان، سواء أكانت في لبنان أم سوريا، فإنني أعتقد أن الخطاب الأخير للسيد حسن نصر الله كان صريحاً: في المرحلة المقبلة لن يكون حزب الله هو من يقاتل "إسرائيل" فقط، إنما جميع فصائل المقاومة في العالم، ومن المؤكّد أن «النجباء» ضمنها.
واكد الامين العام لحركة النبجاء، في حواره مع «الأخبار»، أن الأهداف الأميركية في العراق ينفذها السعوديون، وقد باتت «أجندتهم» واضحة، وترجمها مباشرةً السفير السابق ثامر السبهان باعتباره «شخصية مخابراتية ــ أمنية»واضاف: أخطأ الأخير بـ«فضح» مشروعه، إذ عمل في الساحة بأسلوب مخابراتي علني. لذلك، عند وصوله إلى بغداد بدأ نشاطاته بطريقةٍ «وقحة»، حتى القوى السياسية التي تطالب بعلاقة مع السعودية رفضته.
واشار الكعبي، إلى أن من ضمن مشاريعه «إقامة شركات اقتصادية ومراكز ثقافية» جنوبي العراق وشماليه، مقدّماً دعماً مالياً ضخماً إلى رؤساء العشائر والوجهاء، إذ دعا إلى إجراء إصلاحاتٍ زراعية، منادياً بحراك اقتصادي ــ ثقافي لتغيير اتجاه «الثقافة العراقية».
ويعرّج قائد «النجباء» إلى سوريا، وتحديداً إلى شرقيها، حيث تعمل «قوات سوريا الديموقراطية». حيث يلفت إلى أن «أميركا لا حلفاء لها... صدام كان حليفها الأول في الشرق الأوسط، وبعدها هي من أسقطت نظامه، وحلفاء أميركا في الدول العربية أسقطت أنظمتهم»، فـ«الربيع العربي غيّر المشروع الأميركي، إذ تتعامل واشنطن مع مشاريع لا مع أصدقاء». اليوم، تعاملت أميركا مع البرزاني وفق مشروع ينفذه، «وحين لم يستطع تنفيذه، رفعت غطاءها عنه، واتخذت موقفاً آخر». أما موقفهم مع «قوات سوريا الديموقراطية»، فسيتضح مع انتهاء المشروع. «يتركونهم يحترقون بما يحترقون به، وينفذون بهم مشروعهم... وعندما ينتهون، سيتركونهم، ويتخلون عنهم كما تخلوا عن مسعود، وعن كثير من حلفائهم في المنطقة».
المصدر: جريدة الاخبار
22/102